22 نوفمبر، 2024 2:27 م
Search
Close this search box.

محمود المشهداني.. والطارمية..وخارطة الطريق لـ (جنة عدن)!!

محمود المشهداني.. والطارمية..وخارطة الطريق لـ (جنة عدن)!!

الحوار الممتع الذي أجراه فارس الحوارات التلفزيونية في قناة دجلة الفضائية ، وأحد أعمدتها الكبار في روعة تقديمه وفي طبيعة الأسئلة التي يطرحها على كل ضيف ، الزميل المبدع والقدير (ليث الجزائري) ، وشخصيته المتواضعة المحببة،الخبيرة بأسرار المهنة والملمة بتفاصيل كل مشكلة وموضوعة حوار تطرح على بساط البحث وقدرته على إدارة حوارات رفعت إسم الحوارات التلفزيونية الى أرقى أساليب الحوارات الناجحة، مع رئيس البرلمان الأسبق والنائب الحالي ، وأحد أركان وأعمدة رجالات من يحسبون على المكون السني الدكتور محمود المشهداني ، كان الرجل قد شخص مشكلات الطارمية وغاص في طبيعة أزمتها ، وأطلع الكثيرين بخفايا تلك العقدة التي أسماها (عقدة المواصلات) التي تربط منطقة الطارمية بثلاث أو أربع محافظات، تشكل (خارطة طريق) لكي يكون بمقدور صناع القرار ومن يتولون مهمة حفظ الأمن من كل الجهات، أن يتعرفوا بـ ( التفصيل الممل) على أهمية مدينة الطارمية ، ودورها الكبير في أن تكون (حزام بغداد الأخضر) أو (منطقتها الخضراء) ، وقد منحها الله حدائق وجنات ومياها وفيرة ، وتلك الخضرة والثمار والبساتين، التي تكتسي بها ، ما يمكن أن نسميها ( جنة عدن ) ..إن صح التعبير!!

كنت أتردد كثيرا ، عند الكتابة عن الدكتور محمود المشهداني، بالرغم من كل حواراته التلفزيونية السابقة التي أرى فيها بصيرة رجل يحمل من الحكمة والقدرة على تفكيك المشكلات ، ومن ثم إعادة تركيبها وصياغة حلول لها ، لكن الشيء الذي كدر خواطر الكثيرين عنه ربما، كانت في أزمة ما بعد نتائج الإنتخابات الأخيرة في العاشر من تشرين الأول عام 2020 ، والأزمة التي رافقتها، وما عدا ذلك ، كان الرجل يضع المواطن والمسؤول الكبير في القيادة العليا أمام حقائق واقعية، بلا لف ولا دوران، وهو يجيب على أسئلة محاوريه بكل أريحية وتأن وقدرة على تشخيص وقائع الأحداث، بفطنته التي إكتسبها من مهارة خوض ميادين السياسة، وهو كما ذكرت يبقى أحد أهم أركان القيادات المحسوبة على المكون السني ، ولديه علاقات مع كل الأطراف المحلية والأقليمية، وتحظى طروحاته بقبول من ملايين العراقيين !!

أحد أهم تلك الحلول التي طرحها الدكتور محمود المشهداني لأزمات المكون السني التي إتهمها بأنها ليس لها علاقة بأزمة الطارمية، ولم تدخل في حسابات ساستها، أنه (توافق) في طروحاته مع من يحسبون (ألد أعدائه) في حروب السياسة، وهو رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ، وإتفق مع طروحاته لأول مرة في أن حل أزمة المغيبين هي بمنح عوائلهم حقوقهم ، لا أن تبقى قضيتهم (معلقة) بين أروقة السياسيين، كل يتاجر بها على طريقته الخاصة، دون أن يكون هناك حل عملي وواقعي، وهذا (التوافق) مع من يحسبون على أعدائه هو ميزة إيجابية تحسب للرجل ، في أنه مهما إختلف مع الآخرين، فهو ما إن يرى حلا ( منطقيا ) لمشكلة مستعصية، حتى يتجاوب معها بأريحية ، وتبدو إسلوبا أقرب الى الواقع من أن تكون ( شعارا ) يرفع للإستهلاك السياسي ، قبل أي إنتخابات، في حين تبقى أحوال المكون السني عموما في أتعس حالاتها ، ولا أحد يمنحهم حقوقهم التي يضعونها قبل تشكيل أية حكومة ، واذا بها تتبخر، ولا أحد يضع لها إهتماما يرتقي الى حجم الكارثة ، لكي يتم إيجاد حلول لهذا المكون الذي وجد نفسه انه ( مغيب ) كليا تماما، عدا سياسيه الحاضرون الغائبون عند إثارة كل أزمة ، لكي يبحثوا عن مغانمهم هم، ولكي يحصد كل منهم ما يمكن ان يكون (دعما) له في حملاته الدعائية والإنتخابية!!

