23 ديسمبر، 2024 4:31 م

مدارس اليافعين في العراق بين طمأنينة فلسفة التشريع وهواجس التطبيق !

مدارس اليافعين في العراق بين طمأنينة فلسفة التشريع وهواجس التطبيق !

شّرعت وزارة التربية العراقية قانون مدارس اليافعين ، لكي يشمل أبناء الوطن المتسرّبين عن العملية التربوية التعليمية بين أعمار (10ـ 15سنة) لأجل توجيههم ضمن النسق التربوي المؤمّل أنْ يقيهم مبكراً من الذوبان في مستنقع الأمّية المقيتة .
 بمعنى ؛ انتشال هذه الشريحة المجتمعية البريئة من قبو الجهل إلى آفاق النور والتعلم والالتحاق بركب المسيرة التربوية الوطنية والعالمية التي تتطلع إليها كافة الشعوب الباحثة عن التقدم والتعلم في العالم أجمع ، وهي مهمة جليلة ترعاها وزارة التربية وترعاها المنظمات الدولية والأمم المتحدة في العالم كافة .
وقد تضمن تشيع هذا المشروع البنود والفقرات التالية : ـــ
عنوان التشريع: مدارس اليافعين
التصنيف: تعليمات
رقم التشريع: 42
سنة التشريع: 1990
تاريخ التشريع: 1990-01-01

استناداً إلى الصلاحية المخولة لنا بموجب المادتين الخامسة والحادية والعشرين من قانون وزارة التربية رقم (124) لسنة 1971 والمادة الحادية عشرة من نظام المدارس الابتدائية رقم (30) لسنة 1978 ¬ المعدل أصدرنا التعليمات الآتية: ¬
مادة 1
تهدف مدارس اليافعين إلى تمكين الأولاد الذين تخلفوا عن التعليم الابتدائي أو تسربوا منه بين سن (10 ¬ 15سنة) من الانتظام في مدارس أو صفوف خاصة بهم مدة الدراسة فيها أربع سنوات يحصلون خلالها على مهارات القراءة والكتابة والحساب وفق مناهج خاصة يراعى فيها توجيههم وتطوير شخصياتهم وتكون شهادتها معادلة لشهادة الدراسة الابتدائية.
مادة 2
أولاً ¬ مدارس اليافعين مدارس صباحية ونهارية ومسائية، تحدد أوقات الدوام فيها بما يناسب ظروف التلاميذ وأحوالهم الاجتماعية وفئاتهم العمرية.
ثانياً ¬ تطبق على المدارس الابتدائية المسائية تعليمات مدارس اليافعين من حيث مدة الدراسة والمناهج والامتحانات ومستوى الشهادة.
مادة 3
يراعى في فتح مدارس اليافعين توفر عدد مناسب من التلاميذ فإن لم يتوفر العدد المطلوب فيجوز فتح صفوف خاصة بهم ملحقة بالمدارس الابتدائية القريبة.
مادة 4
مدارس اليافعين على نوعين، مدارس للبنين ومدارس للبنات، ولا يجوز جعلها مختلطة، وإذا اقتضت الضرورة القصوى وسمحت الأحوال الاجتماعية فلا يجوز أن يستمر الاختلاط إذا أكمل الأولاد من الجنسين الثانية عشرة من العمر.
مادة 5
الدوام في مدارس اليافعين إلزامي بالنسبة للأولاد الذين تضمهم الرقعة الجغرافية للمدرسة، وتطبق على المتخلفين أو المتسربين أحكام قانون التعليم الإلزامي.
مادة 6
التعليم في مدارس اليافعين بالمجان، وتزود وزارة التربية التلاميذ بالكتب المدرسية والمواد التعليمية مجاناً.
مادة 7
يجب أن لا يقل عدد التلاميذ في الصف الواحد عن خمسة عشر تلميذاً ولا يزيد على ثلاثين إلا عند الضرورة القصوى.
مادة 8
يتم اختيار المعلمين لمدارس اليافعين وصفوفهم من بين معلمي المدارس الابتدائية الأكفاء، ويفضل من أعد إعداداً خاصاً لهذا الغرض أو تلقى تدريباً مناسباً في هذا المجال.
مادة 9
يفضل اختيار مدير مدارس اليافعين من بين مديري المدارس الابتدائية الحاصلين على الشهادة الجامعية الأولية، على أن لا تقل خدمته عن سبع سنوات، ويفضل من شارك بدورة تدريبية في هذا المجال.
