ليس بوسع التاريخ وحده، مهما حفل بالوثائق، أن يسجل حياة الشعوب الباطنة، ، فالنا شاهد على بطولة اهالي الكوت وصمودهم , امام قوى الاستكبار البريطاني, بحرب غير متكافئة من حيث العدة والعدد, أن أهم حدث تاريخي شهدته المدينة , فـــي نهاية العهد العثماني, هو حصارها الذي دام خمسة أشـهر ألا سبعـــــة أيام , وقد أخذ هذا الــــحدث شهرة عالمية, يبقى هنـــــاك الحديث الخاص والأقاصيص التي تشبه الخرافة والتي رواها مـــن شــــهد الحصار وعاش محنته من معمري الصمود في واسط.
لم تكن الحرب التي خاضتها بريطانيا في العراق ,وتجهيز جيوشها بالحدث العرضي او الطارئ , بل كان الهدف هو مصالحها في نفط العراق ودول الخليج. وهنا لنا وقفة مع التاريخ في البصرة, وبطولة اهاليها امام قوى الاستكبار العالمي , حينما شن التحالف الدولي الاطلسي بقيادة امريكا, حربهم على العراق عام (2003) , وصمد ابناء ورجال ام قصر, سبعة عشر يوما امام جيوش التحالف الدولي الامريكي, وهذه الوقفة الرائعة سجلها التاريخ عن ابطال المدينة, ورغم الجور وظلم البعث الكافر, نلاحظ اتباع الخط المحمدي يدافعون عن ارض العراق بكل شرف وبسالة, مسطرين ملحمة من ملاحم العز والدفاع عن ارض المقدسات .
ادرك التحالف الدولي الاطلسي وامريكا ,ان شعب العراق يختلف عن افغانستان وغيرها من الدول, فشعب العراق له حضارة وتاريخ سبق
العالم في جميع الميادين. ارادوا لها البلد بمكوناته , الخنوع امام راغبات قوى الاستكبار العالمي , وان يصبح نافذة لمخططاتهم بضرب الاسلام , وتمزيق ارادة الشعوب العربية, والامة الاسلامية بعد استسلام حاكم بغداد , وقادة جيش الحرس والصنوف الاخرى, دون اي مقاومة تذكر سوى بعض المواقف الخجولة, حينما رفعوا راية الاستسلام في المحافظات الخمس, وهنا لعبة المقاومة الاسلامية بالوقوف امام جموح ورغبات الغرب, كما وان المرجعية الرشيدة العليا حافظة على وحدة العراق وافشال المخططات الامريكية الصهيونية.
فادرك الغرب ان شعبا بأغلبية مطلقة, تمتثل لفتاوى المرجعية يصعب انكساره او هزيمة, فأعدوا العدة مع اذناب واشباه الرجال من بقايا البعث الكافر, و ال سعود وتركيا وقطر والأردن . بتجهيز الدواعش بالسلاح والمال وتهيئة منافذ الدخول للعراق , لتنفيذ مخططاتهم بتقسيم البلاد والسيطرة على ثرواته, فساهم من ساهم من السياسيين بتنفيذ مخططات اسيادهم من دول الاقليم , سلموا الموصل وتكريت الى الدواعش دون مقاومة تذكر, فكان الرد الحاسم من المرجعية العليا ضربة اقسمت ظهر الدواعش ومن ورائهم, وهنا التاريخ يسجل انتصار اخر لطائفة محبه ال بيت الرسالة المحمدية, آلا وهو صمود مدينة (امرلي ) لمدة سبعون يوما, وانكسار الدواعش والبعثية وبقايا حرس صدام في ملحمة تاريخية , أذهله الصديق والعدو ابطالها الصامدين من سكان امرلي وابطال المقاومة الاسلامية, والجيش والمتطوعين من الحشد الشعبي.