في التاريخ الحديث المهاجرون الإيرانيون دخلوا العراق في بداية الأمر بحثا عن فرص العمل ، وقبلوا بالإشتغال في مهن رفضها العراقي مثل : صباغ أحذية ، أو منظف مراحيض وغيرها ، وعندما شعر المهاجر الإيراني ان المجتمع العراقي أكثره طيب القلب وساذج وجاهل … تحرك الخبث الفارسي وبدأ يفكر كيفية السيطرة والإستفادة من العراقيين إجتماعيا وماليا ، فكانت والوسيلة هي إستعمال الدين حيث أخذ بعض المهاجرين يرتدي ( الكشيدة ) او طاقة الرأس مع لقب الحاج ، ثم أصبح العطار يحمل لقب ((الحكيم )) وكل هذه الديكورات هدفها التميز عن المجتمع الشيعي العربي والإستعلاء عليه .
ثم إنتقل الإيرانيون الى إرتداء عمامة رجل الدين السوداء والإدعاء انهم من نسب الرسول محمد وان اجدادهم بسبب الإضطهاد الذي تعرض له الشيعة هربوا الى إيران ، وهكذا بدأ الأخطبوط الفارسي ينسج خيوطه ، وصاحب هذا التحرك إبتكار ديكور خاص وهو العمامة الثخينة مع ذقن طويل جدا ، وإرتداء خواتم متعددة في أصابع اليدين ومسبحة ، مع ( إحتقار ) للشيعي العربي بحيث كل شخص عربي يلتقي برجل دين إيراني في كربلاء والنجف والكاظمية .. يجد هذا الإيراني اذا كلمه لاينظر الى وجه العربي وانما مطاطأ رأسه ويفتعل الإنشغال بالتسبيحات وهو في الحقيقة يمثل دور الزاهد العابد دجلا من اجل ان يضع حاجزا نفسيا بينه وبين الشيعة العرب كي يضخم من مكانته ويجعلهم يصدقون بأنه مؤمن حقيقي .
ثم بدأت مرحلة غسيل الدماغ لقتل الروح الوطنية داخل أبناء شيعة العراق ودفعهم الى كراهية وطنهم .. وكانت الخطوة الأولى هي ذم وشتم أهل العراق بواسطة أحاديث منسوبة لأئمة الشيعة مثل : (( أهل العراق .. أهل الشقاق والنفاق )) ونشر قصص عاطفية تدغدغ مشاعر البسطاء تركز على ان من غدر و قتل الإمام الحسين هم أهل العراق .. وهكذا تجري عملية غسل الدماغ ودفع الشيعي العراقي لكراهية نفسه وهزة ثقته بها وتشويه صورة العراقيين الشيعة على ألسنة الأئمة كي يتقبل المستمع دون مقاومة صادرة عن الشعور بالإعتداد بوطنيته ، وتدريجيا يتم سلب إعتزاز الشيعي بعراقيته ويصبح ينظر الى نفسه على انه قاتل الامام الحسين ، وان الأمام علي غاضب على أهل العراق ، والسيدة الزهراء بنت الرسول تدعوا على عليهم لقتلهم ولدها الحسين !
بعدها بدأ ضخ مقولات سخيفة عن تفوق العرق الفارسي وعبقريتهم بواسطة أحاديث عن الرسول تشير اليهم مثل : لو كان العلم في الثريا لناله رجال من فارس .. علما الرسول لم يسافر الى بلاد الفرس ويتعرف عليهم ، والعلم الذي يتبجحون به هو عبارة عن تكرار مقولات الفقه والأصول الجامدة ، و إستخدام هذا الحديث القصد منه هو الإستعلاء على الشيعة العرب وزعزعة ثقتهم بأنفسهم ومنع رجال الدين العرب من منافسة الإيرانيين على زعامة المرجعية في النجف.
وللتذكير سبق ان منع مراجع الدين الإيرانيين شيعة العراق من دخول المدارس والوظائف والمشاركة في السلطة .. من أجل عزلهم أبناء وطنهم ( السنة ) وقتل الروح الوطنية فيهم ، وتكريس الجهل والتخلف بين صفوفهم حتى يتسنى السيطرة عليهم .. مثلما تفعل الأن المخابرات الإيرانية في العراق حيث تشجع على المواكب الحسينية ، وتفتح مدارس دينية ( حوزات ) للأطفال الصغار بغية ممارسة عملية غسيل الدماغ والتدجين والتجهيل.
وحتى مرجعية السيستاني تم إرسال عنها وكيله أحمد الصافي الى بغداد للمشاركة في كتابة الدستور الذي تعمد شرعنة المحاصصة الطائفية وعزل الشيعة عن السنة ، إذ ليس من مصلحة إيران ورجالاتها في العراق نمو وعي وطني شيعي وحصول وحدة وطنية .
حسب تجربتي الشخصية كشيعي من كربلاء .. انا لغاية عمر 31 عاما بقيت في العراق وطوال هذه الفترة لم أسمع أبداً في بيتنا أو بيوت الأقرباء والمعارف كلمة (وطن ) فالشيعي مستعبد مابين العشيرة والمرجعية الإيرانية .. وهو لايفرق مابين كراهية النظام الحاكم والوطن والدولة ، وحتى الشيعي العلماني تجده ينخرط في الحزب الشيوعي الذي لايؤمن بالوطنية ويدعو الى الأممية ، وكذلك عندما ينتمي الشيعي الى التنظيمات القومية فهي تؤمن بالوحدة العربية ولاوجود للوطن لديها .. لاحظوا منذ اليوم الأول لإستلام شيعة العراق السلطة شكلوا فرق موت لقتل العلماء والضباط ، ثم شكلوا خلايا مسلحة متحالفة مع تنظيم القاعدة ، ثم عطلوا الصناعة والزراعة والكهرباء ومصانع تكرير النفط و سرقوا ثروات العراق وسلموا ثرواته الى إيران ، وأصبحنا لأول في في التاريخ إيران هي من ينصب رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان والمناصب الوزارية في العراق !