مادة 10
تتولى الهيئة التعليمية في مدارس اليافعين أو المدرسة الابتدائية التي فيها صفوف لليافعين بالتعاون مع المدارس المجاورة والمنظمات الشعبية والمهنية جمع البيانات الدقيقة عن الأولاد من الجنسين الذين في سن التعليم في هذه المدارس ولم يلتحقوا بالمدارس الابتدائية أو تركوها وتنظيم قوائم بأسمائهم وإبلاغها إلى مديرية التخطيط والمتابعة في المديرية العامة للتربية في المحافظة، ودعوة أولياء أمورهم لتسجيلهم في المدرسة في المواعيد المناسبة وتشجيعهم على ذلك.
مادة 11
يقبل التلميذ الذي تلقى تعليماً خاصاً في الصف الذي يناسب مستواه العلمي بعد إجراء تقويم لمعلوماته من لجنة مؤلفة من الهيئة التعليمية في المدرسة والمشرف التربوي.
مادة 12
يقبل التلميذ المتسرب من المدرسة الابتدائية الاعتيادية في الصف الأول من مدرسة اليافعين إذا كان من تلاميذ الصفين الأول أو الثاني، وفي الصف الثاني منها إذا كان من تلاميذ الصفين الثالث أو الرابع، وفي الصف الثالث إذا كان من تلاميذ الصف الخامس، وفي الصف الرابع إذا كان من تلاميذ الصف السادس.
مادة 13
أولاً ¬ تعطل مدارس اليافعين في الأوقات التي تعطل فيها المدارس الابتدائية الاعتيادية.
ثانياً ¬ يسمح للتلاميذ غير المسلمين بالتغيب عن المدرسة في أيام أعيادهم الدينية الرسمية المقررة في قانون العطلات الرسمية.
مادة 14
تعمل الهيئة التعليمية على انتظام دوام التلاميذ بالتعاون مع أولياء أمورهم ويخبر هؤلاء بالغياب إذا بلغ أسبوعاً، ويستدعون إلى المدرسة إذا بلغ الغياب عشرة أيام للمداولة معهم بقصد التغلب على المعوقات التي تسبب ذلك.
مادة 15
تعمل الهيئة التعليمية في المدرسة على أن يواصل التلاميذ دراستهم حتى إكمالها والحيلولة دون تسربهم منها وذلك بالنظر في الأسباب التي تدعوهم إلى ذلك وبالتعرف على المشكلات التي تمنعهم من الاستمرار في الدراسة وبالاتصال الوثيق بالوالدين لمعالجة تلك المشكلات ودعوتهم لتمكين أولادهم من مواصلة التعليم وذلك للتغلب على التسرب تجنباً للإهدار في التعليم وسعياً لزيادة كفايته.
مادة 16
ينقل التلاميذ من صف إلى صف أعلى في ضوء مستوياتهم ونشاطهم وتقدمهم خلال السنة ونتائج الامتحانات النهائية بدوريها، على أن يؤخذ بالنسبة للصفين الثالث والرابع بنتائج الاختبارات الصفية اليومية والشهرية خلال السنة.
مادة 17
يؤلف مجلس المعلمين لجنة خاصة للامتحانات برئاسة المدير وعضوية المعاون ¬ إن وجد ¬ واثنين من المعلمين، تكون مسؤولة بالتضامن عن الإشراف على سير الامتحانات وضبطها وإعلان نتائجها وإدخال الدرجات الإمتحانية في السجلات.
مادة 18
إذا كانت صفوف اليافعين ملحقة بالمدرسة الابتدائي أو كان في المدرسة معلم واحد أو معلمان فتجري الامتحانات بالتعاون والتضامن بين الملاك المتوفر في المدرسة الابتدائية.
مادة 19
تجري الامتحانات في مدارس اليافعين في الأوقات التي تجري فيها امتحانات المدارس الابتدائية الاعتيادية.
مادة 20
يراعى في امتحانات الصفين الأول والثاني من مدارس اليافعين المناهج الدراسية المقررة على أساس أن كل صف منها يعادل صفين من المرحلة الابتدائية حسبما ورد في الفقرة (12) من هذه التعليمات.
مادة 21
أولاً ¬ تجري في مدارس اليافعين الاختبارات والامتحانات الآتية:
أ ¬ـ الاختبارات اليومية: وهي التي يقوم بها المعلم لاختبار سعي تلاميذه اليومي.
ب ¬ـ امتحان نصف السنة.
ج ¬ـ الامتحانات النهائية بدوريها.
