23 ديسمبر، 2024 6:55 ص

الذي يحكم على الواقع السياسي في العراق من خلال جزئية واحدة
فان منظوره لم يكن دقيقاً ولامُنصفا ولامكتملا
لان العراق يختلف عن الكثير من الاوطان العربية لعدة أسباب منها
تركيبة العراق المذهبية وهيمنة زعماء دين إيرانيين على شيعة العراق وقيادتها لهم والتأثير على أفكارهم وعواطفهم وهم يشكّلون النسبة الاكبرمن سكانه !
وتركيبة العراق القومية وهيمنة زعماء إقطاعيين على أكراد العراق وهم يشكّلون مايقارب ربع سكانه !
إن المشكلة في العراق لم تكن تكمن في صدام !
إن البيئة العراقية هي جذّابة لولادة أمثال صدام ولو رجعنا الى التأريخ الذي سبق صدام في العراق من إنقلابات عسكرية وشخصيات إستبدادية والتي لم يكن نوري السعيد بعيدا عنهم إنما كان على رأسهم بغطرسته واستهانته بالعراقيين
إن صدام كان قد إستُدرج للحروب ولم نضمن أنه لو كان غير صدام على رأس السلطة لم يكن قد إستُدرج أيضا ! واذا كان لايُستدرج فان الحرب ستُفرض على العراق فرضاً مهما رفض ! لان الحرب قد حان أوانها ! ودخلت في توقيتاتها !
وقد سبقتنا قريش … فانها لم تكن ترغب في حرب قادها النبي محمد وأجّج نيرانها بعد أن حاصر قوافلها وقطع طرقها ! وحاول الاجهاز على تجارتها وفرض الحصار عليها والنيل من كرامتها !
ولدينا الدليل الواضح على الحال الذي نعيشه اليوم وبعد 15 سنة من غياب صدام فقد وجدنا :
أن الشعب مُهيأٌ لأن يسلك طريق الانهيار !!
وحينها نكون قد رجعنا الى نفسية العراقيين وطريقة تفكيرهم !!
هل سألنا أنفسنا….
مَن أوصلنا الى مانحن عليه ؟
هل سألنا أنفسنا….
لماذا نختلف عن شعوب الدنيا ؟
هل سألنا أنفسنا….
عن العلل الكامنة في مجتمعنا و(أفاعي البؤر المظلمة) التي تفترس عقولنا وتسلب نور تفكيرنا و(عقارب السوء) التي تنتهش لحم أجسادنا وتلجم أفواهنا وتشل خطواتنا وتنظر الينا كالصِبية لتضحك علينا ؟
هل سألنا أنفسنا….
عمّا غرسوه من (أصابع ديناميت) تحت أساسات بناء حياتنا بعد أن زرعوا مُعرقلات تكبح نشاط حركتنا ؟
…. هذا وغيره كثير من الأسئلة ! يبرقها إلينا (ضمير أحرارنا) لنُعاين سوء حالنا وهو يكشف عن (الاصابع الجارحة) التي إنقضّت على أوداجنا !!!
نعم … هنالك مَن يتحمل مسؤولية تجهيل المجتمع وتسفيه أخلاقه وتغييب فضائله وتعليق قوانينه …. من الاحزاب الفاسدة التي نحن أدواتها ، ورجال الدين الأوغاد ، والذين يدّعون السياسة وحنكتها من الطارئين ، وكذلك الذين يعتبرون أنفسهم نخبا ثقافية ، وعمالقة علمية ، وأساطين موسوعية ، ووجوها اجتماعية ، وفوق ذلك كله ، انهمكنا في الاغراق في عشق المال والجاه ، مهما كانت طرق الوصول اليه قذرة ووسائل نيله غادرة ، وتلبدت أفكارنا بالزهو والغرور ومفاتنه ، وانغمست عقولنا بالفساد ورذائله ، وبعد ان ابتعدنا عن الايثار والتضحية والشهامة والنخوة وغنى النفس وكرمها …. نعم ، جميعنا نشترك في تقزيم هذا المجتمع وبؤسه وفقدان توازنه وضلال بوصلته وضياع مستقبله وإهماله !