23 ديسمبر، 2024 3:17 م

محمد باقر الحكيم: لا تجعل رأسك كمقبض الباب!

محمد باقر الحكيم: لا تجعل رأسك كمقبض الباب!

شاعر معلقات، من كنف المرجعية الدينية الحكيمة، أرخ زماناً مشرقاً، لم يستطع النظام البعثي الجاهلي مواجهته، لأنه فارس عراقي علوي همام، قارع الظلم والقمع، حمل خشبة صلبه على كتفه، طوال عقدين من الزمن، وكأن سراً مقدساً سرى مفعوله، بين الأهوار وبين شهيد المحراب، ليحمي الجسد المبارك، بغية إسترداد الحقوق المشروعة المسلوبة، من قبل مدافن الطاغية، الذي مزق الذات والوطن معاً!بين صراخ ضحايا، وضجيج حروب باطلة، تسرع خيول الجنوب المقاوم بصهيلها، لتعلن تحيتها لمرجعية ثائرة، لا تغادر ريشتها المقدسة، فتاوى الإعتصام والمرابطة والجهاد، لتملأ صدور العراقيين عزيمة وشموخاً، عليه وجه شهيد المحراب (قدس سره) خطابه الى الجماهير، قائلاً: لا تجعلوا رؤوسكم كمقبض الباب، يحركه الاعداء متى ما شاءوا، بل كونوا باباً وسداً منيعاً بوجههم، فأنتم بطوائفكم ومكوناتكم، أشرف من مسمياتهم! بكاء يفيض بالحنين الرائع، معلق على محراب الشهادة، في وادي السلام، حيث خرجت الكرامة، تبحث عن مرعى جديد، في قدم عند مليك مقتدر، لتدور قصة الشهيد محمد باقر الحكيم، (رضوانه تعالى عليه) في أروقة الجنان، لتحكي أسطورة المجاهد، والمرجع، والقائد، تموج سجاياه على مسامع الشهداء الأحياء، على أن مَنْ يقصها عمامة مقدسة، يتوهج ضوؤها بما يمدها، من زيت قداسة آل الحكيم! مدرسة الشهيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، سلاح إستثنائي أنتجته الأمة الإسلامية، وسط مشاعر متدفقة، من الحب والولاء للمرجعية الرشيدة، وعندما إغتاله الحقد، فإنهم حاولوا مسك مقبض الباب، ليفتح الشعب الباب على مصراعيه، لدعاة الطائفية والقومية، لكن جهاد الجنوب، بقيادة شهيد المحراب ومشروعه الرباني، حمل قضية وطن وهوية، فكان اللون ثورياً أرجوانياً، والعطاء إستشهادياً، لعالم يمضي الى النهاية الخالدة!الجرأة في المقاومة المسلحة، وإقتحام المسالك البعثية الوعرة، التي إن إراد طاغيها، الإحتفال بمولده المشؤوم، فإنه يأمر بإعدام ثلة مؤمنة، تنكيلاً بحريتهم الحمراء، فهؤلاء الطغاة الضعفاء، أشبه بآلة الدم تفكر بشيء أحمر، من خلال أشياء أخرى، كالمفخخات والعبوات، لذلك كانت عودة شهيد المحراب، مسكاً صلباً لمقبض الباب، وإحكام غلقه على دعاة الفتنة، والتفرقة، والتناحر، وهو أروع ما أبدع فيه الحكيم(قدس)! هناك حكمة قالها أحد الأحرار: (جيلنا معذب وثائر، عاش في الأرض الخراب، لكن مَنْ رأى السلاسل، تمزق أجساد العبيد، لا يفكر إلا بالحرية الحمراء)، وهذا يجعل حلم مشروع الأمل، بدولة عصرية عادلة ممكن الحصول، على الأ نكون كمقبض الباب، يحركه الحقد والظلم متى ما شاء، فإمامنا أمير المؤمنين، علي (عليه السلام) يقول: (فاز مَنْ أصلح عمل يومه، وإستدرك فوارط أمسه).