عن كثبٍ , تابعتُ ما نشرته وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العربية والمصادر الإخبارية الأخرى ” على مدى اكثر من 24 ساعة ” حول تداعيات السحب المفاجئ للقاذفات الروسية من قاعدة ” همدان ” الجوية في ايران , واشتملت متابعاتي تحليلاتٍ وحواراتٍ مع كبار السياسيين والمحللين من دولٍ مختلفة بمن فيهم معارضين ايرانيين تستضيفهم بعض الفضائيات العربية , وبصراحةٍ متناهيةٍ للغاية لمْ اجد ايّ تحليلٍ او” تقدير موقفٍ ” موضوعي يدنو من حافّات حقيقة الموقف الروسي الفجائي الذي انقلبَ على رأسه وعلى بطنه خلالَ اسبوعٍ واحد .!وعلى الرغم من صعوبة التوصّل او التقرّب الى الحقائق في الشؤون الدولية الساخنة , وخصوصاً على مستوى ما جرى بين موسكو وطهران مؤخراً , لكنّي < وقد اغدو على خطأ > أنَّ ايّاً من تلكم وسائل الإعلام المختلفة , لم تتطرّق , ولم تحاول ربط الموقف الروسي الجديد مع ايران , بزيارة المبعوث الخاص للرئيس ” بوتين ” لبلدان الشرق الأوسط وافريقيا , السيد ” ميخائيل بوغدانوف ” – نائب وزير الخارجية الروسي الى المملكة العربية السعودية واجتماعه مع كبار المسؤولين السياسيين في جدّه , والتي قد توحي فيما توحي الى صفقةٍ آنيّةٍ او تكتيكية ” مجهولة الثمن ” بين موسكو والسعودية , والتي ربما على أثرها جاء قرار سحب الطائرات الروسية ” مصادفةً او بدونها ” ..!حاسّةُ الشَّم في ” الإعلام ” تلتقطُ الهدف من مسافاتٍ بعيدة , وتسلّطُ عليه اضواءً كاشفة وكأنها ” ليزريّة ” , لكنها تخطئ تارة , وتشتبه بأخرى , وترى احياناً بعينٍ واحدة وفق وضوح مدى الرؤية وخلوّه من الضباب والدخان السياسي .! , وهي ايضاً تصيبُ الهدف بدقّة .!
