22 ديسمبر، 2024 9:25 م

محمد باقر الحكيم من المنفى الى الخلود

محمد باقر الحكيم من المنفى الى الخلود

محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي ١٩٣٩-٢٠٠٣، من أوائل مؤسسي المعارضة العراقية ابان ثمانينيات القرن الماضي، مع محمد باقر الصدر وبقية المعارضين للنظام العفلقي السابق، فشكلوا تهديدا محتماً على صدام ونظامه، فأخذا بهم وبذويهم الاعتقالات والمضايقات والترهيب وانواع التعذيب مأخذا، مما اضطره الى الاتجاه الى الجمهورية الاسلامية ايران بعد الثورة هنالك وحكم الولي الفقيه حينها الامام الخميني.

اخذ على عاتقة في المنفى ان يطلع العالم على معاناة الشعب العراقي، وما يحصل له في ظل هذه الحكومة الجائرة، فشكل اوائل المعارضة تشكيلا عسكريا عرف حينها بفيلق بدر الظافر، وايضا المجلس الاعلى الاسلامي للثورة الاسلامية، فيلق بدر او ما عرف داخل العراق مجاهدي الاهوار الذين كان لهم صولات وجولات داخل العراق ضد جلاوزة صدام، اما سياسيا فكانت مؤتمرات المجلس الاعلى ومن معه من المعارضة، ذات تأثير بالغ على سياسة العالم والتعاطف مع الشعب العراقي، الذي كان حينها يعاني الامرين وخصوصا بعد انتحار النظام ودخوله الكويت، واخراجه من الكويت و تكبيد الجيش خسائر بشرية ومادية فائقة، على اثرها فرض الحصار وبدء الجوع ومع ذلك ازدادت سطوت النظام ضد من يعارضه، فكل ما كان يحصل للشعب والفقر المعيشي الذي حل بهم، كان ينقل في مؤتمرات المعارضة وفي مجلس الامم المتحدة.

فبعد صولات وجولات للمعارضة و بقيادة محمد باقر الحكيم، اسقط نظام البعث الظالم، ودخل الحكيم محررا منتصرا من الجارة ايران بتجاه الاراضي العراقية، لم يكن احد يتوقع حجم الاستقبال الذي حظي به!، فور وصوله للعراق كان خطابه موجها للجميع دون تمييز، مفكرا ببناء دولة جديدة تقوم على اساس العدالة والعدل واخراج الامريكان بعد انجاز مهمتهم، فكان صاحب العقل الراجح والمقرب لمراجع الدين كافة ويحظى بغطاء شرعي وعقل سياسي راسخ، ولكن للآسف هذا الخطاب لم يعجب الامريكان ولا اصحاب العقول الجاهلة من ابناء جلدتنا، فكانت ازاحته عن الطريق واجب لهم، ولكن لسوء حظهم وحسن عاقبته، حتى في رحيله كان شامخا، فكانت الجمعة ٢٩ من اب ٢٠٠٣، عند ضريح الامام علي وبعد خطبة الجمعة التي اعتاد الناس على امامته لها بعد تغيير النظام، فكان في رحيلة صدمة للعراق والعالم اجمع، ليس لذنب سوى حبه وهمه للعراق والعراقيين.

النتيجة ان محمد باقر الحكيم رائد المقاومة العراقية وصاحب الاثر البالغ بعد سقوط الصنم، فلم يأتي احد بعده بمكانته، ولكن لازال خطة قائما من عبد العزيز اخاه وحتى الان متمثل بمن يتبع فكره ولا يحيد عن دربه، فمثل هذه الشخصية لابد ان تحظى بتابين عراقي ولا سيما ان ذكرى رحيله في الاول من رجب اصبحت يوم الشهيد العراقي، فعلى كل محب ومدين للحكيم باقر ان يقف اجلالا للشهداء ولهذا الشخص المطرز بالتاريخ النير من اجل العراق واهله.