22 نوفمبر، 2024 3:04 م
Search
Close this search box.

محنة العراق هي مع الاكراد والكويت !

محنة العراق هي مع الاكراد والكويت !

الاكراد (3)
((ربط الاكراد انفسهم بالشيوعيين وربط الشيوعيون انفسهم بالاكراد ورغم الفائدة لكلا الطرفين لكنه ايضا كان فيه ضرر للطرفين ))

قلنا ايد البارتي ثورة 8 شباط وكانت تجري حوارات بين الاكراد واشخاص من قيادي حزب البعث لتقريب وجهات النظر وحل المشاكل العالقة ( بين صالح السعدي وصالح اليوسفي ) – اغتيل صالح اليوسفي في بغداد في منطقة نفق الشرطة بمغلف ملغوم ورغم اتهام الاكراد بان النظام قد اغتاله الا انه من المؤكد ان البرزاني هو من اغتاله – . وعند محادثات الوحدة التي جرت بين مصر والعراق وسوريا في نيسان 1963 شارك الاكراد مع الوفد العراقي بشخصين جلال طالباني وفؤاد عارف واستفاد الاكراد كثيرا من هذه المشاركة حيث طلبوا مقابلة جمال عبد الناصر على انفراد ويبدو ( جلال بخبثه المعهود رغم ان عمره كان 30 سنة ) استطاع اقناع عبد الناصر بضرورة ابلاغ البعثيين الاهتمام بالاكراد وهذا ما جعل عبد الناصر الى ابلاغ البعثيين بالامر وحتى بدأ يتخذ مواقف تميل الى الاكراد مستقبلا .. قدم الاكراد الى حكومة البعث مطالب كانت شبه مستحيلة منها ان يتم توزيع كافة مناصب الدولة بين الاكراد والعرب وتكون حصتهم 20% .. طالبوا بحصة من النفط مساوية لنسبتهم السكانية .. بالاضاضة الى مطالب اخرى تعجيزية … وعندما درست قيادة حزب البعث هذه المطالب عند ذاك بدأ وقت الحساب حين طرح علي السعدي ( يقال انه له اصول كردية او فيلية ) ان الاكراد يتصرفون بعدائية ضد الثورة عن طريق ايواء الشيوعيين الهاربين من بغداد بالاضافة ان الحملة الاعلامية والسياسية السوفياتية المتعاونة مع الحزب الشيوعي تنطلق هذه الحملة من شمال العراق . على ان اهم امر كان هو وجود ( الصقور ) من العسكريين في قيادة الثورة الذين كانوا ضد مطالب الاكراد وضدهم بشكل عام .. كل هذه الامور وامور اخرى ( اسرار مخفية ) ادت الى تدهور العلاقة مع الاكراد وبدأ حرب شرسة بين الجيش العراقي والاكراد .. اكلت خيرة شباب العراق من الضباط والجنود .. واستمرت هذه الحرب بل ازدادت ضراوة في عهد عبد السلام عارف ( الذي كان من المتشددين ضد الاكراد ) .. وهدأت نسبيا في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف وحتى انه زار شمال العراق والتقى بالبرزاني .. واستمرت بشدة بعد عام 1968 حينما استلم حزب البعث الحكم في العراق وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ العلاقات بين الاكراد والحكومة في العراق ونسى الاكراد ان بعث 1968 هو ليس بعث 1968 وان ( ناظم كزار ) اصبح اكثر شراسة واكثر ذكاء وان هناك تغيرات في المنطقة وفي العلاقات الدولة .. ولم يفهم الاكراد كل هذه المتغيرات . جرت معارك شديدة في عامي 1968 و1969 وحتى عام 1970 خسر فيها العراق ايضا خيرة شبابه وضباطه وكان الجيش العراقي يحارب في حقيقة الامر ( العصاة الاكراد ) ومن وراءهم امريكا وايران واسرائيل وبريطانيا والاتحاد السوفياتي وحتى دعم معنوي من مصر … وللتاريخ كان في ذهن القيادة البعثية الحاكمة حل المشكلة الكردية حتى وان كان على حساب التنازل عن بعض الامور .. واعطي مسؤولية ملف الاكراد الى نائب رئيس مجلس قيادة الثورة والشخص الثاني صدام حسين وبعد محادثات تم التوصل الى اتفاقية الحكم الذاتي للاكراد التي تم توقيعها في 11 اذار 1970 بين الحكومة العراقية والملا مصطفى البرزاني والتي اعترفت فيها الحكومة العراقية بالحقوق القومية للاكراد الا ان الاتفاقية لم تحسم موضوع كركوك وبقيت عالقة لحين اجراء تعداد سكاني لمعرفة