18 ديسمبر، 2024 11:43 م

“محمّد كشك” وعادل إمام , “والنصر” على داعش

“محمّد كشك” وعادل إمام , “والنصر” على داعش

الناشط الإسلامي الراحل محمد كشك نتمنّى له الرحمة ,ولربّما ,لربّما يعني ,كنية “كشك” مستلّة من مهنة استرزاقه عبر “كشك” يذكّرني بأكثر مبيعات هذا النوع من المحال التجاريّة هي بضاعة السكاير “الجكاير” ,والسكائر تعتبر أيضًا مادّة مخدّرة بدرجة “مخامرة” أي تخامر الغشاء الخارجي لشبكة الأعصاب الدماغيّة ترتاح لها الأعصاب وبذا فهي لا تختلف عن “الخطبة الدينيّة” فهي مريحة للأعصاب أيضًا ,ألم يكن مختار العصر وخطيبه المسيّس كان يمتهن بيع التخدير عبر بضاعة “المحابس” واكسسوارات لزوم الطقوس الدينيّة؟.. كشك الحطيب الشهير لفترة السبعينيّات في خطبه من خطبه الارتجاليّة والّتي كان يحتشد لها الآلاف يوم الجمعة تغلق لها شوارع بالقاهرة لكثرة معجبيه ,قال فيها: “دعونا الله ليل نهار لأن يرزقنا بإمام عادل, فإذا بالله يرزقنا عادل إمام”.. طبعًا هي هذه حدود الهاجس الديني لدى كافّة مسلمو عصرنا والّذي أربكهم إيما إرباك لعوامل عدّة ..القصد من هذه المقدّمة أنّنا كنّا هنا في العراق بانتظار بشرى تطهير المنطقة الخضراء من حكومة اللصوص والاحتيال ممتهنوا الاجرام الدولي ومن فلاسفة الخديعة والمكر, إذ لولاهم ما ظهرت داعش ولا عرفنا إرهابها ..فبسببهم يعاني ما يعانيه العراقيّون من ويلات, وعلى أيدي غير داعش كذلك ,وهي في الحقيقة ,داعش لا تشكّل “دوعشتها” واحد في المائة من دوعشة أرباب الفساد والفاسدون الّذين تغصّ بهم المنطقة الخضراء وسط بغداد ,لقد أفرغوا خزينة الدولة يا رجل ,وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة ,وكذلك يفعلون ,ولغاية اللحظة ,والعراقيّون أعزّة طول الزمان وذوو هيبة ورزانة ينتقون بتوادّهم بعضهم البعض بحلو الكلام: “حلّو داد” ..لذا كان العراقيّون يدعون “أبو خيمة الزركة” كلّ هذه السنين الأخيرة العجاف من الاحتلال ليل نهار يرزقهم بتحرير هذه المنطقة لقناعتهم الفساد والدمار ينبع منها ,وبغيرها أيضًا ,وستظهر مسمّيات أخرى للإرهاب طالما بها هؤلاء, وقد تكون أكثر بلاءً وتأثيرًا من داعش أو القاعدة من قبلها.. فهذه المنطقة هي الّتي فرّخت بؤر الفساد وهي الّتي أفسدت كلّ شيء جميل في العراق حتّى العلاقات الإنسانيّة الّتي اشتهر بها العراقيّون دونًا عن سائر شعوب المعمورة غابت عن المخاطبة اليوميّة بينهم, فمن “رمي الوردة الحمراء” بوجه من يريد السلام عليه ,كما يقول الدكتور الآلوسي له الرحمة والسلوان, إلى أن أصبح العراقي يبحث في مزابل ضمير هؤلاء بعيشة آمنة لا يجدها ..عيشة لا اغتصاب فيها لأموال الدولة ولا حصر التعيين وفق المساومات.. وهذه المنطقة العصيّة على الإصلاح ,هي الّتي جعلت من صفحة البعث “السوداء” بيضاء ناصعة, وهي من جعلت الكثير من أهل “السنّة” و”الشيعة” يفضّلون داعش على هذه الحكومة الفاسدة ويدعون الله ليل نهار ينصر داعش عليها, ليس حبًّا بها ولكن لتزيح هؤلاء عن طريق العراقيين ولو بطريقة اليأس هذا الّذي هو عين أفول الضمير أن تستجير من الرمضاء بالنار ..وإذا بالله, عزّ في علاه ,سيّد الكون الأزرق وسيّد جميع الألوان ,يرزقنا تحرير الرمادي ؟,ليجيء “الرزق” معاكسًا لأماني ودعوات العراقيين الحمراء وبتضحية خيرة شباب العراق رامٍ هذا الرزق بنفسه في أحضان أهل المنطقة الخضراء لا في أحضان الشعب المضيوم, بنصر “مشاكس” ,وبدلًا أن يُرزقوا فرحة قشع الفاسدين, وليمدّ في آجال التصاق هؤلاء بكراسيّهم وبمناصبهم وبالبقاء طويلًا رازحين جاثمين على صدورنا لأغراض النهب والسطو وتجويع الشعب وتجويع الناس “وبيع النفط وهوّه بعده بالشطّ” ,واستمرار رهن سيادة العراق وأمواله وعقاراته والإبقاء على تأجيل محاكمة الفاسدين وعلى رأسهم قائد الفساد الأوّل, ولأجل غير مسمىً وكأنّ “النصر” هديّة لهم من الّذين ضحّوا بأرواحهم لأجلهم لا لأجل العراق ,هؤلاء المضحّون النازفون لأجل البلد الّذين لا يصارح هذا الاعلام الشعب بأعدادهم.. ألله أعلم مدى الاحتفالات الّتي عمّت لصوص السرقات والفساد “بنصر” يُفترض يفرح به الأميركيّون أكثر ,أكيد تبادلوا التهاني فيما بينهم حتّى الصباح ,فهذا “النصر” بحسب وصف الإعلام ,هو نصر حكومة الخضراء المستريحة على الأرائك ,هو بمثابة انتخابات قادمة ضمنوا فيها الفوز بواسطة مهلّلون من “شيعة” السلطة و”سنّتها” وغدًا قد يشاركوا المتظاهرون تظاهراتهم؟..