الواقع العربي يمكن رؤيته بوضوح من خلال الأرقام الصادرة عن المنظمات البحثية العالمية وخلاصتها أن العرب نسبتهم 5% من سكان الأرض , ويمتلكون أكثر من 60% من طاقتها , ويشكلون 60% من المهاجرين , ويشترون 50% مما تنتجه مصانع السلاح العالمية لقتل بعضهم.
فماذا تعني هذه الأرقام؟
ألا تشير إلى ما يتقاطع مع أبسط البديهيات المعمول بها في عالم المخلوقات؟
ألا تقول بأن العرب تحكمهم أنظمة سياسية ذات نسبة ضئيلة جدا من الوطنية؟
ألا تعني بأن العرب سينقرضون بالنفط؟
ألا تعني أن العرب عليهم أن يكونوا ضد العرب؟
تساؤلات وتساؤلات والأحوال الفجائعية العربية تتكلم عنها بصراحة وقوة ولا تحتاج إلى دليل أو برهان , فالدول العربية متناحرة , متناثرة , متآمرة على بعضها , وحكوماتها الثرية لا تعرف سوى إستخدام الأموال الهائلة لتدمير الدول الأخرى من حولها , ولا يُعرف لماذا , لكن يمكن القول بأنها تنفذ ما تؤمر به لا أكثر ولا أقل.
فما يحصل في دنيا العرب يؤكد بأن الحكومات ذات وكالات لتنفيذ أجندات وحسب , فلا يمكن تفسير الذي جرى ويجري بغير ذلك , وإن عدتم إلى شماعات الأسباب والتبريرات التي سحقت الأجيال على مدى القرن العشرين ولا تزال , فأن ذلك يعني أن جميع الدول العربية ذات سيادة منقوصة أو معدومة.
فلا يوجد تفسير موضوعي ومقنع لما أصاب العرب ويصيبهم سوى أنهم بلا حكومات وطنية وأنظمتهم لخدمة مصالح الطامعين فيهم , وهذه حقيقة دامغة ومؤلمة تسحق الأجيال وتسرق طموحاتهم وتطلعاتهم وتستعبدهم وترهنهم بالضلال والبهتان , وتعتقلهم في سجون التدين الزائف والعدوان.
فالموارد العربية الهائلة يتم تسخيرها للنيل من البشر الحيران وتدمير وجوده وتحويل حياته إلى جحيم وبركان , ولا يستطيع أن يفصح عما يريد لأنه سيحسب من المعادين والخارجين عن سكة القطيع وعليه أن يُجزر أمام الجميع.
والخلاصة أن العرب في تدحرج رهيب نحو خاتمة سقرية يؤججون نيرانها بثرواتهم التي تتدفق من أرضهم , وما هي إلا نقمة وبلاء وخيم!!
فهل سيستيقظ العرب من رقدة العدم؟!!
وإنّ الشعبَ إذا أرادَ سيكون!!