يقول الفيلسوف رينيه ديكارت –العقل هو اعدل الاشياء قسمة بينالناس… ولا يكفي ان يكون للمرء عقل، بل المهم ان يحسن استخدامه.والعقل عند اهل النظر تعريفات كثيرة… منها –ان العقل هو قوةطبيعية للنفس متهيئة لتحصيل المعرفة العلمية. والعقل ايضاً قوةالاصابة في الحكم، أي تمييز الحق من الباطل والخير من الشر،والحسن من القبيح، والعقل ايضاً هو قوة تجريد، حامل معرفة، ومركزالتفكير والاحكام، وملكة متعالية شكلت التفوق النوعي للانسان بوصفهكائناً فكرياً.
وعنـدما يتحدثون عن العقل العربي اليـوم فأنهم يقصدون امـا اداةانتاج الافكار، وبلغة قـدمـاء الفلاسفـة –القوة المحركة– او الافكارنفسها، او – المعقولات-. والعقل والعقلانية، شيء وقر في اذهان الناسعلى انه شيء ايجابي وواجب.
وللعقلانية مدلولان اثنان، المدلول العام وهو رد كل ما هو موجود الىمبادئ عقلية، والمدلول الخاص وهو الاعتداد بالعقل ضد الدين، بمعنىعدم تقبل المعاني الدينية الا اذا كانت مطابقة للمبادئ المنطقية والنورالفطري.
والعقلانية من ناحية اخرى، هي التيار الفكري الذي يجعل للعقلالاولوية في تحصيل المعرفة، وذلك في مقابل التجريبية التي يجعلالحواس مصدر المعرفة الاول.
ويوصف الانسان بالعقلانية عندما يسعى الى تحقيق غايات منسجمةفيما بينه، ويستخدم وسائل تتلائم والغايات المرجوة.
الكل يلاحظ في هذه الايام العربية، تزايد الدعوة الى العقل والعقلانيةعلى انها احد المعوقات الرئيسية اللازمة لأي مشروع نهضوي قادرعلى انعاش هذه الامة ودفعها نحو التقدم والازدهار.
وفي دراستي هذه، سأتناول محنة العقل العربي بين الدين والسياسةوابتعاده عن التناول النقدي الهادئ للمشكلات المطروحة امامه، وصولاًالى اجوبة تظمئن الحاجات الفكرية والمادية، وتحقق ثقة الانسانبنفسه وبمجتمعه، وتكون عنوان الفهم العميق للحياة، ومعيار السلوكالحميد، غايتها الحق، ووسيلتها الصدق مع النفس ومع الاخرين،والاخلاص للحقيقة الموضوعية حتى وان كانت مرة كالعلقم.
كان الجفاء يحكم العلاقة بين العقل العربي والسلطة السياسية فياشكالها التقليدية التي نشأت وتطورت في حضن الاستعمارالاوروبي. ولكن، عموماً، لم يصل هذا الجفاء الى محاولة عرقلة حركةالثقافة والفكر الا عندما كان المفكر يتوجه بنتاجه او نقده الى الصدامالمباشر مع الدولة، او السلطة الأجنبية المختلفة، او مع المؤسسة الدينيةالتي كانت بشكل او بآخر مسايرة وداعمة للمؤسسة السياسيةالحاكمة.
في هذا المناخ الليبرالي النسبي، أمكن للعقل العربي في النصفالاول من القرن العشرين، ان يعمل وينتج ويزدهر. لكن البداية لم تكنمشجعة، فقد كان الاحتكاك المباشر للعقل العربي مع أوروبا الجديدةمنذ اول القرن التاسع عشر مثقلاً بعقدة الاستعمار التي تحكمالأوروبيون من جهة، ومعاقاً من جهة اخرى بجهل وجهالة السلطةالاستعمارية العثمانية المسيطرة. وبقدر ما كانت الدولة العثمانيةمتسامحة مع التدخل الاوروبي في شؤونها، كانت شديدة الريبةبالمفكرين والمثقفين العرب على قلتهم لديها او في مستعمراتها. ثمجرت محاولة تتريك المستعمرات الى كارثة اعدام الصفوة المفكرةوالمثقفة، في دمشق وبيروت عامي 1915 و 1916، ودون أي احترامللفكر والعقل.
