من محاسن الصدف أنني عملت مع الإعلامي القدير الزميل العزيز محمد حنون بين عامي 2004 و 2005 ، رئيسا للقسم السياسي بجريدة الفرات الدولية ، الواسعة الإنتشار انذاك ، كونها كانت جريدة مستقلة ، وكان الزميل محمد حنون مدير تحرير تلك الجريدة ، وهو من أنشط قياداتها ومن ادار مهامها الصحفية وأقسام الجريدة ، في وقت كان هو أيضا الناطق الرسمي لوزارة التربية .

وشخصيا أعد الزميل محمد حنون أفضل مدير إعلام لوزارة التربية والناطق بإسمها في عهد الدكتور سامي المظفر ، الذي يعد هو الآخر أفضل وزير تقلد مهام وزارتي التربية والتعليم العالي للسنوات 2004 – 2005 ، وأسهم الرجل في رفع شأن الوزارتين ، وفي تعيين آلاف المعلمين والمدرسين ، وجلب آلاف من الأساتذة الاكفاء من كل التخصصات في الجامعات والمعاهد، وفي الإرتقاء بالعمل التربوي والتعليمي خطوات متقدمة الى الأمام، وقد كتبت عن السيد الوزير المظفر قبل سنوات مقالا يشيد بمآثر الرجل ومناقبه في تلك الوزارتين لما وجدت لديه من حرص نابع من مسؤوليته الوطنية والتربوية في رفع شأن التربية والتعليم وتطوير قدراتهما في مختلف المجالات.

في عام 2006 التحق الزميل محمد حنون للعمل بوزارة التجارة مديرا لمكتبها الإعلامي وناطقا بإسمها ، ومن ثم تولى مهام مدير عام لأكثر من موقع إداري مهم بوزارة التجارة ، وأدار كل من العمل الإعلامي والتجاري طيلة تلك السنوات فيها بكفاءة ونجاح يشهد لها الكثيرون، بل كان أشبه بخلية نحل حافلة بالنشاط وطموحه المشروع لايتوقف عند حدود.

عمل الإعلامي القدير والإداري المحنك محمد حنون بجد واخلاص أيضا مع وزير التجارة الأستاذ أثير الغريري في أكثر من موقع اعلامي واداري ، وكان لكل من السيد وزير التجارة ومدرائه العامين والناطق بإسم الوزارة الدور الكبير في إنجاح الدورة الـ ( 47 ) لمعرض بغداد الدولي التي عدت عرسا وطنيا يشهد له العراقيون بأنه كان من أفضل معارض وزارة التجارة ، وشاركت فيه عشرات الدول العربية ودول الجوار والدول الاجنبية وشركاتها المهمة ، وكانت مشاركة الشركات السعودية والخليجية والتركية وغيرها من شركات الدول المشاركة متميزة، وجرى إفتتاح المعرض بحضور رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني الذي أشاد بمشاركات الدول وعروضها البهيجة.

وأشرت في عدة مقالات كتبتها عن معرض بغداد الدولي لوزارة التجارة قبل الإفتتاح وخلاله وفي حفل إختتامه ونشرت بمواقع ووكالات وصحف عراقية وعربية بينها موقع ميدل أيست اون لاين، ووصفته بأنه كان كرنفال فرح وعرسا عراقيا أبهج آلاف العراقيين الذين حضروا حفل إفتتاح المعرض الهيبة، وعند حضورهم بقية ايام إفتتاح المعرض وفي حفلته الختامية البهيجة ، بحضور رموز الإبداع في الغناء العراقي الذين أسعدوا الجمهور العراقي بتلك الليلة التي اعادت لبغداد ذكريات الف ليلة وليلة وكل الألق وجواهر الدرر التي عاشتها بغداد وإزدانت بها تلك العروسة الغناء في عز عهدها الذهبي في قرون مضت.

وبسبب طموح الزميل المقتدر محمد حنون وسعيه الحثيث للإستفادة من البحث العلمي والميداني في مجالات الإدارة والقانون فقد حصل على شهادة الماجستير في القانون وهو الإن طالب دكتوراه ، وهو طموح مشروع يؤطر نشاطه الإداري في ميدان الدراسة الأكاديمية لتطوير قدراته في البحث العلمي والميدان القانوني ، الذي يعمل جاهدا لتنمية قدراته الأكاديمية والتطبيقية في العمل الميداني الإداري بكفاءة وإقتدار .

وهو عضو قيادي بارز في نقابة الصحفيين العراقيين في ظل قيادة الأستاذ مؤيد اللامي لمسيرتها ، وقد إنتخب الزميل محمد حنون عضوا لمجلس النقابة ومن ثم نائبا للنقيب قبل أكثر من سنتين ، ولديه إسهامات فاعلة في العمل الإعلامي وفي الدفاع عن حقوق زملائه الصحفيين أو تسهيل مهام الخدمة الإعلامية التي يطلبونها ، في الوزارات التي عمل بها منذ عام 2005 حتى الآن.

