22 ديسمبر، 2024 7:33 م

محنة الفكر والمفكرين ..كاشف الغطاء نموذجاً

محنة الفكر والمفكرين ..كاشف الغطاء نموذجاً

ليس المقال بصدد الحديث عن شخصية الشيخ كاشف الغطاء ولا عن جهاده فتأريخه أبرز من أظهاره بهذه السطور، فهو رجل معروف بأعماله الإصلاحية وكتاباته الواعية وله جهود كبيرة لا ينكرها الا من يجهل دور هذا الرجل في التاريخ والحركة الاسلامية في العراق وفي غير العراق، لكن ما لا يعرفه القاريء بشكل عام عن حياة ومسيرة الشيخ كاشف الغطاء إنه واحد من ضحايا الإرهاب الفكري والتعمية المقصودة للجماهير، التي تواجه محاولات التصحيح واشاعة الوسطية في المجتمع، كثيرون من المتابعين والمحللين يقولون إن عراقية الرجل وإخلاصه لوطنه ولقضيته الاساس لها دور كبير في تحريض الاصوات وتأليب العوام عليه.
الشيخ كاشف الغطاء له أحاديث متعددة ومتنوعة من أجل إعطاء بيان حقيقي لفهم الاسلام الفهم الصحيح وبين موقفه من موروثات تثير الطائفية والانقسام بين الجماهير وحاول في خطواته أن يجمع المجتمع في جو من التسامح والتصالح الديني والإجتماعي، خلاف النظرة المتعصبة السائدة بين المذاهب، التي تحاول أن تفرق بين ابناء المسلمين،
والحقيقة أن النظرة الواعية المتفحصة تجد إن مباديء الاسلام واحدة لا تختلف في ثوابتها إختلافاً يؤدي الى تشعب المسلمين، نعم المجال مفتوح لإبداء الرأي وسماع الرأي الآخر وكله قابل للنقاش بالحوار والفكر وتحت سقف التفسير العلمي وليس من باب إثبات الوجود فكل شيء مسموح في النظرية الاسلامية على أن لا تكون بدعة دينية جديدة على ضوءها يقتل ويكفر الإنسان، لكن للأسف تبرز محنة في قبال هذا الطرح الاسلامي الواعي والمحاولات الجادة لأنتشال المجتمع من التطرف، فكلما برز من يريد أرجاع المسلمين الى منهج يتسع لكل الناس حتى من خارجه تبدأ هناك قائمة من الإتهامات والطعون والتشكيكات فيقال عمن يريد أن يوجد الامة إنه غربي ومتآمر ومتعامل مع الغرب، والصحيح أن الغرب الاستعماري وليس المجتمع الغربي لا يريد بالأمة أن تجتمع على رأي واحد فكيف يحكمون أو يشيعون…!!!!
وهذا ما جرى في الماضي للمرجع العراقي المعروف الشيخ كاشف الغطاء حين أبرز أراءه ومواقفه الداعية الى التحرر من ربقة الجهل ومناقشة الواقع الديني في وقته المنتشرة فيه جيوش من الجهل والتجهيل والتطرف وأصيب المجتمع في أزمات الاقتتال الخانقة وسنتناول في مقالات لاحقة بعض ما يناسب مناقشته في مرحلتنا الراهنة رحم الله علمائنا المخلصين ورحم الله أمتنا بأن تنفتح بصيرتها على الحق وتتباعد عن التحريك الأعمى.