17 نوفمبر، 2024 4:44 م
Search
Close this search box.

مخاض الثورة ضد الديکتاتورية الدينية في إيران

مخاض الثورة ضد الديکتاتورية الدينية في إيران

عندما أصدر خميني فتواه القاضية بتنفيذ أحکام الاعدام بأکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق ممن کانوا يقضون أحکام قضائية صادرة بحقهم، في حينها وفي ظل هذه الفتوى الجائرة التي تلغي أحکاما قضائية صادرة من محاکم النظام نفسه، فقد کان تصور وإعتقاد النظام مبني على أساس إن هذا الاجراء سيقوض من قوة وشعبية منظمة مجاهدي خلق وسينهي أمرها، وهذا الاعتقاد قام النظام بنشره بين الاوساط السياسية والاعلامية التابعة له في خارج إيران وللأسف فقد کان هناك من صدق بذلك ولکن، وبعد الانتفاضات الاربعة التي إندلعت بوجه النظام وبعد أن باتت الاحتجاجات الشعبية ونشاطات معاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق من الظواهر التي تفرض نفسها على المشهد الايراني، فإن ذلك الاعتقاد قد تبدد تماما وإنکشفت الحقيقة ولم تعد هناك حتى ورقة التوت للنظام عندما إعترف المرشد الاعلى للنظام خامنئي بنفسه في تصريحات أخيرة له بالتحذير من شعبية مجاهدي خلق ومن إنها تکسب الشباب الى صفوفها.
إعتراف خامنئي لم يأت إعتباطا وإنما جاء لأن الاوضاع في إيران برمتها تجبره على ذلك بعد أن تمکنت مجاهدي خلق من أن تصبح بالفعل قوة سياسية ـ فکرية فعالة في حموم إيران وتفرض دورها وحضورها من خلال تحرکها الجماهيري، والذي يجب ملاحظته جيدا إنه وإزاء الصعود والتألق الملفت للنظر لمجاهدي خلق في داخل وخارج إيران وجذبها الانظار نحوها، فإن النظام يواجه أوضاعا صعبة جدا حيث يواجه داخليا تصدعا وإنقساما حادا وفسادا مستشري بات يزکم الانوف وحتى إنه ومع کتابة هذا المقال فقد أفادت تقارير إعلامية بهروب القاضي غلام رضا منصوري، الذي اشتهر بإصدار أحكام الاعتقالات الجماعية ضد صحفيين، وکان مدع عام بعد إفتضاح تلقيه لأکثر من 500 ألف يورو کرشاوي، الى جانب تقارير أخرى تحدثت عن حرق جماهير غاضبة في مشهد لصور المرشد الاعلى حيث ظهر في فيديو مصور إيرانيون غاضبون يقولون أثناء إحراق صورة خامنئي:” فلتسقط سلطة الظلم والفساد والجور والاستبداد والكذب والمراوغة.. على أمل النصر”، مضيفين “نحن مناضلو طريق الحرية”، ولاريب من إن منظمة مجاهدي خلق التي إشتهرت بصراعها المرير ضد النظام ودعوتها المستمرة من أجل النضال من أجل الحرية وإسقاط النظام کشرط أساسي لتحسين الاوضاع وإستعادة الشعب لحريته، إعتبرت وتعتبر القوة السياسية الوحيدة التي بإمکانها أن تقوم بتحريك الشعب وتوجيهه بهذه الصورة والذي يجب أن نأخذه بنظر الاعتبار والاهمية، إن النظام بنفسه يعترف بذلك ويقر بدور مجاهدي خلق بهذا الصدد، مما يثبت بأن هناك معالم ومظاهر مخاض للثورة ضد الديکتاتورية الدينية الحاکمة في البلاد.

أحدث المقالات