من مآثر الرجل أنه عمل مدير عام الحبوب بوزارة التجارة في أصعب أزمة غذاء مر بها العالم ، وإستطاع تجاوز أزمتها من خلال اجراءات استثنائية ولم يتعرض المواطن العراقي الى اي مشكلة تتعلق في أمنه الغذائي في ذلك الوقت كما يشهد له الكثيرون ممن عملوا معه في وزارة التجارة..

تسنم الاستاذ مهام مدير عام الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية وأسهم في تمرير مشروع السلة الغذائية الذي يستلم من خلالها المواطن العراقي سبع مفردات غذائية كاملة وحققت الامن الغذائي.

كما تسنم مهام منصب مدير عام الرقابة التجارية والمالية ، وهي تعد من وجهة نظر متابعين للشأن الإقتصادي أفضل فترة لهذه الدائرة من خلال حزمة إجراءات رقابية ومالية تم فيها التعامل مع ٢٧ ملف فساد او ملاحظة من هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية ، وبعد جهود كبيرة الغيت تلك الملاحظات بعد التعامل معها اداريا وقانونيا.

يعد السيد محمد حنون شيخ الناطقين الرسميين في دوائر إعلام عدد من الوزارات ..فمنذ عام ٢٠٠٥ كان الناطق الرسمي لوزارة التربية كما أشرنا ، بعدها تولى مهام الناطق الرسمي لوزارة التجارة منذ عام ٢٠٠٦ ولحد الان .

يعرف عنه من العاملون معه أنه تعامل مع كل أزمات وزارة التجارة عندما تعرضت للضرر مرات كثيرة بسبب الدفاع عن مؤسسته الحكومية وحرصه على تقديم الخدمة المطلوبة في التعامل مع المواطنين على إختلاف قطاعاتهم.

يذكر أن الزميل والإعلامي القدير محمد حنون بدأ العمل الصحفي عام 1989 في جريدة رياضية كان فيها المراسل الأكثر نشاطا ، وتم تكريمه مرات عدة بسبب العطاء الصحفي وتميزه في العمل الاعلامي ومواكبة الأحداث الرياضية.

وتنقل الرجل بالعمل في صحف كثيرة محررا” ومراسلا” بعد عام ٢٠٠٣ وأسهم بإصدار صحف الدستور والساعة والصحاف ومديرا لعدة صحف منها مديرا” لتحرير جريدة الفرات الدولية و”مؤسسا” لجريدة الملاعب الرياضية التي كانت تصدر مع جريدة الفرات وتتبع الاتحاد العراقي لكرة القدم ، كما أصدر جريدة القرطاس والقلم الصادرة عن وزارتي التربية والتجارة ، وأسهم في إعداد برامج تلفزيونية عن عمل الوزارتين.

ولكونه نشيطا في العمل الإعلامي وبسبب علاقاته المتميزة بالأسرة الصحفية وله مقبولية واسعة بين أعضائها فقد إنتخب الزميل محمد حنون في الدورة السابقة عضوا لمجلس نقابة الصحفيين العراقيين بعد إنتخابه من الهيئة العامة لنقابة الصحفيين العراقيين وعمل مسؤولا” للجنة الثقافية والاعلامية كذلك مسؤولا” لفروع المثنى والديوانية والناصرية والنجف..

وبسبب تلك العلاقة الطيبة والواسعة مع زملائه الصحفيين والإعلاميين والشعبية التي يتمتع بها ، فقد تم انتخابه نائبا لنقيب الصحفيين العراقيين في المؤتمر الانتخابي للنقابة الذي عقد في مقر النقابة عام 2023 ..

كما كان له دور فاعل في إصدار جريدة الناصرية بمحافظة ذي قار وهو من مؤسيسها الحقيقيين ، حيث كانت الخطوة الاولى في تطوير وتنمية المشهد الصحفي والاعلامي في المحافظة ، بعد أن ساهم في رفد المحافظة بعدد كبير من الصحفيين الشباب لازال يشكلون علامة فارقة بالمهنية والشجاعة .

عمل رئيسا لرابطة الصحفيين الشباب في محافظة ذي قار في بداية مشواره الصحفي ، وكانت نقطة تحول كبيرة في استقطاب عدد كبير من الصحفيين الشباب في المحافظة ، وإتسم عمل تلك الرابطة بالجرأة وإستطاعت التوسع بأنشطتها في اغلب مناطق المحافظة لدرجة أنها كانت تنتقد بقوة من خلال عمل أعضائها مراسلين في الصحف الاسبوعية، وعمل مديرا لإعلام محافظة ذي قار لعامين..

هذا غيض من فيض مما يمكن ان نكتب عن عطاء زميلنا المبدع الأستاذ محمد حنون ، وهي سيرة معطرة بأريج الإبداع والعطاء ، وأسهمت شخصيته المقربة من نفوس الكثيرين وطبيعتها المرحة والمتفائلة في أن يكون له حضور متميز ، وهو ما يزال شمعة متقدة من العطاء ولديه سجل حافل بإنجازات كثيرة يفخر به الرجل ويعدها كنزه الثمين الذي لايقدر بثمن.