23 ديسمبر، 2024 3:42 م

عندما نريد ان نرتب البيت العراقي ونشخص العلل لا بد ان نضع جملة من الامور الواجب الخلاص منها كي نستطيع ان نقوّم اي عمل وطني لنتحرك وفق قياسات عراقية  تبدأ عراقيا وتنتهي عراقيا ,الا اننا في الظرف الراهن ومعنا كل المنصفين ممن يهمهم تعافي الوضع الداخلي والنهوض بأعباء إعادة اللُّحمة الوطنية التي افقدتها القرارات والفرارات الدولية والحزبية رونقها وبهائها بحصائر مجرم وحرب همجية عسكرية وثقافية قل نظيرها في التاريخ لفتش عن اسباب عدم تعافي العراق في الصُعد كافة نجد ان هناك  أنفاً طويلاً وعينا سحرية تراقب من ثقب الفُرقة الوطنية كل شاردة وواردة فيه  ناهيك عن نفوذ اجندات خارجية تنطلق من اراض عربية لا تريد للعراق ان يخرج من ازمته ولكي نرتب اوراق اللعبة لا بد أن نبدأ بلاعب خطير يتخذ من الدين وتصدير الثورة متكأً يتكىء عليه لتفعيل المحاصصة الطائفية والنفوذ من خلالها وتمويلها من خلال تهريب العملة  والنفط والممرات الامنة للمخدرات بأنواعها حتى اصبح العراق من البلدان المشهورة بزراعة الخشخاش والذي لم نره بحياتنا مجرد رؤيا لعشرات السنين ان ايران مخالب القط في المنطقة لا بد ان تخرج من المعادلة العراقية بخفي حنين ليستعيد العراق هويته العربية ويتخذ قراره الوطني بمفردة دون استشارة حاقد او مبادرة من احد فإيران اعملت السيف في رقابنا واججت الصراعات المذهبية لتمررر من خلالها اجندة صهيونية امريكية علنية او بالنتائج  واصبحنا ندور في حلقة مفرغة وازمات ما ان تنتهي واحدة حتى نسقط في اخرى اعمق واشمل فمن تردي الوضع الامني الى تردي الوضع المعاشي والخدمي حتى اصبحنا نعيش ازمة حقيقية ليس في الخدمات انما ازمة في كيفية ازاحة حكومة جعلت من كل مسقف معتقل ومن كل دار وكراً للجاسوسية وشراء الذمم واصبح العراقي في عداد الاموات تحت رحمة دولة بوليسية ليس لها من الامر شيء سوى قتل وتشريد وحجز الناس فبعد انجلاء الاحتلال ظاهريا بقي الاحتلال الحقيقي (جمهورية ايران الاسلامية) هذه الجمهورية التي اوجدت لها نظاما غريب ,الاطوار فرغم يقيننا ان الاسلام لديه دستور لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ويعيش الجميع على فرض في كنفها امنين متساوين بالحقوق والواجبات الا انها تتخذ من الديمقراطية منهجا وتجعل منها مخلب قط متوحش طويل بنتائج كعصابات وامتداد لعصابات (الهاجانا والاشتيرن) في ذبح العرب والمسلمين فمدت ذراعها الى اليمن ولبنان والعراق والكويت والبحرين, والسعودية, وأفغانستان ,وباكستان وغيرها  ولو بقي الحال كما هو عليه من تراخ عربي وإسلامي  لأصبحت لغة نجد والحجاز واليمن  فارسية  ولعادت نيران المجوس  وكسرى الى طاقه  ليقولوا بعدها ها قد عدنا يا عمر كما قالها الجنرال (كورو) صلاح الدين في قبره واضعا حذائه عليه ويكلمه بزهو المغرور ها قد عدنا يا صلاح الدين .
[email protected]