العقل العربي بعد حركة نشيطة في الترجمة والاطلاع، بدأ عملية هضموانتاج وتأليف ترافقت مع ظهور وتألق نخبة من كبار وعباقرة المفكرينوالمثقفين والادباء. والاهم ان الحركة الفكرية الحديثة لم تهمل التراث،فبينما توجهت في لبنان الى نفض الغبار عن كنوز الادب العربيالقديم وصولاً الى ايقاظ المشاعر القومية للامة العربية، ركزت النخبةالمفكرة في مصر على المزاوجة بين التراث الديني السياسيوالاساليب الحديثة في التأليف والتحليل، وقدمت بشكل خاص الدولةالاسلامية الاولى في نموذجها المثالي في عصر النبي العربي الكريموالخلفاء الراشدين.
كانت التجربة الفكرية المصرية مثيرة. فقد اجتاز اولئك الرواد، وفيمقدمتهم عباس محمود العقاد ومحمد حسين هيكل وطه حسين،الامتحان الشاق بنجاح باهر، دون ان يفقد العقل لديهم مكانته امامالدين، ودون ان يفقد الدين قداسته مع البحث والتحليل العقلانيين.
في هذه الظروف الليبرالية النسبية في النصف الاول من القرنالعشرين عاش العقل العربي وفاقه شبه المستقر مع السلطة السياسيةومع المؤسسة الدينية السلفية التقليدية التي لم تكن قد تسيست بعد. وكان هذا الوفاق لصالح جيل عربي عريض تفتح وتربى حتى نهايةالاربعينيات على هذا التنوع في الثقافة، وعلى هذا التجديد فيالتراث. وكان الفكر العربي الحديث ذكياً في معرفته حدود المرحلة،وعارفاً بطاقة الاحتمال عند المؤسستين السياسية والدينية، فلم يشتطفي اجتهاده الديني، لا عن خوف، وانما عن ايمان بالدين عميق.
العقل العربي الحديث في انفتاحه على الفكر الاوروبي وابهاره به، لميفقد قناعاته الدينية، ولم يكن الفكر العربي في تياره العام مشككاً اوملحداً فقط، بل نظر الى الشريعة وبنائها الفقهي الاجتهادي بمهابةواحترام واعتزاز كجزء لا يتجزأ من اصالته وقناعاته الفكرية والعقلانية،بينما النهضة الاوروبية الحديثة قامت الى حد بعيد على التحللوالانعتاق من اسر الدين، ولم يستكمل العقل الاوروبي انطلاقه الاعندما هدم سلطة الكنيسة عليه وعلى مجتمعه، فتم الطلاق بين الدولةوالكنيسة، وحتى المجدد الديني مارتن لوثر كان يصرخ – ان العقل هوالعدو الاعظم للايمان– .
–لماذا تعايش العقل العربي الحديث مع الايمان الديني في هذا القالبمن التسامح الديني الذي انطوى عليه الجيل السابق، فزاد فيانفتاحه وتنوع ثقافته وتجربته وحيويته وفعالية حركته الاجتماعيةوالسياسية؟
الجواب يعود الى التاريخ. انه يكمن عند المؤسسة الدينية في فجروعصر الاسلام التي اعتمدت على العقل بعد القرآن والحديث، فيالاجتهاد الفقهي. هذا الانفتاح الديني كفل للعقل العربي ان يرتادآفاق الثقافات الاجنبية الاخرى، فأقبل بشكل خاص على الفلسفةالاغريقية على الرغم من تعدد آلهتها امام وحدانية وتفرد الله عندالعرب.
والاهم، ان العقل العربي كان مخلصاً وموالياً ووفياً لدينه في بحثهآثار العقل ونتاج الفكر عند الآخرين، كان الهدف من الاقبال علىالفلسفة الاغريقية هو وصل الجسور بين الدين والعقل في الماضي،وكان الهدف من الاقبال على الفكر الاوروبي الحديث وصل الجسوربين الدين والعلم في الحاضر.
