19 ديسمبر، 2024 1:14 ص

مخاوف جدية في طهران

مخاوف جدية في طهران

لئن أثار نبأ تعيين جون بولتن، في منصب مستشار الامن القومي الامريکي من جانب الرئيس ترامب ضجة و ردود فعل واسعة و متباينة في العالم کله، لکن أکثر طرفين معنيين بأمر هذا التعيين، هما إيران و کوريا الشمالية، إذ لبولتن مواقف متشددة من هذين النظامين و يدعو دائما للتصدي لهما بحزم و صرامة، وقد ظهرت ردود الفعل السريعة من جانب مسؤولين إيرانيين عن هذا التعيين الذي وصفوه بمثابة التصعيد ضدهم، بل وأن بعضهم نظير، علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الامن القومي و السياسة الخارجية بمجلس الشورى الاسلامي، ذهب أبعد عندما طالب بتعزيز العلاقات أکثر مع روسيا و الصين من أجل التصدي للخطر الامريکي.
الموقف الامريکي من إيران و الذي غلب عليه طابع من تشدد ملحوظ منذ إستلام الرئيس ترامب لمهام عمله في البيت الابيض، من الخطأ إنتظار تليين أو تساهل فيه بل إن الذي يجب إنتظاره دائما هو المضي نحو المزيز و المزيد من التشدد، خصوصا وإن إدارة ترامب ترى بأن سبب بروز الخطر الايراني في منطقة الشرق الاوسط و العالم و إنتشار التطرف و الارهاب، هو بسبب سياسة التساهل و المسايرة التي إتبعتها إدارة الرئيس السابق أوباما طوال ولايتين له و التي يصفها العديد من المحللين بالفترة الذهبية لإيران في المنتقة و العالم، ومن هنا فإن تعيين بولت هو بالاساس حاصل تحصيل أمر واقع و دليل عملي على إن هذا السياق ماض دونما توقف.
بقدر ماکانت إيران في عهد أوباما مطمئنة و هانئة البال ازاء السياسة الامريکية تجاهها فإنها متوترة و مضطربة إزاءها في عهد ترامب، والذي يجب أن نضعه في الحسبان أن الاوضاع في إيران وخصوصا الاقتصادية و السياسية و الامنية کانت أفضل بکثير مما هي عليه الان، ولاسيما فيما يتعلق بالداخل الذي يفور کبرکان ينتظر لحظة الانفجار کما صرح عدد کبير من المسؤولين الايرانيين أو لمحوا الى ذلك، وحتى إن إنتفاضة عام 2009، التي فضل أوباما تجاهلها و خذل الشعب الايراني، قد تمکن النظام من قمعها بقوة، لکن الامر مع إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، قد إختلف کثيرا إذ بادر الرئيس ترامب بنفسه الى الاعراب عن تإييدها بقوة، والاهم من ذلك إن جذوة الانتفاضة باقية ولم تخمد کما کان الحال مع الانتفاضة السابقة، وهو الذي يهدد بندلاحها مجددا في أية لحظة.
بقيت الملاحظة الاخرى المهمة التي يأخذها المسؤولون الايرانيون بمنتهى الجدية، وهي إن جون بولتن بالاضافة الى موقفه المتشدد من إيران، فإنه کان يتردد و بصورة شبه مستمرة على مؤتمرات و تجمعات المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ومن هناك کان قد صرح بأن النظام الايراني سيسقط قبل أن ينتهي العام 2018!