14 أبريل، 2024 4:15 م
Search
Close this search box.

مخلمة جلجامش – 18

Facebook
Twitter
LinkedIn

-١٨-

رفض جلجامش اصطحاب اي صحفي او مستشار اعلامي او كاميرا لتوثيق المعركة الفاصلة بينه وبين الوحش خمبابا، انكيدو يقول له: لماذا لم تصطحب صحفيا او مقدم برنامج يوثق رحلتنا المضنية ونحن نقترب من غابة الارز السماوي…

-ليس عندي ثقة بالاعلام الاوروكي، واحد يجر عرض وواحد يجر طول… انا لدي الثقة بنفسي وبك فقط.

-لكن الجمهور يريد جهة ثالثة مستقلة ليقتنع بمصدر الاخبار!!

– الناس تصدق بكل اكاذيب الالهة.. ادري انته تريد تخرب سمعة الالهة؟

-حاشا للالهة ولك ياجلجامش… بس ابو خابصهه… انته متشوف اكو شي غريب؟ الشوارع كلها مبلطة… وكأن محافظ اوروك ارسل المعدات والاليات لتبليط الطريق إلى غابة الأرز؟!… ثانيا هذه مدينة العاب وليس غابة ارز سماوية كما ادعت وكالات الانباء الدولية!!

-انته بس انچب ولا تلغي…

جلجامش مسلّح ببوكس الحديد… وانكيدو يحمل كل الاسلحة الثقيلة والمتوسطة….

حين ارادا الدخول… اوقفهما موظف الاستعلامات وهو يقطع تذكرتين ويطالبهما بدفع اسعار تذكرة الدخول!!…

جلجامش يلتفت إلى انكيدو:

-عندك خردة… اني ماعندي خردة… ادفع… وحين نرجع الى اوروك ونحن منتصران.. ساعطيك المبلغ!!

(طويرش وهو يستمع اخبار الرحلة من فم المحقق، يهز يده اليمنى ويقول: آلهة فگر…)…

انكيدو يتعجب كثيرا من التصميم الحضاري لغابة الارز السماوي… نسخة طبق الاصل من تصميم مدينة الألعاب في رصافة بغداد!!..

جلجامش يسير ويتبعه انكيدو …

جلجامش يقول لانكيدو…

-لندخل إلى النفق المرعب!!

انكيدو يتذكر النفق المرعب حين كان طفلا… كلما مرَّ أبوه وأمه بالسيارة امام مدينة الألعاب في شارع القناة… يبدأ هو بالبكاء… وبعد عدة ايام اصطحبه أبوه الى مدينة الألعاب… ادخله لرؤية النفق المرعب، بيت خشبي كبير في واجهته الامامية تمثال متحرك لامراة تخرج نصف جسدها وهي تنظر إلى الزائرين… كانت تحمل صدرا كأنه صدر القناة .. تقبع في داخل النفق تماثيل كبيرة لوحوش قديمة… كلما مرت العربة التي يركبها والد انكيدو… يفز انكيدو من الرعب ويگمز مثل عتوي على صدر والده… هكذا الى ان خرج من النفق وهو يقول لابيه: بعد ماريد مدينة لعلب (كما كان يلفظها انكيدو في صغره)..

دخل جلجامش وانكيدو الى النفق المرعب في مدينة الالعاب… جلجامش بدا هادئا عكس انكيدو… هكذا الى ان وصلا الى منتصف النفق المرعب…. توقفت العربة وكأن هناك من قطع التيار الكهربائي عن العربة…. ترجل الاثنان… واذا بهما يسمعان صوتا جهوريا، انكيدو توقعه خمبابا وهو يصرخ:

-هله بجلجامش… هله بانكيدو…شرفتونا… هله بسنايدي… شلونكم؟ لونكم؟… خمبابا يرقص ويحرّك يديه وهو يرحب بهما…

“يلي طعم المستحه اعله اعيونكم

ويلي ويلي

يلي شوگي ايذوب بين اجفونكم

ليلكم گمره وهوانه امسهرينه”

جلجامش يرقص ويقاطعه:

“مو بدينه

انودع اعيون الحبايب مو بدينه”

خمبابا يصرخ:

مشتاقون حبيبي جلجامش…

جلجامش وهو يحتضن خمبابا ويقول له:

-لمن هو اشوق أخي المحترم خمبابا!!!!!

انكيدو تأخذه صفنة مال مطي فاقد الذاكرة، بينما اطويرش يجلس امام المحقق، لكنه يسمع زييييييجا طويلا يملإ ذاكرته بالهواء… الهواء فقط!!!..

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب