19 ديسمبر، 2024 2:12 ص

“محمد” النبي الأمي.. والعرب تفتخر بمعلقاتها؟!

“محمد” النبي الأمي.. والعرب تفتخر بمعلقاتها؟!

خلق الإنسان وتميز بوجود العقل، هو المسئول عن كل خطواته الباطنية والظاهرية، أمر الخالق بمركزية القرار، والعقل يراس تلك المركزية، لذلك قال جل جلاله للعقل البشري “بك أثيب وبك أعاقب” من هذا المنطلق توجب على الإنسان أن يحكم عقله جيدا، قبل إن يتخذ إي قرار، ويفكر به جليا، ولا يتبع أحدا، بلا وعي وإدراك، وان يوزن الأشخاص والأشياء والأقوال، وهذا ما أكدته الآية الكريمة في قوله تعالى{ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } .

الاستماع يكمن في الإذن، وإما الإتباع فهو يكمن في العقل الذي يميز بين السيئ والحسن، والذي إشارة له الآية الكريمة في الاستخدام العقلي وإتباع الأحسن، بعد كل هذه المعطيات، يحتم علينا إعادة النظر في كثير من التفاسير والمفاهيم العالقة في أذهان الناس، والإساءات التي تشير إلى نبي الرحمة، نبي الإسلام محمد(عليه وعلى اله أفضل الصلاة وأتم التسليم)، التي من خلالها تجرئ المنحرفون على المساس بقدسيته العظيمة، كما حصل في الرسم الكاريكاتير، والفلم المسيء للرسول (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام).

كان العرب قبل الإسلام، يشتهرون بالأدب والشعر والكتابة، والترتيب أللفضي للكلمات، التي ترسم الصور الشعرية الجميلة، كثير من المطلعين على سيرة النبي يقر بان النبي محمد (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام) كان من أشراف القوم، وسيدهم، بل هو أعلم الناس وأنصحهم وأفصحهم لسانًا، وأقواهم بيانًا، وأكثرهم حياءً، يُضرب به المثل في الأمانة والصدق والعفاف، وكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدبًا، وأوفرهم حلمًا، وأكملهم قوة وشجاعةً وشفقةً، وأكرمهم نفسًا، وأعلاهم منزلةً، بشهادة الجميع.

كيف نرتضي لمن في قلبه مرض أن يصف نبينا، بأنه لا يقرأ ولا يكتب؟ الم تكن تلك من الصفات الذميمة في ذلك المجتمع، المشتهر باللغة والبلاغة والفصاحة، وكان عليه الصلاة والسلام سيد البلغاء وأفصحهم قولا، وأصدقهم قيلا، وهناك حوادث كثيرة تشير إلى النبي الخاتم (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام) في الكتابة يمكن للباحثين الوصول إليها بسهولة.. وأما قوله تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ … الأعراف”157″).

أجمع الجهابذة العلماء، بل وأساطين اللغة العربية ، القاصي منهم والداني من المتقدمين والمتأخرين، بأن عبارة (النبي الأمي) “صلى الله عليه واله”، تعني الذي لا يجيد القراءة والكتابة، فلا تكاد تفتح معجماً ، أو تفسيراً، إلا وتجد فيه هذا المعنى، عجباً لذلك الرأي ولهذا الإجماع..! لن أخوض كثير في هذا الأمر، فهناك مفسرين وعلماء، يمكن الرجوع إليهم، ولكن ما أحاول تبيانه، إن العبارة (النبي الأمي)، فالأمِّي: لغةً نسبة إلى الأم أو الأمَّة ، فأمَّ يؤم أمّاً وتأمم . وائتمّه: قصده ، وأمَّ القوم إمامة ، وإماماً بالقوم: تقدمهم بمقصدهم فكان إمامهم .

اليهود قالوا: {…لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ…} سورة آل عمران (75) فقولهم هذا معناه: ليس علينا في العرب الذين أمُّوا لمحمد فتبعوه، إذن (الأمي) ، أي: مَن تؤمُّ له الخلائق كلُّها ، وبهذه التبعية العليَّة. لإماميته الكبرى، تتم الشفاعة فالجنَّة، وهناك كثير من الأمثلة سأترك بحثها للقارئ الكريم، فسلام عليك يا حبيب السماء يوم ولدت ويوم قتلت ويوم تبعث حيا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات