الحمد لله رب العالمين معز المؤمنين والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء سيد المرسلين وعلى ال بيته الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين، هو الذي اصطفاه الله على بني آدم أرسله ربه رحمة للعالمين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور . ويرفع عنهم الظلم والجورويهديهم الى طريق الله نور السموات والارض التي اشرقت بنور الرسالة المحمدية على الأرض، وشعت انوارها في بقاعها ، فإذا كان في البشرية من يستحق العظمة والخلود والتخليد فهو النبي الأكرم محمد ،فهو قدوتنا العليا وهو شفيعنا يوم القيامة وقائدنا إلى الجنة . إن محمداً صلى الله عليه واله وسلم يستحق رجل يستحق العظمة ونبي يستحق المجد.و كيف لا وقد أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراطه المستقيم إنه رجل واحد مقابل امة ، الذي استطاع بنصر الله وتأييده له وبصدق عزيمته وبإخلاصه في دعوته أن يقف أمام امة جاهلة ليدحض الباطل ويُظهر الحق حتى يحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون .إن هذا الرجل العظيم الذي استطاع أن يقف أمام العالم أجمع وأمام جهالات قريش وكفرها العنيد وأمام الأصنام وعبادة الكواكب وكل ما يعبد من دون الله وقف يدعو الله وحده لا شريك له ونبذ كل ما سواه ، بكل قوة وشجاعة وصلابة مهتديا بايمانه العميق بالله سبحانه وتعالى وبرسالته العادلة بنشر تعاليم الدين الاسلامي ،إنه بحق لجدير بكل تبجيل واحترام ليس فقط من أتباعه بل من كل من يفهموا العبقرية وخصائصها .إن الصفات التي تفردت في هذا الرسول العظيم لجديرة بأن يحصل على نوط الامتياز العالي ويحظى بكل تقدير واحترام . إنه بحق الأعظم من بين عظماء البشرية لما تميزت به شخصيته من فضائل اخلاقية وسمو ورفعة وشجاعة وعزيمة قل نظيرها فما أعظم هذه النعمة وما أعظمك يا رسول الله وقد منحك الله سبحانه وتعالى كل صفات الكمال من كمالات الدنيا والآخرة ما لم يمنحه غيره من قبله أو بعده . وقد أعطاه الله في الدنيا شرف النسب وكمال الخلقة، وجمال الصورة وقوة العقل، وصحة الفهم وفصاحة اللسان وقوة الحواس والأعضاء، والأخلاق العلية والآداب الشرعية من: الدين، والعلم، والحلم والصبر والزهد والشكر والعدل والتواضع والعفو والعفة والجود والحياء والوقار والهيبة والرحمة وحسن المعاشرة ما لا يستطاع وصفه وحصره. واكرمه واكرم امته وخصها وميزها على سائر الامم الاخرى
وما امتلك من عبقرية فذة من ان يجمع امة كانت مشتتة مقسمة وضالة بعد ان هداهها الى طريق الحق وجمع شمل امة متفرقة غارقة بجهالة العصر وصراعاتها القبلية الدموية
النبي الكريم كان خلقه أنساني قبل أن يكون إسلامي كان (صلى الله عليه واله)قبل البعثة يتحلى بالصفات الحميدة وأبرزها احترام الإنسان ومساعدة المستضعفين والترفع عن الانحراف الذي كان المجتمع المكي وقد كان قبل البعثة يلقب بالصادق الأمين وهذا اللقب لم يطلق على نبي ولا رسول ولا واعظ أو مؤسس للدين قبل أن يبعث أو قبل إن يعلن تعاليمه باستثناء الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم مما عزز ثقة الناس به وبرسالته السمحاء
وواجب المسلمين يتحتم احياء ذكراه فذكرى ولادة الرسول الاعظم وشهادته تعني استحضار انجازاته ومواقفه ورسالته بكل مفرداتها ومبادئها التي أحيا بها الأمة .واستحضار حياته ودراستها دراسة موضوعية بكل انعطافاتها وانجازاتها التاريخية ومواقفها الانسانية وعرضها على العالم ليكون الإسلام هو النظام العالمي بدل هذه الأنظمة الغامضة الدكتاتورية بشتى توجهاتها العلمانية والدينية والتي لا يعرف من ورائها ومن يديرها ويمولها وتعمل لمصلحة أي الدوائر العالمية الكبرى ؟ والبعض تسيد على العالم بفرض سلطة القوة والبطش والسلاح والارهاب
وان نبين للعالم بأكمله برسول الله وبإسلامه المبارك ونصحح كل الصور المسيئة التي حاولت قوى الارهاب الظلامي المدسوس على المسلمين بتشويه دين محمد الاسلامي والذي كان نموذجا للخلق الرفيع ونشر لغة السلام وننصح المفاهيم الخاطئة التي عندهم عن الإسلام والتي شوه مضامينها المنتحلين للإسلام ولم يتعمقوا في تعاليم الإسلام ولم يدرسوا الإسلام بل أسلامهم إسلام معاوية وغيره من المنحرفين الضالين الذين طمعوا بالاستيلاء على البلدان فلم يجدوا ما يبرر لهم أفعالهم إلا أن يقو لوا نريد إعلاء كلمة لا اله ألا الله والواجب الشرعي والاخلاقي ان نتسم كعرب وكمسلمين باخلاق النبي الكريم وان نسير على منهجه وسنته واستراتيجية عمله ومنجزاته وطرق واسلوب تأثيره في المجتمع، بعد ان وحد صف الامة وجعلها امة واحدة مجتمعة بكلمة لا اله الا الله تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر امة واحدة بكل الروابط والصلات الانسانية بشتى توجهاتها الفكرية وبغض النظر عن الجنس والعرق واللون لضمان نجاة الامة العربية والاسلامية من كل مخططات التأمر على الامة الاسلامية ودحر مخططات اعداء الامة
فقد أدرك المستعمر الغربي مبكرا تأثير الوحدة الإسلامية وخطرها عليه؛ لذلك سعى بكافة الوسائل لثني المسلمين عن التفكير بها من خلال سياسات التعريب المختلفة كما دق الغرب الأسافين بين الشعوب والدّول الإسلامية بإشعال النّزاعات المختلفة بينهما حتى لا تصل يوما إلى مرحلة الوحدة، فاهمية الوحدة الإسلامية تجعل الشعوب العربية والإسلامية كالجسد الواحد والبنيان المرصوص الذي لا يستطيع اختراقه أحد، بينما يمثل التّشرذم والتفرق علامة الضعف والهزيمة والفشل، لذلك وعندما كان المسلمون أقوياء عندما كانوا موحدين، في فترة تاسيس الدولة الاسلامية لم يستطع أعداء الأمة تحقيق ما أرادوه إلا عندما تفرق المسلمون وتشتت أهدافهم،
إنّ الوحدة بين المسلمين التي سعى الى تحقيقها النبي الاكرم وتطبيق قوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) هي شكل من أشكال التّكافل والتضامن والتعاون بين المسلمين الذين يجمعهم قاسم الدين الواحد والرسالة الواحدة فالمسلم لا يستطيع أن يقوم بمهام الحياة وأعبائها، ولا يستطيع الاطلاع بدوره على خدمة الأمة دون أن يضع يده في يد أخيه فيتعاونا على البروالتقوى والخير؛ فالوحدة الإسلامية هي سبيل تحقيق المعاني الإنسانية والقيم النّبيلة من رحمةٍ وتكافل ومؤاخاة. وان الوحدة بين المسلمين هي طريق النهوض بالأمة من الجوانب الاقتصادية والمادية، فنحن نرى ما يصيب دولنا المعاصرة من ضعف اقتصادي وتجاري واضطرابات سياسية وطائفية بسبب وجود مصالح خاصة لكل بلد، واطراف خارجية عبثية تحاول ان تضرب مقومات الوحدة بينما تعمل الوحدة الإسلامية على تكامل الأدوار بين المسلمين بحيث يقوم كلّ منهم بتقديم شكل من أشكال التعاون والدعم في سبيل الهدف الأسمى؛ فالدول التي تتمتع بثروات نفطية تقدم المال بينما تقوم الدول التي تتمتع بالكفاءة العلمية والأكاديمية بتقديم الكفاءات والخبرات، وإنّ محصلة ذلك أن تتكامل الجهود والأدوار فترتقي الامة وتتقدم بالعلم والمعرفة وان تكون يد واحدة لمواجهة كل التحديات ودحر كل المؤامرات والفتن والاضطرابات التي تقف في وجه الامة لاجهاض مشروعها الرسالي والانساني العالمي والذي قاد مشروعه الكبير الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي كان رجل يقود امة وامة منقادة في رجل واحد متمثلة بكل القيم والفضائل الاخلاقية التي اسسها وشرعها حسب شريعة السماء ووفق منظومة الحق والعدالة وصلاح الأنسان