العيار الذي لا يصيب يُحدثُ صدى، فإن كانت كتاباتنا لا تصيب فلعلها تُحدثُ الصدى، فيسمعها من بيده الأمر، ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعد.
تحدثنا فيما سبق، وطالبنا الحكومة الجديدة بعدة إجراءات، إتجاه شخصيات سياسية وهيئات حكومية، ولكننا لم نرى من الحكومة أي إجراء قانوني تجاه هؤلاء، ونحنُ مستمرون بمطالباتنا وكتاباتنا، فنكون بذلك(رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 165]).
العشرُ سنين الماضية، كشفت لنا النقاب عن حزبٍ كنا نظنهُ يحمل أوجاع الشعبِ، في نشأتهِ وقيامه، أو في أثناء معارضته النظام المقبور(معارضة دنيوية مادية في أحسن الأحوال)، حزب الدعوة الذي تسلم السلطة على طبقٍ من ذهب، قدمهُ لهُ إعلام وسياسة النظام السابق، بالإضافة إلى موافقته لجميع مقررات ومخططات الإحتلال الأمريكي، فأُبعدت المعارضة الأصلية وأُقصيت، وأستتب الأمرُ للدعاة.
إتضح جلياً للشعب أن هذا الحزب هو إمتداد لحزب البعث، ومختار العصر هو إمتداد القائد الضرورة، وميدو كرنديازر إمتداد زين الشباب، وصخيل وأبو رحاب إمتداد حسين وصدام كامل، وزينب العصر إمتداد لمنال يونس، لكن مدحت المحمود بقي إمتداد نفسه! لماذا يا ترى!؟
السبب واضح، فشبيهُ الشئ منجذبٌ إليه، وجميع الذين ذكرنا قد قضوا نحبهم، إلا المذموم المسموم(مدحت المحمود)، ولأن الفاسد يحبُ الفاسد، ولا أجسر على القضاء من مدحت المذموم أحد، فمن فتوى “قطع الأذن” للهارب من جيش القائد الضرورة، إلى فتوى المادة 4 إرهاب لكل من عارض مختار العصر، ومن فتوى ” البيعة الأبدية ” للقائد الملهم، إلى ” الولاية الأبدية ” للقائد الأفهم! إستطاع المحمود من أن يحافظ على مكانه ومكانته لدى الحكومة الجديدة، حكومة حزب الدعوة.
فساد المحمود أشهر من نار على علم، فلماذا السكوت عنه!؟
فإن سكت عنهُ مختار العصر للأسباب التي ذكرنا، فلماذا يسكتُ عنهُ العبادي إلى الآن!؟
لا يدلنا هذا إلا بأن حزب الدعوة، حزبٌ فاسدٌ برُمته، إلا فيجب طرد مدحت المذموم، وتقديمه إلى المحاكمة العادلة بأسرع وقت، وأما بغير ذلك فلا فرق بين العبادي ومن سبقه.
بقي شئ…
كشف ملفات الفساد كان الخطوة الصحيحة في حكومة العبادي، ومحاسبة الفاسدين هي الخطوة الأصح، وبغيرها فلا نفع للخطوة الأولى.