23 ديسمبر، 2024 5:45 ص

مخاطر كبيرة للمسلسلات الكويتية والتركية على مستقبل العائلة العراقية

مخاطر كبيرة للمسلسلات الكويتية والتركية على مستقبل العائلة العراقية

من يتابع مضامين وتوجهات أغلب المسلسلات الكويتية والتركية في الفضائيات الخليجية ، على وجه الخصوص ، وبعض القنوات الفضائية العربية عموما ومنها المصرية ، يجد أنها تترك تأثيرات خطيرة وغاية في السوء على العائلة العراقية ، ويمكن أن نضع بين يدي المهتمين بالشأن التربوي والنفسي والاجتماعي ولجان الحرب النفسية بمختلف أشكالها ، ومراكز البحوث المختلفة الموجودة في العراق ، مدى ما تتركه تلك المسلسلات من مضامين هدامة خطيرة ، وبخاصة الخليجية والتركية ، تتوزع مخاطرها وفقا لتوجهات والأنماط السلوكية التالية:

1. تركز أغلب مضامين المسلسلات الكويتية على محاولة إيجاد (معالجات) إنتشال من حالات التفكك الأسري وتدهور القيم لدى العائلة الكويتية ، وما تعانيه من أضرار كبيرة على مستقبل أجيالها حتى وان كانت محبكة من حيث الصياغة الفنية ولديها قدرة على الاقناع ، لكن المعالجات التي طرحتها تلك المسلسلات، لمظاهر انحراف السلوك في المجتمع الكويتي ، تبدو وكأنها غير عملية ، وليس لها تأثير يذكر داخل الكويت ، إن لم تكن تاثيراتها الخطيرة إمتدت الى مجمل عوائل المنطقة ومنها العراق، الذي يعد أكثر العوائل مشاهدة لتلك المسلسلات، حيث لاتجد تلك العوائل سوى المسلسلات الكويتية والتركية وسيلة للترفيه ، لما تعانيه من حالات ضنك المعيشة والفراغ الطويل في حياتها، حيث لاعمل ولا وظائف ، ولا وسائل ترفيه ، وربما يكون تاثير تلك المسلسلات على العوائل العراقية ، أكثر مما تتركه على العوائل الكويتية نفسها، التي لاوقت لديها أصلا لرؤية مسلسلات من هذا النوع، بسبب رفاهية العيش وتفكك أحوال الأسر الكويتية أصلا، وعدم وجود روابط بينها ، كما ان الحلول والمعالجات التي تطرحها خلال المسلسلات لاتجدي نفعا، إن لم تترك تأثيراتها تقليدا واسع الانتشار لإنماط السلوك التي تشيع تعدد الزوجات في المجتمع الكويتي وانتشار مظاهر الطلاق ، وهي التي تنتقل بتأثيراتها الخطيرة الى العراق، الأقرب جوارا للكويت وتشابها في بعض العادات والتقاليد ، حيث تكون نسب الطلاق والتفكك الأسري مرتفعة في العراق، وتعد المسلسلات الكويتية والتركية ، إضافة الى تدهور أوضاع العراق بعامة ، وتدني نسب المعيشة ، واحدا من أسباب ارتفاع تلك المظاهر الشاذة في العراق ، حيث تزخر المحاكم العراقية بعشرات تلك الحالات كل شهر ، ويكاد العراق أكثر بلدان العالم في شيوع تلك الانحراف والطلاق والمظاهر السلوكية الشاذة والهدامة، وبخاصة عند الشابات والشباب في مقتبل العمر، إن لم تكن تأثيراتها الى الكبار (نساء ورجالا) لاتقل أهمية من حيث المخاطر على الشباب.