د ¬ـ الامتحانات العامة (البكالوريا) وتشمل تلاميذ الصف الرابع من مدارس اليافعين وتجري وفق أحكام نظام الامتحانات العامة.
مادة 22
أولاً ¬ ـ تكون الاختبارات الصفية وامتحانات نصف السنة والامتحانات النهائية بدوريها الأول والثاني للصفين الأول والثاني شفوية فقط، عدا اللغة العربية والرياضيات فتكون شفوية وتحريرية.
ثانياً ¬ ـ تكون الامتحانات للصفين الثالث والرابع تحريرية وشفوية في جميع الدروس، وتحريرية في امتحانات نصف السنة والامتحانات النهائية بدوريها عدا اللغات فتكون شفوية وتحريرية.
ثالثاً ¬ـ  تكون الامتحانات العامة (البكالوريا) بدوريها تحريرية فقط.
رابعاً ¬ ـ تكون الاختبارات والامتحانات عملية في دروس الرياضة والنشيد والموسيقى والرسم والأعمال اليدوية في الصفوف كافة.
مادة 23
يكون معدل درجات التلاميذ للصفين الثالث والرابع للنصف الأول والنصف الثاني من السنة الدراسية ولامتحانات نصف السنة درجة للسعي السنوي وتتألف الدرجة النهائية للصف الثالث من معدل درجة السعي السنوي ودرجة الامتحانات النهائية بدوريها الأول والثاني، أما الصف الرابع فتتألف من معدل درجة السعي السنوي ودرجة الامتحانات العامة (البكالوريا) بدوريها.
مادة 24
أولاً ـ¬ درجة النجاح الصغرى خمس ودرجة النجاح الكبرى عشر في الصفين الأول والثاني، ودرجة النجاح الصغرى خمسون ودرجة النجاح الكبرى مائة في الصفين الثالث والرابع.
ثانياً ¬ ـ يعتبر التلميذ مكملاً إذا رسب في مادة أو مادتين في الدور الأول.
ثالثاً ¬ ـ يعتبر الطالب راسباً إذا رسب في ثلاث مواد أو أكثر في الدور الأول، أو رسب في مادة واحدة في الدور الأول، أو رسب في مادة واحدة في الدور الثاني، أو إذا تغيب عن الامتحان لأي سبب من الأسباب.
مادة 25
كل تلميذ غش في الامتحانات يعطى صفراً في الموضوع الذي غش فيه مع خصم عشر درجات من سلوكه، ويعد راسباً في صفه لتلك السنة إذا وقع الغش في الامتحان النهائي بدوريه الأول أو الثاني ويبلغ ولي أمره بذلك.
مادة 26
يطبق نظام المدارس الابتدائية ونظام الامتحانات العامة والتعليمات الإمتحانية فيما لم يرد به نص في هذه التعليمات.
مادة 27
تنفذ هذه التعليمات من تاريخ 17/2/1990.
مادة 28
تنشر هذه التعليمات في الجريدة الرسمية.                            ((وزير التربية))
هذه هي فقرات ومواد التشريع التي لم نرها تتطابق مع واقع التنفيذ في مدارس اليافعين حالياً .
ومن الجدير بالذكر أن هذا الموضوع لم يكن موضوعاً وطنياً حصراً ، بل؛ هو موضوع عالمي أممي، تتبناه العديد من المنظمات التربوية والإنسانية في العالم .
الى ذلك قال بيان صحفي للمكتب الإقليمي لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تلقته وكالة (أصوات العراق)، ان “التقرير السنوي لوضع الأطفال حول العالم اظهر ان عدد اليافعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بلغ 84 مليون يمثلون خمس عدد السكان في هذه المنطقة، لذلك تعتبر تلبية احتياجاتهم مفتاحا أساسيا لكسر دائرة الفقر وتحقيق المساواة وبالتالي الاستفادة من التغيير الديموغرافي إن تم الاستثمار بشكل كاف في تطوير الشباب في الوقت المناسب”.
وتابع البيان “لقد حققت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقدما هاما في تحسين واقع الأطفال واليافعين، إذ انخفضت معدلات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بحوالي 47% في الفترة ما بين 1990 و2009، كما وصلت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية إلى 83% تقريبا”.
ويلفت البيان ان “ثلث الأطفال في سن المدارس الإعدادية في العالم غير ملتحقين بها، كما ينخرط طفل واحد من كل 10 أطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سوق العمل، بينما يتعرض 90% من الأطفال واليافعين للعنف الجسدي والمعنوي”، مضيفا “تشهد المنطقة أعلى معدلات بطالة الشباب في العام، ففي عام 2009 كان شاب واحد من 4 شباب عاطلا عن العمل في المنطقة”.
