23 ديسمبر، 2024 5:27 م

مداس الطنبوري

مداس الطنبوري

هُنالِكَ شُخوصٌ رُويَتْ عَنهُم حِكاياتٌ عَديدةٌ, مِنهم أبو القاسِم الطُنبوري, تاجِرٌ سَكَنَ بغداد ويُقالُ أنه بالرغْمِ من غِناه, فقد اتَّصفَ بالبُخل, أهمُّ ما اشتُهر بهِ هو مِداسَهُ المشئوم كثيرُ الترقيع.
لقد سَبّبَ ذلك المِداس إفقار الرَجُل, في يوم ما أرادَ أن يتَخلصَ مِنه, فرماه, سقط على شَخصٍ كان ماراً في الطريق فدفَعَ الديةِ لفقدانِ العين, ومِما يُحكى انهُ أرادَ أن ينتهي من معاناته, فوضَعهُ في مجرى الماء كي يَصِلَ إلى نهرِ دِجله, ولكنْ ما أسرعَ أن أتاهُ ألشرطه حاملينَ تحفتَه ألمزعِجه, إقتادوهُ إلى القاضي ليحكمَ عليه بالضرر العام, والسبب هو أن مداسه قد سد “مجاري بغداد المخفية” مما أدى إلى طفحِها, وبعد مئات من السنين, يَظهرُ علينا مسئول البلديا ت في الفضائيات, ليعلن إن أن صخرة بوزن 150 كغم! قد وضعت في المجاري! وهذا ليس بالصدفة, بل بفعل فاعل, وقد يكون عملا تخريبيا مسنودا من خارج البلد! قلت حيلة المخربين للعملية السياسية في العراق, فاستفادوا من تأريخ الطنبوري, المتوفى منذ قُرونٍ خَلَتْ, ولم تِستَفِدْ حكومَتنا من حوادث قريبة المدى منظوره, في عصر التطور.
مبدأ المؤامرة والتسقيط القديم المستحدث, يعيشُ في دواخِلهِم, يستخدمونه عند فَشَلهِم في التَخطيطِ والإدارة, وتغطيةِ الفساد بلحاف المجاري  شِعاراً, يرددون الخُصَماءُ يريدون  إسقاطنا, لا ندري هل تآمرت السماء بإسقاطها المطر؟ أم هي مشيئة الباري لكشف الفاسدين والسُرّاق؟ غرقت بغداد! بالرغم من صرف الميزانيات ألملياريه, بمشاريع منها فاشل والعديد متلكئ, ولا يوجدُ من يحاسِبُ المقصرين! بل يظهر علينا رئيس الحكومة ليبرر القصور بالعمل, إنها الأحزاب! صخرة الطنبوري أفشلت المشروع! أطفأت الأحزابُ مضخاتِ المجاري! رائع أنت سيدي, لقد وضعت يدك على السبب, (اكتشفت الفساد والمفسدين).
يا ترى ما هو السبب؟ يجيب مردفا: إنها الانتخابات على الأبواب.
في إطلالة جديدة, ينتقد من يتواصل مع الجمهور “المثبور” بأنه مُتَمَلِّقٌ مُرائي  كَونهُ وَثَّقَ النُزولَ للشارع بصورةٍ أو فِلمُ لِقاءٍ مع المواطِن, بدلَ أن يكون مفتخرا بأن هناك من يسعى لمداواةِ الجِراحِ بكل وسيله ورفع المعنويات.
إلى أين نسير ومن المنقذ؟ فلم يمنع المطر والفيضان تفجير المفخخات.
ما هو السبب؟ الحقيقي فالكل يلقي بالمسؤولية عن عاتقه, ولازال التهديد بكشف الملفات, قديمةُ هي الحجج, كمداس أبو القاسم الطنبوري, حديثة كصخرة ألحجي. ومؤامرة الحكام, كحجة يزيد عندما خرج الحسين عليه السلام, فقد دعا للإصلاح وأتهم بالخروج على الخليفة.
مثالٌ وليسَ قياساً عسى أن يُفكرَ المُواطنُ في التغيير, فمن أخطأ في الاختيار, يستطيع أن يغير المسار فيكون كالحر, ليترك جيش بن سعد المستقتل على الدنيا والمنصب, للالتحاق بركب المصلحين, فقد بلغ السيل الزبى, والعاقبة للمتقين.
[email protected]