نسبة كل قومية . وتدخلت مرة اخرى القوى الاجنبية المعادية لوحدة العراق ودفعت بالبرزاني الى المطالبة ( ولعل ابرز هذه القوى كانت شركات النفط البريطانية ) بكركوك ونفط كركوك . اعلنت الحكومة العراقية في اذار 1974 تنفيذ الحكم الذاتي للاكراد من جانب واحد وبدأت بتنفيذ الاجراءات ( وبذلك تكون اول دولة في المنطقة تعطي الاكراد حقوقهم ) .. ومن المناسب ذكر انه في هذه الفترة حصل انشقاق مهم في البارتي عندما انشق جلال طالباني عن الملا .. في 29 ايلول عام 1971 جرت محاولة ناظم كزار ( انا اعتقد ان كزار قام بالمحاولة بدون اوامر من الحزب ولم يبلغ القيادة بنيته لانه كان دائما يعتبر اثنين يشكلون خطرا على العراق الشيوعيون والاكراد ) محاولة قتل الملا مصطفى والتي ادت الى زيادة شكوك الاكراد بجدية حزب البعث حل المشاكل …وازدادت ضراوة الحرب في شمال العراق حتى وصل الامر الى شحة في العتاد والسلاح لدى الجيش العراقي ووصلت الامور الى حد الخطورة وكان لابد من القبول باتفاقية الجزائر التي وقغت مع شاه ايران لانهاء القتال في الشمال و ايران سحبت دعمها للاكراد مما ادى الى تحقيق التقدم على ( العصاة ) وسحقهم ..ومرة اخرى يلدغ الاكراد ( اللدغة الثالثة ) ويهرب الملا مصطفى مجدد الى احضان السوفياتي وتلك كانت سفرته الاخيرة ليقتله السرطان بسبب التدخين ويموت في واشنطن ( ولا احد يعرف هل هو كان طفل الاتحاد السوفياتي المدلل ام كان فتى امريكا اللعوب ) … وجاءت الحرب مع ايران لتدخل العلاقات مع الاكراد صفحة جديدة عندما ساند بعض الاكراد ايران ضد الجيش العراقي وبسبب تداخل الاراضي بين ايران وشمال العراق غالبا ماكانت تجري عمليات عسكرية في المناطق الحدودية .. وليستيقظ العالم في احد ايام 16 اذار 1988 على انباء ضرب حلبجة بالاسلحة الكيمياوية واتهم النظام العراقي بذلك بل ان محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين كانت تحت عنوان مدينة حلبجة والتي ادت به الى حبل المشنقة … ورغم اصرار الاكراد وجهات اوروبية بان الحكومة العراقية وراء ذلك الا ان هناك تقارير دولية باشراف اميركان اثبت ان المدينة تم قصفها بغاز السيانيد وهو مااكدته فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وان العراق لايملك هذا الغاز وان من ضرب حلبجة هي ايران الا ان كل الصرخات لم تنفع لان الثمن المطلوب هو رأس العراق ورأس صدام وقد استغل الكراد هذه الجريمة ومازالوا يتاجرون بها في كل المحافل الدولية رغم مضي 30 سنة عليها بل الاغرب من ذلك هم يطالبون الحكومة العراقية بدفع تعويض عن تلك الجريمة تصل الى عدة مليارات والغريب ومن الغباء ان قسم من السياسين الشيعة والسنة يؤيدون ذلك بدون اي تفكير ( وهو الغباء ) …وجاءت حرب الخليج في عام 1991 ليستغل الاكراد ماحصل ويقوموا باتفاضة ضد الجيش العراقي وضد مؤسسات الدولة وحصلت مذابح لموظفي الدولة من العرب لم يسلم منها حتى الاطفال .. بعد ذلك انشئت في الشمال منطقة حظر الطيران وغادرت القوات العراقية في تشرين 1991 منطقة شمال العراق وغدت المنطقة مستقلة ذاتيا بحكم الواقع مع ان احد من الاكراد لم يعلن استقلاله عن العراق وليقول صدام لبعض مقربيه (( ليذهبوا ويستقلوا وياخذوا دهوك والسليمانية واربيل انهم غير اوفياء وتعلموا على العمالة والغدر )) وبقي الوضع هكذا حتى عام 2003 .. وبقت المؤامرات ضد الحكومة العراقية تغزل وتحاك في شمال العراق ومنه تنطلق كل السهام باتجاه العراق منذ ذلك الحين والى اليوم ..في الحلقة القادمة نتكلم عن اخطر المراحل مابعد الاحتلال ودور الاكراد في توجيه الدفة لترسوا عندهم السفن ز ودورهم في تدمير العراق .

أحدث المقالات