ودعا التقرير السنوي لليونيسيف وفقا للبيان الى “تحسين جمع المعلومات والتأكد من دقتها لزيادة فهم واقع اليافعين وضمان حقوقهم والاستثمار في نوعية التعليم والتدريب ليكون لدى اليافعين الوسائل اللازمة لانتشال أنفسهم من حالة الفقر والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني وزيادة الفرص المتاحة للشباب من أجل الاستثمار والتعبير عن أرائهم في مجالس الشباب الوطنية والملتقيات ومبادرات خدمة المجتمع المحلي”.
أصدرت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) في السادس من آذار تقريرها السنوي عن وضع الأطفال حول العالم، وركز التقرير هذا العام على اليافعين والشباب والتحديات التي تواجههم في مجال الصحة والتعليم والحماية والمشاركة والمخاطر، التي يتعرضون لها في عالم تشوبه المخاوف بشأن استقرار الاقتصاد وتوفر فرص العمل وتغير المناخ والتحولات الديموغرافية، والسلام والأمن والمخاطر الصحية والتحديات المتزايدة في القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية والحماية.
وذكر تقرير اليونيسيف انه بالرغم من التقدم الهام في تحسين واقع الأطفال واليافعين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث انخفضت معدلات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بحوالي 47%، ووصلت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية إلى 83%، إلا إن ثلث الأطفال في سن المدارس الإعدادية غير ملتحقين بها، كما ينخرط طفل واحد من كل 10 أطفال في سوق العمل، ويتعرض 90% من الأطفال واليافعين للعنف الجسدي و المعنوي. كذلك تشهد المنطقة أعلى معدلات بطالة بين الشباب في العالم، ففي عام 2009 كان شاب واحد من كل 4 شبان عاطلا عن العمل.
ومن أجل التخلص من المشاكل والمخاطر التي تواجه اليافعين، دعت اليونيسيف الى تطوير عملية جمع المعلومات والتأكد من دقتها لزيادة فهم واقع اليافعين وضمان حقوقهم، وتعزيز القوانين والسياسات والبرامج اللازمة لحماية حقوق اليافعين، ورفع مستوى محاربة الفقر وعدم المساواة من خلال البرامج المعدة للأطفال لتجنب انخراط اليافعين في حياة الكبار في سن مبكرة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في تقرير جديد أصدرته في السابع من آذار، انه من غير المرجح أن تتمكن عدة دول في الشرق الأوسط مثل العراق واليمن من تحقيق هدف الألفية الخاص بالتعليم بحلول عام 2015 بسبب انعدام الأمن والنزاعات المسلحة
وأفاد تقرير اليونسكو الذي حمل عنوان “الأزمة الخفية: النزاعات المسلحة والتعليم” أن 35 دولة، ومنها دول في الشرق الأوسط، قد تأثرت بالصراعات المسلحة التي وقعت بين عامي 1999 و2008. وقال كيفن واتكينز، المعد الرئيسي للتقرير العالمي لرصد التعليم للجميع 2011 الصادر عن اليونسكو، إن الأطفال والتعليم ليسوا في مرمى النار فحسب، بل أصبحوا مستهدفين بصورة متزايدة في النزاعات العنيفة… وان فشل الحكومات في حماية حقوق الإنسان يلحق أذى عميقاً بالأطفال ويسلب منهم فرصتهم الوحيدة في الحصول على التعليم.
وقال التقرير إن عقود الحرب التي مر بها العراق، وعقوبات الأمم المتحدة، وضعف مستويات الأمن، والوضع الاقتصادي، أثرت سلباً على التعليم وتسببت في ارتفاع مستويات الأمية في البلاد. وأشارت شبكة الأنباء الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (ايرين) إلى إن البيانات الصادرة عن الحكومة العراقية ومنظمة اليونسكو في أيلول 2010 تفيد أن ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص من سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة، أميون، وان 14 في المائة من هؤلاء هم أطفال إما تركوا دراستهم لتوفير الغذاء لأسرهم أو يعانون من النزوح أو لا يستطيعون الحصول على تعليم مناسب.