كان هم النشاط الفكري والعقلاني عند ابن رشد فيلسوف العرب الكبيراثبات تسامح ومساندة الشريعة للتأمل والتفكير والتحليل، وبالتاليفالدين عنده ليس ضد العقل والفلسفة. وكان كل هم وحركة ابن خلدونفي اول لقاء على يديه مع التجربة العلمية الحديثة، هو تحليل الواقعالاجتماعي المعاش بالتأمل والمشاهدة والمقارنة، وعلى يديه ولد علمالاجتماع والنهج المادي في البحث، بلا مبالغة وبلا تحيز، وان انكرحقه العقل الاوروبي في نهضته الحديثة لمجرد كون ابن خلدون عربياًومسلماً.
لكن في المرحلة التي بدأت اوروبا تلتقط ثمار احتكاك وتعامل العقلالعربي مع الدين والفلسفة والعلم، وتبني منهجها التجريبي الذيصاغ العرب اشكاله الاولى، كان الاجتهاد الديني الاسلامي قد اغلقعلى نفسه الابواب منذ قرون، فلا جديد في ظنه بعد الذي اجتهد فيهالاجداد.
بعد خمسة قرون زاهية متألقة بالحركة الفكرية الدائبة، بدأت المؤسسةالدينية مع جمودها تضِّيق على العقل العربي وتضيق به. وترافق ذلكمع متغيرات سياسية وسلطوية مهمة، فقد سقطت السلطة العربيةالموحدة للدولة الاسلامية، فتوزعتها الايدي الاعجمية.
التجزئة ايضاً قمعت العقل، وتحالفت السلطة السياسية مع المؤسسةالسلفية في ارهابه، فآثر السلامة بالارتداد الى قوقعة الجمود. وبينماكان العقل الاوروبي يرتاد بجرأة الافاق اللامحدودة للعلم محطماًامامه كل القيود، كان العقل العربي في خموله يكتفي بالنقل والنسخوالتقليد للسلف الصالح، ويرهق نفسه في شرح وتفسير الشروحوالتفاسير السابقة. وكان لا بد ان تنعكس حالة الوهن العقلي فيتخلف اجتماعي وسياسي مريع ادى الى تعاقب انواع مختلفة منالاستعمار على الامة والوطن.
ان العقل العربي –كما اسلفنا– بدأ احتكاكه المباشر مع النهضةالفكرية الاوروبية منذ اوائل القرن التاسع عشر، واستمر هذاالاحتكاك والتعامل مع كل ما اثمر من ثراء للعقل واساليبه في تناولقضاياه بما فيها قضية التراث، الى منتصف القرن العشرين، دونتناقض اساسي مع الاعتقاد والثوابت الدينية من جهة، ودون صداميذكر مع السلطة السياسية وحليفتها المؤسسة الدينية التقليدية منجهة اخرى.
لكن العقل العربي الحديث بدأ منذ منتصف القرن العشرين، يواجهحالة عدائية من السلطة السياسية الوطنية الوليدة بعد انطواء مرحلةالاستعمار الاوروبي، فقد وقعت اغلب هذه السلطات من العقل والفكرمواقف متناقضة.. ففيما جهدت لمنح الانسان العربي الجديد فرصتهفي التربية والتعليم، كانت هذه الفرصة امتداداً على السطح دون غورفي العمق. انتشر التعليم ولكن تدهورت الثقافة. صحيح ان هذهالسلطات انسجمت مع الوجدان الوطني والقومي في تطالعاته نحوتأسيس مشروع نهضوي حضاري متكامل.. الا ان هذا التطلع واكبتهظاهرة خطيرة تمثلت في محاولة التدخل الرسمي لقولبة العقل العربيوصياغة مفاهيمه بعيداً عن شرط اساسي لتفتحه وازدهاره، وهو شرطالحرية.
كانت الصدفة شديدة للعقل والفكر امام طغيان انماط هشة من الثقافةالسياسية الرخيصة الموجهة، وعاش من بقي من رواد الفكر والنهضةسنين مع اغلب هذه الانظمة.. لكن بما يشبه الصمت. فقد كانوا قداعطوا كل ما عندهم. وعندما غابوا افتقد العقل العربي عمالقته وجرأتهفي ارتياد افاق المعرفة متسلحاً بليبرالية الانظمة السياسية السابقةلها.. وسكوت المؤسسة الدينية التقليدية عنه.
لم تكن بعض هذه السلطات جاهلة، كانت اغلبها نصيراً للثقافة بحكمكون بعض قادتها ورموز دولتها قراء ممتازون. لكن انغلاق انظمتهموآلتهم البيروقراطية اشاعتا انتهازية سياسية جنت بدورها على حريةالعقل العربي، ونصبت الاجهزة نفسها وصية عليه تغذيه بما تشاء،وتمنع عنه ما تشاء. وشاركت في التضييق على العقل العربي الحديثالحركات السياسية الاخرى، وفي مقدمتها اليسارية ممثلة باتجاهاتهاالماركسية واحزابها الشيوعية. فبينما حثت الجيل العربي الحديث علىدراسة الثقافة اليسارية السياسية، مارست غوغائية دعائية ضد العقلالعربي واحتكاكه وتعامله مع العقل الغربي، بحجة ان الثقافة الغربيةاستعمارية كلها وعدائية كلها للعرب، مع ان الافكار اليسارية ذاتهانشأت وترعرعت في احضان الغرب الاوروبي ولا يمكن فصلها عنالتيار العام للعقل الاوروبي الغربي الحديث، وان تبناها بعد ذلكالشرق الاوروبي، فاوروبا هي اوروبا مشرقاً ومغرباً في قضايا الفكروالثقافة وفي صياغة المفاهيم والمكونات الاساسية لعقلها الحديث.
ظروف التجزئة السياسية والهزائم العسكرية ايضا لعبت دورها فيالنيل من التيار الاصيل للعقل العربي. فقد حدث للعقل العربي منذاوائل السبعينات من القرن العشرين، ما هو امر وادهى، فقد عمدتالسلطات السياسية في اغلب اقطار الوطن العربي الى تضليل العقلبانفتاح زائف على الحرية والديمقراطية. وانخدع بهذا التمويه ادباءومفكرون كبار سايروا هذه السلطات عندما وقعت بعضها في تناقضمع الضمير القومي عبر صلحها مع اسرائيل، وحلل لهذه المصالحةاللاعقلانية مفكرون وادباء… وقفوا موقفاً سلبياً او محايداً من بعضالسلطات العربية الرافضة للصلح مع اسرائيل بحجة انها مقيدة لحريةالعقل العربي.
الاهم من ذلك، ان المؤسسة الدينية السلفية التقليدية في الوطن العربيتحركت لتضغط على المؤسسة السياسية للحد من آخر هامش للحريةيعمل فيه العقل العربي، معتمدة على الهيئة السلفية في الشارعالشعبي العام بعد تراجع مد المشاعر القومية بفعل الهزائم العسكريةفي المواجهة مع اسرائيل ونتيجة للنزاعات الدموية التي مزقت الحركةالسياسية القومية.
واستفادت المؤسسة الدينية السلفية والحركات الاصولية الراديكاليةالمسيسة في الشارع العام، من تسيس المؤسسة السلفية الايرانيةووصولها الى مواقع السلطة في بلدها ثم من هجمتها الشعوبية علىالعراق وغزوتها للبنان وامتداداتها في البحرين واليمن وسوريا.. فتناغمت معها في المسعى والجهد لضرب مرتكزات العقل والفكرالعربيين وتعطيل مفاصل الحوار والالتقاء مع الفكر والثقافة العالميتين.
في الوطن العربي اليوم، ولاول مرة منذ بواكير النهضة العربيةالحديثة، حلف مقدس مكتوب بين المؤسستين السياسية والسلفية ضدالعقل العربي، وضد حريته وحقه في التأمل والبحث والانتاج والتعاملمع واقعه الاجتماعي والسياسي ومع تراثه ومع الثقافات العالميةالاخرى.