الدكتور محمود المشهداني، وضع حلولا منطقية لأزمات الطارمية، ومنها أنه رفض كل شعارات الطائفيين والمزايدين من الجهة الأخرى ، لتجريف الطارمية أو تحويلها الى جرف صخر أخرى في خاصرة المكون السني، داعيا الى توسيع فوج حمايتها الى لواء، مشيدا بقدرات أبناء الطارمية في الدفاع عن مدينتهم، ومشيدا بكل قيادات ومتسبي الجيش والقيادات الأمنية التي تتعاون مع أهلها ورموزها من أجل حل أزمات أمنية (طارئة) ، في وقت تنعم الطارمية بالأمن والإستقرار كما قال ..أما الدعوات التي إستشاط أصحابها غيضا ضد أبناء الطارمية ومستقبل تلك المدينة المهمة، فهي تزيد الحطب على النار، وتصب عليها الزيت لتزداد إشتعالا، وهي حلول وحملات دعائية ، أقل مايقال عنها، أنها ( توسعية عدوانية طائفية) لن يقبلها منطق ، ولن يقبل أحد من قيادات المكون السني أن يتعامل بها بتلك الطروحات التي تبدو (صبيانية) وتشكل (منغصة) في عقول من يرددون طروحاتها، لأغراض خبيثة، لاتخدم العراق، وتزيد الأزمة تدهورا، إن لم تفجر الأوضاع فيها وفي حزم بغداد رأسا على عقب، مشيرا الى أن من أستشهودا هم من مناطق ( سنية) أحدهم مشهداني والآخر عبيدي ، ولهذا فمن المعيب وصف العملية التي إستهدفت هؤلاء الأبطال بأنها ( طائفية) ، وهم لديهم أصلا معلومات إستخبارية عن أي تحرك مضاد ، بل هم على علم بوصولهم وقتلهم ، لكن (خطأ فنيا) بمعالجة الموقف ، تسبب بإستشهاد ضابط وإصابة آخر بجروح بليغة !!

طروحات الدكتور محمود المشهداني، كانت واقعية ومنطقية وصريحة على الدوام، وتضع اليد على الجرح .. وكيف لا وهو إبن الطارمية ومن خبر دروبها وأهلها ورجالاتها، وهو يريد أن تبقى الطارمية قلعة صمود لمدن حزام بغداد ، تقف بوجه كل مد إرهابي، يريد أن يتخذ منها وسيلة لزعزعة الأمن والإستقرار في تلك المدينة، الواسعة والمترامية الأطراف ، والتي تعد أحد القلاع الجميلة الخضراء.. أما طيبة أهلها ومعلم وقفتهم فقد فاقت كل تصور!!

وإذا ما كان محتوى كل الحوارات التلفزيونية في طرح الحلول الناجعة على هذه الشاكلة، فإن هناك أمالا وتفاؤلا، بأن بإمكان من يعدون أنفسهم من وجهاء السياسة ومن مخضرميها من المكون السني ، بإمكان شعبهم الإعتماد عليهم، وهم يبقون رموزا، شئنا أم أبينا، إختلفنا معهم، أو توافقنا مع رؤيتهم..وقد كان الحوار مع السيد المشهداني ممتعا حقا، وقد عودنا في كل حواراته أن تكون على تلك الشاكلة ، وأن يرتقي صاحب القرار الى المسؤولية الوطنية والأخلاقية لنصرة أهله ومواطنيه في المحن التي يواجهونها!!

ودعاؤنا أن يجنب الباري منطقة الطارمية وأهلها التي تربطنا معهم علاقات وطيدة، كل مكروه، وتبقى تلك الواحة الخضراء الجميلة ، محفوظة بقلوب أهلها وشعبها، وعلى المزايدين ومن يدخلون سوق المناقصات السياسية والتجارية ، أن يتركوا لأهل الطارمية ووجهائها وكبار قومها أن يحموا مدينتهم ، وأن يحافظا على إستقرارها ، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، كما يقال!!

أحدث المقالات