تفاصيل برنامج زيارة المديرة العام السيدة ” اودري ازولاي ” اختارت هي بعضه او بعض الأمكنة المحددة كالموصل وبضمنها مسجد النوري , اضافةً للمتحف الوطني في بغداد , وكان اختياراً موفقاً , لكنّ البعض الآخرمن البرنامج ” الذي بدا كأنّه غير مبرمج ”
فكان على عاتق او اكتاف وزير الثقافة السيد ” احمد فكّاك البدراني ” ولم يكم معظمه ناجحاً .! بل اضاع الوقت لإطلاع مسؤولة اليونسكو لزيارة امكنةً اكثر اهمية , وسنتعرّض لذلك في الأسطر القريبة ادناه .
بإنعطافةٍ عابرةٍ وسريعة فالسيدة ” اودري ازولاي ” من مواليد عام 1972 , وهي سياسيّة فرنسية من عائلة مغربية – يهودية , وسبق أن أشغلت منصب وزيرة الثقافة في فرنسا …
مدّة الزيارة كانت محددة بثلاثة أيّام , وهي فترة ليست بقصيرة ولا طويلة , إنّما كان ممكناً استثمارها وتوظيفها الى ما هو اكثر فائدة , ففي حديثها وتصريحاتها شدّدت مديرة عام اليونسكو على تدهور النظام التعليمي ” او نحوه ” في العراق منذ دخول داعش وما خرّبته , وعلى ضرورة اعادة النظر في هذا النظام , لكنّما لم يجرِ ترتيب ايّ لقاءٍ لها مع وزير التعليم العالي او ايٍّ من رؤساء الجامعات .! , والى ذلك ايضاً فكان هدراً للوقت بإجراءِ مقابلةٍ لها مع السيد رئيس الجمهورية , وهي مقابلة ذات طابع تشريفاتي وبروتوكولي , وخصوصاً بعد مقابلتها للسيد السوداني والتي ربما لابدّ منها …
كانَت التصوّرات المسبقة في الأوساط الصحفية في العراق , أن سيجري تنظيم زيارةٍ سريعة < حتى لو بطائرةٍ مروحيّةٍ > الى ” أور ” التأريخية العميقة الجذور والتي سبق لبابا الفتيكان السيد فرنسيس زيارتها تحت تغطيةٍ اعلاميةٍ دولية , لكنّ ذلك لم يحدث بالطبع , ولم يجرِ دعوتها لزيارة ” بابل ” التي يجري تدريسها في كافة جامعات العالم دونما استثناء , لكّنه إرتؤيَ من وزارة الثقافة العراقية زيارة المديرة العام لليونسكو الى شارع المتنبي وتناول او ارتشاف الشاي في مقهى الشابندر .!
لن نذهب اكثر في الإسترسال < فكأنّ في الحلقِ غصّة > من كلا جانبيها المعنوي والوطني .
كان من المفترض أن تشارك مسبقاً عدة او بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية في الإعداد لفقرات قدوم مديرة عام اليونسكو الى العراق , حيث من المفترض ايضاً مشاركة وزارة الخارجية ووزارة التعليم العالي ونقابة الصحفيين , بالإضافة الى بعض منظمات المجتمع المدني , وبجانب اكثر من لجنة ذات العلاقة في مجلس النواب , وبمعية ” وزارة الثقافة والسياحة والآثار ” , ونغفل هنا ولا نتطرّق الى العبارة الشهيرة : < الرجل المناسب في المكان المناسب > .!
يمكن القول أنّ زيارة المديرة العام لليونسكو لبغداد تكاد تضاهي او تفوق اهميةً لكلتا الزيارتين المتزامنتين لوزيرة الخارجية الألمانية السّت ” أنالينا بيربوك ” التي جاءت الى القطر لتوقيع اتفاقية نيابةً عن شركة سيمنس الألمانية لتحديث وتطوير الكهرباء في العراق , وكذلك زيارة وزير الدفاع الأمريكي الجنرال ” لويد اوستن ” والتي لا تبدو ستراتيجيةً في أيٍّ من زواياها التي تعرّض لها الإعلام , والتي تمحورت وتركّزت في تصريحات الوزير ” ضمنيّاً ” عن خشية البتاغون من تعرّض قواته وقواعده في العراق الى ضَرَباتٍ صاروخيةٍ ما من بعض الميليشيات او الفصائل المسلحة .!
من ملاحظاتنا الخاصّة ايضاً , أنّ ادارة اليونسكو في باريس , حرَصَت وبدقّه أن تغدو زيارة مديرتها الى العراق قُبيلَ < زيارة الخامس عشر من شهر شعبان الميمونة > تجنّباً او استباقاً للإنهماك والإنشغال في أداء مراسم ومتطلبات الزيارة .
ايضاً , فهنالك تقصيرمدقع وفادح من الإعلام العراقي في عدم الإعلان المسبق عن زيارة مديرة اليونسكو , حيث فوجئت منظمات وجهات واوساط ثقافية رفيعة المستوى بذلك , وكانت لها اتصالات عجلى مع مكتب اليونسكو في بغداد لمحاولة اللّقيا مع السيدة ” اودري ازولاي ” , لكنّ ذلك كان في الوقت الضائع , فالسيدة المديرة وقتها محدد ومضغوط ! فستتجه من الموصل الى مطار اربيل الدولي ومنه الى إمارة قَطَر , دونَ العودة اى بغداد .