2. تركز المسلسلات الكويتية على أنماط انحراف السلوك في المجتمع الكويتي ، وهي تروج للزواج بأكثر من واحدة ، بسبب رفاهية العيش والتفكك الأسري وعدم وجود روابط تماسك اجتماعي، وهو أي المجتمع الكويتي ، على خلاف المجتمع العراقي ، لايهتم كثيرا لمخاطر تفكك الاسر الكويتية ووضع حد لإنحرافات سلوك أغلبية عوائلها ، وبخاصة في مراحل الشباب العمرية ، ويكون توجه أغلب الشباب للتخلص من أنماط الزواج التقليدية والتوجه نحو التحرر والانفلات بسبب شيوع مظاهر انتشار المخدرات والجنس بطريقة تفوق كل تصور، وانتقلت بعض تلك المظاهر الى العراق في السنوات الاخيرة بطريقة مرعبة وتدعو للقلق من شيوع مظاهر سلوك شاذة وتترك تاثيرات غاية في السوء والخطورة على مستقبل آلاف العوائل العراقية التي تتابع مسلسلات من هذا النوع وهي كثيرة.

3. إن تخلف طروحات المسلسلات العراقية وندرتها وعدم اقتناع العراقيين بأغلب مضامينها ، كونها مرتبكة وتسرف في الضحك على عقول الناس بمضامينها الهابطة، هو من يدعوهم الى العزوف عن رؤية ومشاهدة تلك المسلسلات العراقية ، بالرغم من قلتها، كما ان الخطط الستراتيجية لوزارة الثقافة واتحاد الادباء والكتاب العراقيين ونقابة الفنانين وكل المهتمين بالشأن التربوي والثقافي والاجتماعي لايضعون أنماطا للتوجه نحو اعداد مسلسلات عراقية وأفلام ذات مضامين هادفة وفيها معالجات شبه واقعية لمظاهر ما يعاني منه مجتمعنا ، ولم يتبق أمام الاف العوائل العراقية وبخاصة النساء والشابات من مختلف المراحل العمرية وكذلك الاطفال سوى مشاهدة المسلسلات الكويتية والتركية ، وهي تترك مظاهر سلوك ضارة وتشيع الفاحشة ومظاهر الانحلال والتفكك الاسري، ولا تنسجم مع أخلاقيات العائلة العراقية ، التي تراها مرغمة على مشاهدة مضامينها بالرغم من تفاهة ما تحتويه تلك المسلسلات من مضامين هدامة ومخلة بالاداب والسلوك الاجتماعي المنحرف والشاذ في أغلب الاحيان.

4. أما الاخطر في المسلسلات التركية وبخاصة مسلسلات ( كواده لبي، ومهند ونور) ،ومسلسلات (حريم السلطان) بكل اجزائها في التحريض على الفاحشة والزواج من جاريات وحتى من ساقطات، وتعرض انماطا متفككة من السلوك الغربي وانماط حياة لاتوجد حتى في المجتمعات التركية نفسها ، من حيث التحرر والانفلات وسيادة أجواء الفوضى في العلاقات الأسرية، وتشيع مظاهر الحرام في السلوك من الساقطات وبنات الهوى ، تحت أغطية الحب ومسلسلات الفاحشة ، التي تشيع بكثرة في كل القنوات الفضائية وبخاصة الخليجية منها ، وهي مظاهر هدامة هي الأخرى وادت الى الإضرار بعوائل عراقية وشجعت معالم الانحراف وسلوك عصابات القتل وشيوع الجريمة ومظاهر الانحراف ، يضاف اليها معالم ما عاناه المجتمع العراقي من حروب منذ عقود من الزمن لتترك هي الاخرى عوامل هدامة ، أدت الى إنحلال وتفكك كثير من الأسر وشيوع أنماط الطلاق والمظاهر الهدامة مثل المخدرات بكل أشكالها واقامة العلاقات غير المشروعة .

