23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

مدرج الى سماء كون ما

مدرج الى سماء كون ما

(ذلك الذي يغمر حرمي السرِّي الذي ابتنيته، من يحرمني النوم، من يسحبني ويلقيني أرضاً، طيفه هو النشوة التي أنطق بها).

جلال الدين الرومي.

خلف ستارة من سديم يتراى لي وجهه ، مفعم بالغياب حد ارتشاف النجوم ، يناى فاقترب ، يزهد فاتوق بفرط اليه ، ما العشق ؟
درجة من اللامنطق ، راحة وعودة لطفولة السعادات القصية ، قبل تاريخ الاكتشافات الجسدية المثقل بالتجارب الحسية اللذيذة والمحرضة على الاحساس النفسي بالذنب،ما العشق؟
يمتلئ التاريخ البشري بتوصيفات غاية بالدقة والشفافية تأتي بصور شعرية وسردية لتصف هذا الحس المجرد ، يأتي مرة كشعور بالخدر ، مرة شعور بالقلق ، ومرات كثيرة شعور غير مفهوم بالراحة.
من يشعل هذا المصباح بمساءات الوحدة؟ من يسحبني من ثوبي كطفل يعبر أمام قطار؟
هل تعلم كم ينبت قمح في قلبي حين اراك ! اعلم انك لاتعلم لانك ماذقت شراب العشق، اوتلعم ما العشق؟
يتحدث اهل العلم ، ان مشاعرنا هرمونات واحماض امينية تصعد او تنزل في انابيب الدم، او يعقل هذا !
اراك تتوسط شرفات سبع ، مشغول انت الان بضبط مواقيت الكون ، هل جئتك بلا موعد؟ من ذا يطرق بابه كي يدخل بيته ؟انت البيت وانت الباب ، انا بعض ضيوفك.

مرة يتخذ العشق ثوبا (طهرويا) ، يوظف في خدمة رسالة دينية او ايدلوجيا( العشق الالهي) ، يعامل الرب أو الرمز كمعشوق ، لكسرمدار الرهبة، اعتقد الغاية الاهم هي الالتفاف للوصول الى التكافؤية بين قطبين أعلى وأسفل على اعتبار العشق رابط وموحد ومعادل بين الطرفين، البعض يتطرف عشقا حتى العبادة ، البعض يصل حد الجنون المفتعل أو الفعلي، ما العشق؟

في زمن الكسل الجسدي والروحي البشري حيث الآلات تنجز والمفاهيم الغيبية تتقزم كل يوم بفعل الماديات والعلوم الحديثة ، فقرروحي و نفسي يمر به العالم ، التطور العلمي قضى على حقول الخيال التي كنا نرتاد كمؤمنين بأكاذيب الميتافيزيقيا المدهشة والتي نتغذى عليها يوميا لمواجهة الواقع الصارم، شىء فشىء (نتمكنن) دون أن نشعر مضحين بحزمة من المشاعر الجمعية مع الآخر، وأولها العشق .
لتكن مدرجا من ضباب و نشوى الى سماوات الروح ، لتخضر كل السنابل تحت صوتك الممطر الان ، لتأتي بسلطانك وتعترش القلب ،
الخبز الذي وهبت لن ينتهي
الزيت الذي اضائته يداك
لن ينطفئ،
اغمرنا باسمك واقبلنا،
وإن كنا زجاجة وانت محيط .