17 نوفمبر، 2024 5:18 م
Search
Close this search box.

مديرية لفطستان لصاحبها أحمد عبدالجليل

مديرية لفطستان لصاحبها أحمد عبدالجليل

يتعامل مدير التقاعد مع العراقيين على انهم مجموعة من المتسولين الذين يتفضل ويتعطف و يتنازل من علياءه يقوم بصرف رواتبهم امتنانا و تفضلا منه. فالتقاعد ليس حقا من حقوق المتقاعد المكتسبة. المتقاعدون العراقيون يفترشون الأرض امام دائرة التقاعد التي يقضي مديرها وقته ما بين السفر إلى أبوظبي و التقاط الصور مع المعجبين ممن يناولون الرضى.

مدير التقاعد مشغول للغاية و لا يسمح وقته الثمين بمتابعة اي معاملة للتقاعد لكنه على أهبة الاستعداد للاستيلاء على الرواتب التقاعدية!! فأسرع معاملة تقاعد يتم انجازها في سنتين على الأقل. و خلال هذه السنتين يتم حلب المراجع واستنزاف موارده المالية كاملة “جيب مليون، جيب نص مليون، جيب ربع مليون”. فهذا مورد الرزق الأول لمدير التقاعد و عصابته. لكن وزارة المالية تكون قد خصصت و اطلقت الرواتب التقاعدية للمتقاعد والتي تذهب مباشرة إلى جيوب مدير التقاعد مع توزيع ” الفتات” على شلة المرتشين التي تحيط بالمدير. وبعد سنتين او ثلاثة واحيانا كثيرة عشرة يحصل المتقاعد على راتبه لكن الراتبين الاولين حصة المدير. أن الموظفين في الدائرة يطالبون المراجعين بدون خجل بدفع حصة المدير الذي لا يشبع. فلو ان كل متقاعد يقبض ربع مليون كل شهرين فأن دخل مدير التقاعد الشهري يكون 12 مليون دينار ونصف لو كان مجموع المتقاعدين 50 فقط!! لقد بلغ عدد المتقاعدين مليونين و 350 متقاعد وهذه هي الإحصائية الرسمية و بالتأكيد العدد الحقيقي أعلى بكثير. كل هذه الرواتب تذهب الى جيوب مدير التقاعد.

أن تسهيل معاملة الإحالة التقاعد يعني ببساطة حرمان مدير التقاعد السيد أحمد عبد الجليل من كم الرشاوي الهائلة التي يتقاضها مع طاقمه من اللصوص و المرتشين!! فالمدير العام امتلك قصر فاخر في أبوظبي من أموال المتقاعدين العراقيين!! فبعد أن ييأس المتقاعد من عملية انجاز معاملة التقاعد- فسلسلة الطلبات و التاييدات و براءات الذمة و الشهادة الجامعية و الخدمة وشهادة الحياة و الكفيل وغيرها لا تنتهي- ثم تضيع اضبارة المتقاعد بقدرة قادر!! لكن راتبه التقاعدي مازال موجودا والأموال مخصصة له من وزارة المالية و بما أنها أموال لا صاحب لها يقوم مدير التقاعد بالاستيلاء عليها!! وهكذا و بكل بساطة اشترى مدير التقاعد قصره في أبوظبي بل أنه في طريقه لامتلاك قصر اخر!

لكن السؤال الحقيقي ما الحاجة لمديرية التقاعد و ما هي جدواها؟ لماذا لا يستلم المتقاعد راتبه من دائرته؟ الدائرة لديها اضبارة المتقاعد و ملف خدمته و شهاداته كاملة أليس من الاسهل و الاوفر أن يستلم المتقاعد راتبه من دائرته؟ و يمكن للدائرة أن تودع الراتب بحساب المتقاعد المصرفي مباشرة أم ان خدمة الإيداع المصرفي مستحيلة في العراق!!

إن دائرة التقاعد لا عمل لها – وبفضل جدارة مديرها- سوى طلب كتب التأييد و المتمسكات و أهانة المراجعين و الابداع في اذلالهم و ايذاءهم. كما أن موقف دائرة التقاعد تجاه النساء المتقاعدات هو أكثر من مهين! فالمتقاعدة غير المتزوجة عليها أن تجلب شهود يشهدون أنها غير متزوجة لان دائرة التقاعد لا تعترف بقيد النفوس وبعكسه يتم إيقاف تقاعدها. فالهدف هو تأخير المعاملة قدر الإمكان حتى يتمكن مدير التقاعد وشلته الاستيلاء على الرواتب لأطول فترة ممكنة.

لماذا لم يلغي العبادي دائرة التقاعد عندما اعلن عن سلسلة الغاء الوزارات؟ أم الاصلاح يشمل وزارة البيئة التي تمولها المنظمات الدولية وزارة العلوم والتكنولوجيا في حين دائرة لفطستان للتقاعد غير مشمولة بإي اصلاح فهي صالحة اساسا!

يبدو أن العبادي يرعى الفساد والفاسدين من امثال مدير التقاعد الذي يجتهد للاستيلاء على اموال المتقاعدين و حقوقهم. لتكون مديرية لفطستان جوهر و قمة الاصلاح اللفطي.

أحدث المقالات