23 نوفمبر، 2024 6:18 ص
Search
Close this search box.

مدينة وقعت ضحية لسياسي محترف

مدينة وقعت ضحية لسياسي محترف

الأنبار من المدن العراقيةالكبيرة بمساحتها، أبتليت هذه المحافظة بأنها أصبحت بعد عام(2003) بين(المطرقة والسندان)، مطرقة الحكومة وسندان الأرهاب، والحكومة تتحمل مسؤولية أمنها وسيادتها.
الكثير من العراقيين يشعرون بالظلم، نتيجة النقص والحرمان والتهميش وغيرها،وكان على الحكومة أن تبحث بالأسباب،  وأيجاد المعالجات والحلول.
 أن الفساد نخر المؤسسات الحكومية، وأصابها بالعجزوالمؤسسة العسكرية والآمنية لا تخلو منه أيضاً؛والذي ساهم بشكل كبير في تفاقم المعاناة، بالأضافة الى عدم وضوح أستيراتيجية الدولة في التعامل مع الأزمة، أو على أقل تقدير أحتواء الموقف، بل كانت الحكومة هي الطرف الأساسي، والأستمرار بنفس النهج(سياسة الأزمات)؛سيولد المزيد من التأزم والنفور والأحتقان الطائفي،كما أن خلط الأوراق وأقتناص الفرص للقضاء على الخصوم تحت ظل الأزمة، هو الأخر يؤجج الرأي العام ضد الحكومة ويفتح الأبواب المغلقة، مع وجود بعض السياسيين الداخلين في صميم العملية السياسية، ويعملون ضد الحكومة، فيروجون على أن الحرب للقضاء على الجماعات المسلحة المتطرفة، تظهر وكأنها حرب على أحد المكونات، ولا أحد يمكن أن يتكهن بعواقبها، فقد تكون حرب طويلة، لأن مصادر تمويلها جارية، كما أن الخيار العسكري قد ينهي الوضع الراهن لصالح الحكومة في الأجل القصير، ولكن الحواضن ستكون أكثر استعداد فيما بعد.
أن علاج الأوضاع الحالية في المنطقة الغربية لابد أن يكون سياسي وأجتماعي، قبل أن يكون عسكري، وعلى أهل المنطقة الغربية أثبات حسن النيه تجاه الحكومة، وأن يكونوا يد واحدة لطرد الأرهاب، وعدم السماح لهم وتمكينهم من المدينة، كما لا يمكن أن تكون المدينة ضحية (لسياسي محترف)، أو رجال دين منحرفين، فالحكومة هي الأخرى غير مستعدة على التعامل مع هولاء؛ بأعتبارهم المحرضين على تمرد المدينة.
العقل العراقي غير عاجز عن صنع المستحيل، بل هو عقل مفكر مبدع، (فما خاب من أستخار، وما ندم من أستشار)،فمن الذي يرمي ببصيرته ألى الأبعد، ويحاول أن يستقراءالأوضاع، ويضع أحتمالات للمستقبل؟مع فرضيةالأجماع علىقتال الأرهاب، وأن الجيش العراق خط أحمر، لا يمكن المساس به، حتماً سيكون صاحب الرأي الأصلح للأخذ به، ذلك واضح جلياً في المبادرة التي أطلقها السيد الحكيم أحد الأقطاب السياسية في البلد؛ والتي ستعطي رسالة بأن الحكومة(غير طائفية) وهي أهم رسالة، كما أن المبادرة(ستسحب البساط من تحت المتشددين)، لأنها وضعت للمعتدلين، وتحقن الدماء، وبذلك سيتم تجاوز الكثير من العقبات والخلافات، ولا يُفهم من هذه المبادرة على أنها ستعطيأموال لغير مستحقيها، أو أسقاط لهيبة الدولة، على أنها تنازلات، فان التنازل من أجل مصلحة الوطن، وحقن الدم العراقي فوق كل شيء.

أحدث المقالات

أحدث المقالات