مدرجات للتشجيع أم حلبة ملاكمة ؟

مدرجات للتشجيع أم حلبة ملاكمة ؟

عادت من جديد الظواهر السلبية في الملاعب العراقية بعد أن غادرتها لفترة ليست بالقصيرة , أبرز تلك الظواهر هو شغب الملاعب الذي يبدر من بعض الجماهير غير المنضبطة , المشكلة الأكثر استغرابا في هذا الموضوع هو غياب الأسباب الحقيقية وراء عودة شغب الملاعب وخاصة في مباراة فريقي نوروز وزاخو الاخيرة التي شهدت ترك المدرجات من قبل المشجعين والتوجه الى ارض الملعب في حادثة مأساوية تدل على غياب الثقافة الرياضية لدى الكثير من الجماهير الرياضية .

الاحتقان بين جماهير فرق اقليم كردستان امر حقيقي وتكررت أعمال الشغب بين جماهيرها في مباريات عديدة وتحول مدرجات ملعب نوروز الى حلبة ملاكمة خير دليل على أن هناك سوابق واحتقان بين الجماهير .

نزول الجماهير وايقاف المباراة بهذا الشكل السيء يعد حالة غير ايجابية تقف في طريق تطوير الدوري المحلي , في السابق كانت تحدث هذه الامور في مناسبات عدة الا أنه ومع انطلاق دوري نجوم العراق (دوري المحترفين) يجب أن تغادر هذه الحالات ملاعبنا ولو بالقوة !

نعم بالقوة , فلا يوجد شعب ملائكي في أرجاء المعمورة ولكن هناك قوانين صارمة تتخذها الدول للحد من الأعمال غير الحضارية التي تؤثر على اسم وسمعة كرة القدم وسمعة البلد بشكل عام , ولهذا على لجنة الانضباط في الاتحاد العراقية لكرة القدم اتخاذ اقصى العقوبات بحق من تسبب في حصول هذه الفوضى في ملعب نوروز وكان له اليد الطولى في هذا الحدث المؤسف .

أمن الملاعب القوة الكبيرة التي يشهد الجميع بعملها ويثني عليه في اغلب الملاعب العراقية لم يكُن لها الدور الحاسم في ايقاف هذه المهزلة وتجنب ايقاف المباراة وهذه المشكلة دائما ما تتكرر في ملاعب الاقليم حيث ان هذا الخلل مؤشر منذ فترة طويلة , القوات الأمنية في كردستان العراق لا تتعامل بقوة مع الجماهير كما موجود في ملاعب العراق الاخرى ! مما سمح لبعض الافراد السيئين بتجاوز الحدود والنزول الى أرض الملاعب وإحداث أعمال شغب نتمنى عدم تكرارها بالمباريات في المستقبل …