في الوطن العربي اليوم قيود على النتاج الفكري والثقافي العربي. هناك اسر لحرية انتقال الكتابل والثقافة. هناك اهانة لجمالية الشكلالفني للنتاج الفكري والادبي الحديث والقديم.
في الوطن العربي اليوم استعانة بالقانون لاضطهاد النتاج الادبيوالفكري بحجة ان لاصحابه مواقف سياسية معينة. ماذا سيقولالتاريخ الفكري العربي عن مرحلة يوضع فيها النتاج الرفيع الرائعلبعض مفكرينا على القائمة السوداء!!
حرية الموقف السياسي ملك للاديب والمفكر. وعليه يجب الفصل تماماًبين الموقف السياسي للاديب او المفكر ونتاجه الفكري. فهذا النتاج لميعد ملكهما، انه ملك للعقل العربي، وجزء لا يتجزأ من حياته وفكره،ومجتمعه وحركته، وسيخلّد ايضاً كجزء لا يتجزأ من تراثه، كره القانونالسلطوي ام رضي. وبالتالي فمصادره نتاجاتهم المعرفية وحجبها بقوةالقانون عن محيطهم الاجتماعي والثقافي والسياسي، اهانة للثقافةالعربية وليس عقباً لهؤلاء الادباء والمفكرين.
من الانصاف القول، ان النظام السياسي العربي لم يكن مسلماً امامالهجمة السلفية، ولم يكن كله انتهازياً في تملقه الشارع السلفيالاصولي. صحيح ان نظاماً كنظام صدام حسين سقط في حملتهالايمانية منقاداً بانتهازيته التي قفزت به تدريجياً من موقفه اليساريالعلماني المعلن لتنتهي به في غيبوبته المقصودة مع اصحاب التكاياوالمزارات… ولم تنفعه تقواه الزائفة في تأخير سقوطه.
لكن هناك انظمة عربية تعاملت بتؤده وذكاء مع المحاولات السلفيةللحجز على حرية العقل العربي، مستندتاً في ذلك الى قطاع عريضمن الرأي العام الشعبي المثقف والمتعلم المؤمن بالعقل قدر ايمانهبالدين.
الخلاصة، العقل العربي اليوم في محنة، ازمة… انه يعيش محنةومأساة في غمرة الاتجاه المتزايد لدعم زواج المصللحة بين النظامالسياسي/ السلطة والمؤسسة الدينية التقليدية السلفية وحركتهاالاصولية. هناك محاولة ضخمة اليوم تبدأ من ايران وتسري في جنباتوطننا العربي لادانة العقل العربي وتسفيهه ومحاسبته على انتفاحهومعاقبته على مسايرته للمد العروبي والقومي او الوطني، وتكفيره علىاشاعاته قيم التحرر السياسي والانفتاح الثقافي والتسامح الديني.
هناك جهود حثيثة لاسباغ شادور السلفية على كل نواحي الحياةالعربية، في الفكر، في الثقافة، في الفن، في الاقتصاد، فيالسياسة، في العائلة، في المدرسة، في العمل.. ثم دفع الدولة والنظامالسياسي لتقنين هذه الجهود وادراجها في صلب التشريع الدستوري.
انه من الظلم للدين وضعه في مواجهة العقل. واستهانة بروح ومبادئالاسلام كحركة اصلاح وثورة وتحرر، ان يُحمى الدين بالقانون وعصاالنظام من محاولة الاقتراب منه بالعقل والحوار وحرية الرأي والفكروالكلمة.
لكن لمن تقول ومن تخاطب والمؤسسة السياسية تدراً خطر العقل عليهابخطر التحالف مع قوى الجمود، ظناً انها في ذلك تحمي مصالحهاوتصون مكاسبها وتثبت انظمتها؟
* المراجع
1- عبد الوهاب محمود المصري– العقلانية… منهجاً اسلامياً، مجلةالفكر السياسي (دمشق)، اتحاد الكتاب العرب، العدد 20 (خريف/2004/السنة السابقة).
2- غسان الامام– مأساة العقل العربي بين الدين والسياسة، مجلةالوطن العربي (باريس)، العدد 480 (25/نيسان– 1/ايار– 1986).