5. تعد المسلسلات التركية سواء التي تروج لحريم السلطان او مسلسلات الحب والزواج المنفلت هي الأخرى عامل تخريب فكري لإنماط السلوك ، وتتابع عشرات الالوف من العوائل التركية تلك المسلسلات ، في السنوات الخمس الاخيرة ، والتي ازدحمت بها الفضائيات الخليجية ، ما خلق حالات من الانحرافات الشاذة وأججت مشاعر النساء السلبية تجاه ازواجهن ، وظهرت الكثير من حالات التقليد والمحاكات لنماذج تلك السلوكيات المنحطة والمبتذلة ، كان المجتمع العراقي من أكثر المجتمعات تأثرا بها وخطورة من حيث ما تتركه من آثار محاكاة وتقليد وترويج للعادات ولأنماط التفكير التي تسير باتجاه التفكك والإنحلال المجتمعي وتشجيع مظاهر الخيانة الزوجية وبخاصة بين النساء اكثر من الرجال ، ونجم عنها العزوف عن الزواج مرة وفي تشتت علاقات العوائل والروابط الاجتماعية وحدث تنافر غريب وهجين بين افراد العائلة العراقية بين الشاب وخطيبته او زوجته وبين الرجال والنساء المتزوجين ادت الى اختلاق مشاكل تكاد تكون شبه يومية ما بين العائلة الواحدة وما بين العوائل الاخرى ، ونجمت عنها حالات طلاق وتخريب علاقات اجتماعية ، وعانت الاف العوائل العراقية من ظهور مشكلات لم تكن في الحسبان، مردها الى ترديد نغمة ما تتركه تلك المسلسلات من حالات تقليد خطيرة لانماط السلوك المبتذل والرخيص، وهو ما بقي يغلي وتظهر نيرانه المنحرقة بين وقت آخر، واسفر عنها تعرض علاقات عائلية كثيرة الى التفكك الاسري وحالات افتراق وتنافر وعداوات لها اول وليس لها آخر بين الأزواج ، وتركت ردات فعل غاية في السوء ، ربما لاتقل خطورتها عما تحدثها البراكين من زلازل مدمرة.

6. من بين المقترحات والملاحظات التي يمكن ان تحد من تلك المظاهر او تقلل من مخاطرها السلبية الخطيرة على العائلة العراقية ان تتوجه لجان الحرب النفسية وتلك المهتمة بتربية النشيء ومنظمات المجتمع المدني وتلك المسؤولة عن الفضائيات والاتصالات بأن يتم تقنين عدد استلام الفضائيات غير المرغوبة بأن يتم جلب (دشات) و(رسيفرات) ذات نظم خاصة يمكن السيطرة ضمن كل منطقة على أعداد فضائياتها ، وكانت تلك الحالة موجودة في سوريا لسنوات سابقة ، لاتسمح لاكثر من عشر قنوات اخبارية وقنوات مسلسلات بدخول المجال الفضائي لها ، والتضييق على عدد الفضائيات وبخاصة الـ ( أم بي سي) وقنوات الدراما العربية ، وتحديد نطاق استلامها ، كونها هي المسؤولة عن تدهور العلاقات الأسرية وهي من تعمل على تشتيت اواصر تلك العوائل وزيادة مظاهر الطلاق والأنحراف، والتقليل من مظاهر تناول المخدرات والمقاهي التي تروج للشيشة للنساء وللشباب وكل مظاهر الترف غير السوية ، كونها تركت مظاهر سلوك منحطة ، وأدت الى إنحلال وتفكك العوائل العراقية بشكل لم يعد بالإمكان وضع معالجات خطيرة توقف انتشارها الرهيب.

7. كما تتحمل وسائل الإعلام العراقية ووسائل التوعية الدينية وحتى المدارس والجامعات والمركز البحثية العراقية بكل مسمياتها، وبخاصة النفسية والاجتماعية منها ، المسؤولية في عدم التثقيف على مخاطر توجهات مسلسلات من هذا النوع ، ولم تعقد ندوات او حوارات توعية ، تتناول مخاطر توجهات تلك الفضائيات وانماط مسلسلاتها الهدامة على المجتمع العراقي وتركته وحيدا يعاني كل أمراض الجهل والتخلف والانحطاط وان تفعل الفضائيات فعلها السلبي الخطير، دون رادع يوقف الزحف الرهيب لمضامين تلك المسلسلات.