22 ديسمبر، 2024 2:01 م

من المدارس النحوية، واعلامها، في تاريخ اللغة العربية.. المدرسة البصرية، والمدرسة الكوفية. لقد سبقت المدرسة البصرية الى دراسة النحو العربي ، وكان طائفة الدارسين الأول، الذين سبقوا الخليل بن احمد الفراهيدي (ت175هجرية)، قد أثروا النحو بجهود عريضة ،ثم جاء الخليل ليبني صرح النحو، ويحدد له ملامحه، وخطوطه،ويضع له أسسه، ويرسم حدوده،فكان الخليل بذلك ، استاذ الدارسين.وقد غشى حلقته، طالبوا العلم، من مختلف الامصار،يقبسون من علمه،ويتزودون من منهجه .

وكان من الوافدين الى البصرة، علي بن حمزة الكسائي، المقرئ الكوفي. وقد وجدوا عند الخليل علما غزيرا،وكان مصدر ذلك العلم بوادي نجد والحجاز،وكان ايضا من الملازمين للفراهيدي شاب نابه هو ابو بشر، المعروف بسيبيويه. وقدر له أن يصنف كتابا عظيما في علم العربية بناه على اقوال الخليل وأرائه وتأويلاته وزاد عليه اقوالا لعدد من علماء العربية الذين صحبهم وأخذ عنهم. وقد أضحى كتاب سيبويه بعد،مرجع الدارسين ،فلم يكن أحدهم ليكون نحويا يعتد بعلمه حتى يقرأه على شيخ من شيوخ العصر.

وقد كان سيبويه رأس طائفة من الدارسين كانت البصرة موئلا لهم ،اختطوا لهم طريقة في النحو اختصوا بها وهي المدرسة البصرية. وكان الكسائي رأس طائفة أخرى من النحاة،كانت لهم الكوفة موئلا لهم ،ثم اتخذ هو ومن تلاه بغداد موطنا لهم ومقاما. لكن غلبت عليهم تسمية المدرسة الكوفية.

وهكذا عرف الدارسون قديما مذهبين في النحو هما:

_المذهب البصري
_والمذهب الكوفي .

ولقد تعارف الدارسون قدامى، ومحدثين، على أن رأس المدرسة البصرية، هو الخليل، ثم سيبويه ،غير ان الخلاف ما يزال شديدا في المؤسس الحقيقي للمدرسة الكوفية. وفي ذلك يرى الدكتور مهدي المخزومي (أن الكسائي، وتلميذه الفراء، هما المؤسسان الحقيقييان لهذه المدرسة او الدراسة،أخذا نحو البصرة، وغيرا فيه ،ونهجا في دراسته منهجا مستقلا…)مدرسة الكوفة74

يعد الخليل واضع علم العروض. ووضع اول معجم عربي بناه على مخارج الحروف، وهو مؤصل علم النحو. وكان الخليل ذكيا فطنا شاعرا، وهو من علل النحو، فلم يبق احد من علماء عصره الا قالوا:(الخليل أذكى العرب . وهو مفتاح العلوم ومصرفها وعنده يبدا الدرس النحوي عند العرب،منهجا ومضمونا عند الخليل. قال الاستاذ أحمد أمين :(تاريخ النحو في منشئه غامض كل الغموض فانا نرى فجاة كتابا صخما هو كتاب سيبويه ولانرى قبله ما يصح ان يكون نواة تبين ما هو سنة طبيعية، من نشوء وارتقاء .وكل ماذكروه من هذا القبيل لايشفي غليلا/ضحى الاسلام285/2.