23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

غسلت اياديها الشوارع وانتهى وقت التسكع
وخلف نافذة تمد الى الرصيف زجاجها
 تنأى ملامحها المغمضة
وينفتل الطريق كغيمة تجلدها الشمس
بلا اه تلامس شرفة الليل وتوقف دقة الزمن
 ليمضي الوجع الصوفي نحو البعد والمدن المدورة
انتهى الزمن فغاض فؤادها الحجري وانسلخت ازقتها عن الدرب
فلا ليل يعيد لافقها القمرا
ولا فجر يباكر يومها الحذرا
ولا صوت ولا دمع يفك طلاسم الصمت
وداعا يا شوارعنا المعربدة
سنحفظ ضوئك الشتوي في دمنا
سننشد لحنك الابدي
سنوقد شمعة للريح تطفئنا وتوقدنا
وداعا ياشوارعنا
لك الدفء ونوم هانيء ينسيك حزن الذاهبين الى الجنوب
لك الاتي ومافيه
لك السلوى
وللذاهب ومض من بدايات الغروب
الزمن الاقوى سنسلمه مواجعنا
كما تسلم اسراب النوارس موتها المنسي للبحر
سيرحل اتنا المجهول نحو ديارنا الاولى
الضفاف ورقصها الغجري
عزومة المرفأ والاتون من جزر الجنوب
قوافل قمصانها البيضاء يخرقها الدخان
يلفها الافق وينشرها الضباب
هناك يرتاح الغريب على وطن
هناك يسترجع اجزاء تشضاها الزمن
وطن .. وطن
نم ياصغير ( العزة ) العائد من خلف البحار
فسحة من ضفة النهر وبعض من شذى الطين
سيكفي  لتنام
نم رغدا فموسم الهجرة آذن ان يؤوب بما يقل
آن للذاهب ان ياتي وللمبعد ان يدنو
وان للاتي ان  يفتح شريانا على الماضي فيحيا الميتون
تنفض الارض غبار التيه والشارع يشرب نغمة الامس
وتنتشي المدينة