ووفقاً لتقرير اليونسكو، تعرض الصراعات المسلحة الأطفال بشكل مباشر للأذى. فبعضهم يقتل بينما يتم استغلال آخرين كجنود أو إجبارهم على الفرار من ديارهم ليصبحوا لاجئين. وبسبب تلك الصراعات يخشى الأطفال من الذهاب إلى المدرسة والمعلمون من إعطاء الدروس والآباء من إرسال أطفالهم إلى المدارس. وفي مثل هذه الحالات، يعاني الأطفال من صدمات نفسية، فضلاً عن فقدان الآباء والأشقاء والأصدقاء، وقد أظهرت دراسة حول أطفال اللاجئين العراقيين في الأردن أن 39 بالمائة منهم أفادوا أنهم فقدوا شخصاً قريباً لهم بينما شهد 43 بالمائة منهم أعمال عنف.
سلام عدنان عبد المنعم مسؤول الإعلام في منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة – العراق، قال في حديث أجراه معه برنامج حقوق الإنسان إن تقرير المنظمة جاء للتذكير والتنبيه بأهمية شريحة الشباب واليافعين والاهتمام بهم أكثر للتخلص من مشاكل وتحديات عديدة تواجههم مثل عدم التحاقهم بالمدارس والزواج المبكر ودخولهم سوق العمل والبطالة والفقر، وقال ان من بين العوامل التي أثرت على تردي واقع الشاب هو عدم حصوله على نفس الاهتمام والتركيز الذي كان يتمتع به من قبل العائلة والمجتمع والمؤسسات المعنية عندما كان طفلا. وطالب مسؤول الإعلام العراق الالتزام بالمواثيق الدولية وحماية الأطفال واليافعين.
وزارة حقوق الإنسان العراقية من جانبها أكدت اهتمامها بحماية حقوق الأطفال واليافعين وقال مدير عام رصد الأداء وحماية الحقوق كامل أمين ان واقع الطفولة في العراق يحتاج الى دعم حكومي كبير من خلال تفعيل قوانين وتشريعات خاصة بحقوق الأطفال وحمايتهم و ضرورة زيادة الإنفاق الحكومي لتطوير واقعهم.

وأشار أمين إلى أن البرنامج الحكومي يحتاج الى تضافر جهود جميع الوزارات المعنية ودعم المنظمات الدولية وخاصة دعم اليونيسيف لافتا الى ان الظروف التي مر بها العراق ألقت بضلالها على واقع الطفل.

ووصف صلاح حسن ضعيف التميمي نائب نقيب المعلمين العراقيين واقع التربية والتعليم في العراق بالمتخلف وكان له اثر سلبي على حياة الشاب وان الإجراءات التي اتخذت لتطوير هذا الواقع غير كافية مقارنة مع حجم التحديات والمشاكل التي تواجه شريحة الطلبة ومنها العنف والفقر والفساد والبيروقراطية وقلة الموارد والقيود العديدة أمام تنفيذ حملات محو الأمية والتعليم الإلزامي والمجاني.
والحالة هذه ؛ فإنَّ فلسفة التشريع الذي تناولته المنظمات الدولية وتبنته وزارة التربية العراقية تهدف بالتضامن لأجل وقاية المجتمع من الانحراف عن المنهج التربوي التعليمي القويم وخلق جيل إنساني متعلم . ولكي تنفذ العملية التعليمية أهدافها التي شّرعت لأجلها ، لابد للجهات التنفيذية .. ممثلة بالمديرية العامة للتعليم العام والمديرية العامة للمنهاج المدرسية و المديريات العامة للتربية في العاصمة والمحافظات العراقية أنْ تفعـّل دور الإشراف التربوي ، وتكثف البرامج التدريبية خارج وداخل العراق لأجل تطوير كفاءات التعليميين والتربويين في مدارس اليافعين ، كذلك إعادة النظر بمناهج اليافعين من خلال إجراء المسح الميداني والتقويمين لهذه المناهج بما يحقق النتائج الإيجابية من خلال المدخلات التعليمية ومستويات الداء والتلقي . إذ أن الملاحظ على هذه المدارس ( شبه روتين) وهو نتاج التسرّع في المنهاج التربوي التعليمي لأجل حرق المراحل الدراسية على حساب المستوى التعليمي ـ مع الأسف الشديد ـ !!!
نأمل من وزارة التربية أن لا تكون قد استنفدت أغراضها بالتشريع دون التطبيق والمتابعة الميدانية الدؤوبة ، وأن تولي كامل الرعاية والتشجيع لهذا النوع المهم من المدارس العراقية ، من خلال إعتماد أسلوب (مدارس اليافعين الأنموذج) والكفّ عن أسلوب (مدارس اليافعين الروتين) خدمة للصالح العام .
 والله من وراء القصد ؛؛؛
***
• مصادر الاقتباس معتمدة