يتناقل المحللون رأي متقارب في فحواه يصف الاحزاب الشيعية التي تهيمن على سلطة المحتل في العراق بانها اختلفت فيما بينها ويعزون السبب الى مقتل السفاح سليماني فحدث بعده ان افتقدت هذه الاحزاب لمن يسيرها متناسين انهم يدينون بالولاء لفرس ايران المجوس من قبل ظهوره وعلى رأسهم خامنئي وليس الى سليماني الذي كان مجرد قائدا لفيلق القدس الارهابي التابع للحرس الثوري الايراني الارهابي ايضا .و لا ننفي ان سليماني كان يسير الكل لكن جل تعليماته كان يأخذها من القيادات العليا في ايران و مجلس ادارة ولاياتها فالعراق ولبنان وغيرها تعتبرهم ايران ولايات تابعة لها وليس بغدادي داعش هو من ابتدع نظام الولايات فالطرفين ينتهجان نفس الاطماع ويسعون الى السيطرة وادارة المدن التي يهيمنون عليها بهذه الوسيلة ..وهذا ديدن تركيا أيضا الآن فهي لا تختلف عن اطماع الفرس التي تسعى لابتلاع المدن العربية بدعوى انها تريد اعادة الدولة العثمانية بعد أن فرطت بالاقاليم العربية وارتضت بجعلها محتلة من قبل بريطانيا وفرنسا والدولة الفارسية من أجل المحافظة على حدود تركيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.. الفرق أن ايرن اتخذت الاحزاب الشيعية مطية لتنفيذ اطماعها في عودة إمبراطورية الفرس المطمورة وان تركيا قد امتطت الاخوان المسلمين لتحقيق اطماعها وكأنما ينطبق المثل القائل تعددت الوسائل والموت واحد .. واذا ما ظهر حزب أو جماعة ينادي بالحرية والاستقلال وقف الجميع ضدهم !! مشكللتنا ليست في الحكومات الملتصقة بالكراسي فقط وانما بهذا الشعب ال(قشمر ) عذرا لقساوة التوصيف لأنني لم أجد غيره ما يناسب الحالة .
ربما ينبري لي من يقول كيف لم تختلف احزاب تبعية ايران وكل يوم يصرحون الواحدة ضد الاخرى وانهم لم يتفقوا وصعب عليهم ان يتفقوا على أي شيء وخذ مثلا رئاسة الوزراء التي لم يصلوا لنتيجة لحد الان منذ ان طالب المنتفضون الوديعون بتغيير الحكم فاختاروا بعد أن اتفقت احزاب السلطة رئيس الوزراء ككبش فداء مؤقت حتى يجعلوهم ينشغلون فيه ويقدمون الشهداء و الجرحى ويعطلون جزء من الحياة باعتقادهم انهم يقدمون تضحيات من أجل الوطن ( هي من أجل الوطن حسب النية والمنظور الوطني لكنا خسرنا كل أولئك الطيبين بدون مقابل ..فما الذي تغيير للان ؟!) بيد انها ليس في قاموس اللصوص وعملاء الفرس الذين يضحكون عليهم ويخططون كيف يبقون بالسلطة ويستمرون بالسرقات كما يحلوا لهم و لا بأس أن يستمر المناضلون يقدمون الشهداء والجرحى و لا بأس أن تنتقدهم الامم المتحدة دون اتخاذ أي اجراء رادع ,المهم هم باقون بالسلطة ولو اختلفت أشكالها .!
الخلافات التي بين الاحزاب العميلة هي من أجل المكسب المادي والمعنوي فقط أي المناصب التي تؤهلهم لسرقة الدولة وهي تتفق في العمالة التي تزيد وتنقص قوة بينها وهي تنفذ أجندة معقدة من أجل البقاء وترويض (المنتفضين ) الذين قتل و خطف جميع قياداتها التي تتفق معنا من أجل استمرار التصعيد الى تحقيق الغاية لا اللعب مع رموز السلطة بحيث أن مواقف ساحات الانتفاضة تحولت الى ردود افعال .. واحد يرفع وواحد يكبس! , والعاب السلطة معروفة تبتدأ من ترشيح من هو مخالف لشروط الانتفاضة الى عمليات الاستقالة الشكلية الى المرحلة القادمة وهي رشوة المنتفضين !!,
نكرر سؤالنا مرة أخرى ما الذي حققته الانتفاضة فعادل لا يزال رئيس وزراء رغم استقالته وهو فرحان لأنه مستقيل و لا مسؤولية عليه ولن يتكلم و لن يحمله أحد أي مسؤولية فهو قد استجاب للشارع واستقال و الوديعون متمسكون ببناية المطعم التركي ولا يعبرون لمنطقة المراعي الخضراء وكأن لا طريق اخر لها الا من جسر الجمهورية أو السنك فتحولوا إلى أثر من بعد عين.. نكرر نقول ( لكنه لا يزال رئيس وزراء ) و أليست اذن لعبة ذكية فأين الاختلافات ؟!