23 ديسمبر، 2024 1:44 ص

مدارسنا الإبتدائية مستقبلنا!!

مدارسنا الإبتدائية مستقبلنا!!

“سنتقدم عندما نبني مدارس إبتدائية تضاهي قصورنا”
المدرسة الإبتدائية جوهر التقدم والرقاء لأنها تهتم بالمستقبل وترعاه , وترسمه في لوحة الأجيال المتحركة المتوثبة نحو الأمل والرجاء.
والمجتمعات المتقدمة تكون مدارسها الإبتدائية متطورة وراقية , وتهتم بها أيما إهتمام , لأنها حواضن المستقبل والحياة المتجددة.
ويمكن تقدير مدى تقدم المجتمعات بالنظر إلى عمارة مدارسها الإبتدائية , فإذا كانت باهية ذات عمران جميل فأنها متقدمة والعكس صحيح.
فلكي تتقدم عليك بالإهتمام الأكبر بالنشأ الجديد , وأن ترعاه وتوفر له الظروف النفسية والمادية والمعرفية الكفيلة بتحقيق إنتقالة نوعية في مسيرة البلاد والعباد.
ومن الأسباب المهمة في تأخر وإضطراب مجتمعاتنا , هو إهمال المدارس الإبتدائية وعدم العناية بها , وبعضها لا يصلح زرائب للحيوانات في المجتمعات المتقدمة , مما يعني أن الجيل الذي يتعلم فيها سينشأ محطما نفسيا وسلوكيا ويشعر بالدونية ويميل للتبعية , ويأكله الحرمان وتفترسه المقاساة , ويصاب بعلل متنوعة تساهم في تعويقه أخلاقيا وقيميا , وبهذا يتم إعداد أجيال مناهضة لحاضرها ومستقبلها , وتكنز نزعات إنتقام ونقمة على الحياة.
وعندما يتم إقران المعاني والقيم السامية العظيمة بهكذا مواقع تعليمية محتقرة ومهانة , فأن هذه المشاعر ستكون ذات صلة بتلك القيم , فتفقد معانيها ودلالاتها وتبدو أشبه بالنكتة , أو أنها وسائل للضحك على العقول , وبهذا نكون قد أوجدنا مَن يناهضها ويسعى للنيل منها , لأنها قد أقرنت بما يعاكسها.
وتجدنا اليوم في مجتمعات مهضومة مقهورة نفسيا وماديا وروحيا , وتحت ضغوطات التبعية ومصادرة العقول , والعمل بموجب آليات بائدة تحسب البشر قطيعا أو أرقاما , وما فيها من أنظمة وقوانين تميل إلى الإهانة والتنديد بوجود الناس وتضعهم أمام خيار أهون الشرين.
إن القول بالتقدم لا يصح ولا يحقق إنجازا , إذا تغافلت أنظمة الحكم عن العناية بالمدارس الإبتدائية , والإهتمام الكبير ببناياتها وجمالها وصفوفها ومقاعدها وأثاثها ووسائل التعليم فيها , بما يتوافق ومقتضيات العصر وتفاعلاته المتجددة.
فلكي نتقدم ونبني مستقبلا معاصرا علينا بالنظر إلى بنايات مدارسنا الإبتدائية , والتي عليها أن تكون ذات طراز عمراني متناسق في جميع ربوع البلاد من القرية إلى المدينة , فلا فرق بين بناياتها أيا كان موقعها , وبهذا نصون الأجيال ونزودها بذخائر الرقاء والنماء والقدرة على التحدي والبقاء.
فهل سترعوي أنظمة الحكم وترى بعيون الحياة؟!!