22 نوفمبر، 2024 7:08 م
Search
Close this search box.

مخلوقات منفلته  تشوه  تعاليم الدين

مخلوقات منفلته  تشوه  تعاليم الدين

رحم  الله  الانبياء والاولياء ومن حاباهم من الصحابة الاتقياء .. وحفظ الله من ناصر الدين وقال عند كل رزق حلال الحمد لله رب العالمين .. لايختلف اثنان ان الاديان السماوية  جاءت  رحمة وهداية للعالمين.. ولم تكن  الاديان السماوية  تضمر الشر  للبشر اي كان جنسه او لونه  حتى ان الرسول الكريم محمد (ص) قال في حديثه الشريف:” لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى ” فقد كانت رسالته رسالة حب ومحبة تشمل كل البشرية  .. ولم تكن الرسالة الاسلامية يوما  رسالة عدائية  بل هي رسالة تغذي روح الايمان في فعل الخير وتجنب الشر .. ولو تمعن اي شخص مهما كان معتقده  في  قراءة القرآن الكريم لوجد الرسالة الاسلامية رسالة سمحاء  لاتفرق بين البشر  بقدر ما تجمع نحو الايمان بالله الواحد الاحد وتعاليمه السمحاء .. اذا لايوجد اجتهاد في الدين  لكن واقع الحال ووسط  تردي  الاوضاع في البلاد العربية والاسلامية  ظهرت دعوات وتصريحات لشخصيات محسوبة على الدين  تفسر تعاليم الدين تفسيرات خاطئة  تعتبر السيف هو عماد اصلاح الدين وهم في كل مايقولون ملحدين افاكين يتخذون من الدين  وسيلة لتحقيق مآرب  خبيثة الهدف منها  تدمير المعتقد الديني  واظهاره بمظهر الدين الدموي  متناسين عن عمد ان الدين الاسلامي دين  رحمة  وسلام وليس قتل الامنيين  المسالمين  .. 
ومن عجائب هذه المخلوقات  المنفلته  والتي تصطبغ بصبغة الدين  انها مصرة  رغم التقدم الحاصل في  مجال التكنولوجيا العسكرية  على ان تحرير العالم من هيمنة دول الاستكبار العالمي  كما تسميها والتي تعتنق ديانات اخرى غير الدين الاسلامي سيكون بحد السيف  وان عملية التحرير سيرافقها فرض الجزية على اهل الذمة  ”  الذين يعتنقون ديانات غير الدين الاسلامي ” بهذا الفكر الظلامي يفكر من يدعون انهم يحملون راية الاسلام والاسلام منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف .. ولو تمعنا قليلا   بهذا الفكر الظلامي  الذي لايستوعب  مايجري في العالم من تقدم تكنولوجي  لوجدنا  ان من يحمل هذا الفكر ” فكر الغزو واستعباد الاخرين بقوة السيف ” يعيش  في مراحل مظلمة من التاريخ  كانت فيها السيوف والخيول  والرماح  هي  العدة الرئيسية في الحروب  لكن هذه العدة اصبحت  عدة متخلفة  في الحروب لاتجاري التقدم بعد ان تمكن  العلماء من  صناعة  الدبابة والطائرة والصاروخ والطائرات المسيرة  .. فهل من المعقول ان تكون المواجهة  متوازية  بين عدة متخلفة وعدة  متقدمة تكنولوجيا .. فكيف يمكن  الانتصار في حروب  غير متكافئة .. 
هذا الفكر المتخلف  يعيد  بي الذاكرة الى فيلم سينمائي عرضته احدى دور السينما في بغداد اسمه ” الزولو ” تدور احداثة في  مناطق تسكنها قبائل متوحشة جنوب القارة الافريقية  هذه المناطق وطأت ارضها قوة بريطانية مؤلفة من ثلاثين جندي وضابط  تمتلك بنادق قديمة  لكن رغم  قلة عدد  هذه القوة لكنها استطاعت مقاومة  اعداد كبيرة تقدر بثلاثة الاف مقاتل من  سكان تلك المناطق يحملون اسلحة قديمة ومتخلفة  ” سيف او رمح ” ولم تستطع هذه القبائل من تحقيق اي تقدم لقتل الجنود البريطانيين الغزاة  لكنهم رغم فشلهم في تحقيق النصر اعدوا قوة  اخرى  كبيرة مؤلفة من اكثر من عشرة الاف مقاتل  يحملون ذات الاسلحة المتخلفة وما ان  تهيأ الجنود البريطانيين لمقاومة  هذا العدد الكبير باسلحتهم الاكثر تطورا حتى توقفت جموع المقاتلين من سكان القبائل وقام  رئيس هذه القبائل برفع يده تحية للمقاتلين البريطانيين وانسحب مع  مقاتليه  بعد ان احس انه لاجدوى من  الهجوم ما دامت القوة المدافعة تمتلك اسلحة اكثر تطورا من  مقاتليه .. بهذه الروحية  تدار المعارك وليس بروحية الحماس  والافكار الظلامية فالسيف هو في كل الاحوال لايعالج مشكلة  ونشر العقائد  لايتم  بالعنف وقتل او اسر الاخر او فرض الاتاوات  بل بقناعة  الاخر بالحجة والمنطق ان هذا الفكر وهذه العقيدة  هي عقيدة  انسانية تحترم حقوق الانسان  ومعتقداته  وهي عقيدة لاتؤمن بالعنف وسيلة لنشر افكارها عندها   سيكون الدين دين تنوير وليس دين  عنف  وقتل وتحقير . 

أحدث المقالات