8 أبريل، 2024 2:41 ص
Search
Close this search box.

مخلمة جلجامش -5

Facebook
Twitter
LinkedIn

-5-
المحقق يجلس اطويرش على الأرض، ويضع بجنبه بطل بيبسي فارغ للتهديد ليس إلا!!، يقلب أوراق التحقيق التي كانت عبارة عن سيارة بيكب من الرُقُم الطينية…يشعل سيجارة حشيش سومري قديم اذا شربه الواحد يتصور نفسه أسد…وهو…مطي…

يوجه خطابه الى اطويرش:

-اطويرش؟

– نعم اغاتي واغات مرتي

-قرار السيد قاضي التحقيق في اوروك يقضي بضرورة توضيح صورة قائدنا المفدّى على مر التاريخ…ربما كانت ملحمة جلجامش قبل 2700 سنة قبل الميلاد كتابا مقدسا يتلوه شعب اوروك ليصلوا الى حالة من الذوبان في كلاص شاي القائد، وربما تقدمكم والتكنلوجيا الحديثة اوصلكم الى طيحان الحظ الثوري لتتصور انه لم يكن سوى مغتصب احادي الخلية اسمه جلجامش، الحقيقة توجب عليَّ بصفتي المحقق والقاضي والجلاد والدفان ان أوضح لك الصورة الكبيرة التي لاتراها عيونك العمية…وضميرك الحسود الحقود على كل ما من شأنه ان يرفع علم اوروك عاليا بين اعلام الدول المصدرة للخرّيط.

-نعم سيدي!!

-الرفيق القائد حفظته الالهة منكم ورعته رغم انوفكم السيد الموقر جلجامش وُلد وفي حلكَه مصّاصة من عسل سومري، فكيف يمكن لمصّاصٍ لحّاسٍ ان يتذوق طعم المرارة في ريق هذا الشعب الناشف…حين كان صغيرا رأى الجميع يتجفّه شره…أمُّه الالهة “ننسون” مدللته…اكو واحد اسم أمّه ننسون ماتدلـله…، وحين اصبح فتى … لعب بالشعب تك كَول…وحين نزل الماء في قلاقيله هربت نساء الوطن من مدفعيته الثقيلة التي بين فخذيه…وحين كبر … صاحوا منه الداد…. اطويرش الم تقرا لشيركو بيكس…

( عندما منحوه كوكبة أخرى

كان قد قتل كوكبا

وعندما صارت كوكبتين

صارت يداه حبالَ مشانق

وعندما صارت ثلاثة كواكب

ثم تاجا وما فوق

استيقظ التاريخ

ذات صباح

فوجد البلاد

مملكة أرامل! )

الم تقرأ في نفس ملحمة جلجامش “انه رأى كل شيء فغني له يابلادي”، و ” لم يترك جلجامش عذراء لحبيبها ولا ابنة المقاتل ولا خطيبة البطل”…

-سيدي آني مااعرف اقرا

– أي بس تعرف تحجي وتشتم الرفيق القائد!! هاي بيهه اسطة!.

جلجامش اول من أقرَّ قانون اغتصاب نساء الشعب بيد أبناء الرئيس وتبعه …عدي أبو العرجة وقصي…كيف لا وأبناء الرئيس يحملون أعضاء نووية ورؤوس منوية…كل الحكومات اقرت قانون اغتصاب بنات البلاد اللواتي قضين حياتهن وهن يغنين للقائد ( هيلا هيلا هيلا هيلا هذا القائد قائدنه يانور العين…منه وبينه ومن عدنه صدام احسين…)…القائد يااطويرش يرى ان المراة التي تنام تحت قلاقيل ابنه تكتسب شرف التعرف على اسرار الدولة الداخلية، وهذه من اسرار لجنة الامن القومي للوطن…شرف للوطن ان تتفلكَح نسوانه تحت مدفعية أبناء الرؤساء…هذا همٌّ وطني وضريبة وطنية للانتساب الى قضاء وتيسير حاجات أبناء الملوك والرؤساء الوطنية…ابن الريس يحمل همَّ وطنه على رأسين!!..هل تريد ابن الريس يدوّر نسوان خارج حدود مملكة ابيه لينفضح بين العربان؟ هل تقبل ان يكون ابن الريس شاذا عن اعراف جلجامش؟

جلجامش وحده الذي رآى كل شيء، الشعب اعمى، ولايرى الا مايراه القائد الضريبة المؤمن الحبيب المناضل اخو خيته…

عند هذا الحد…يخلع اطويرش شطفته ويمسكها بيده ويغني من الخوف:

صدام اسمك هز أمريكا…..صدام اسمك هز أمريكا…

يتوقف اطويرش عن الغناء وهو يستمع الى نفس الزيييييج الطويل العريض وهو يخترق سماء المزبلة، بينما يتحسس رأسه ويفاجأ ان شعر راسه قد سقط بسب الخوف والرعب…لهذا ارتاح نفسيا من قضية جلوسه امام حلاق عشيرته وفضيحته امام كروبات مواقع التواصل الاجتماعي في اوروك القديمة حين يحلقون شعره نمرة عشرة تحت الصفر!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب