18 ديسمبر، 2024 11:29 م

محمد الصدر وتأييد السماء

محمد الصدر وتأييد السماء

هناك أمورٌ لا تخلو من أهمية وفائدة ولكنها تحتاج الى التوثيق والتسجيل لمن عاصرها وشاهدها..
وهذا ما أود المساهمة فيه لإحتمال أن يكون له تأثيرٌ على القارئ مما يؤدي الى شحذ همته على الإقبال على الطاعات وترك المعاصي…. وأيضا لابد أن نساهم في كتابة التأريخ الذي عاصرناه حتى لا نلجأ الى أشخاص لم يعاصروا الأحداث!!!!
وبعد هذه الكلمات ابدأ بعرض بعض هذه الأمور والدعوة عامة لجميع من عاصروا السيد محمد الصدر(قدس) الى تدوين وتسجيل المواقف والأحداث التي صاحبت تلك الفترة المهمة من التأريخ الإسلامي والإنساني.. وعلى وجه الخصوص تاريخ العراق..
قبل أن يبزغ نور وشمس السيد محمد الصدر(قدس) أقصد تصديه للمرجعية والقيادة الفعلية للحوزة والمجتمع..
قبل ذلك التصدي كان العراق يعيش ظروف صعبة قاسية من الجوع والفقر والمرض ومن المؤكد ان كل هذه الامور لا تجعل الشخص يهتم بإمور الدين بل هي تعتبر من أعظم الفتن التي تؤدي الى التورط في المعاصي وهذا ما قد حصل بالفعل في تلك الفترة لدى الكثرة الكاثرة من أبناء الشعب العراقي آخذين بنظر الإعتبار ان الدين كان من أعظم الممنوعات التي ذهب مئات الالاف ضحية تمسكهم بالدين بسبب القمع والإضطهاد ولم يكن هناك صوت للدعوة الدينية..
إن تلك الفترة هي من أظلم الفترات التي عاشها أبناء الشعب العراقي من ظلم.. جوع.. فقر.. مرض.. احزان.. حروب.. تسلط زمرة البعث.. إنحدار في الاخلاق وإنتشار الفساد…الخ والشيء الملفت أن المطر لم ينزل لعدة سنوات بالرغم من إهتمام النظام البائد بالزراعة في فترة الحصار الشامل.. حتى كنا في ذلك الوقت نتوقع أن يخسف الله بنا الأرض بسبب ما نراه من الفساد والإفساد وإنتشار الحانات والخمور والغناء والرقص والزنا واللواط…الخ لكن في فترة تصدي السيد محمد الصدر(قدس) لقول كلمة الحق وهداية الناس تغّيرت الأحوال فالسماء تمطر كل أيام الاسبوع عدا يوم الجمعة وأيضا قد خف الحصار بمذكرة النفط مقابل الغذاء والدواء والتي يسميها العراقيون (النزلة) يعني نزول الاسعار وقد حصلت مشكلة في تلك الفترة وهي مشكلة الديون التي كانت بالدينار العراقي الذي زادت قيمته الشرائية وكان السيد محمد الصدر (قدس) صاحب المبادرة التي تبناها من خلال الفقه الإسلامي وهي الصلح ومن خلال الصلح كفا الله شر الفتنة بين أبناء العراق..
الأحوال تغيرت ولاول مرة يأكل العراقيون الرغيف الابيض.. وأنخفضت معدلات الجريمة من 95% الى 5% والسبب معروف هو توبة الكثير من الناس والتحسن النسبي للمعيشة..
إن هذه الظروف هي رحمة خاصة من الله سبحانه وتعالى إكراماً لهذا العبد الصالح وتأييداً له بعد أن حاربه الكثير من الظالمين..
وفي تلك الفترة شهدت الصلوات المشتركة بين السنة والشيعة وكذلك إنخفض معدل هجرة الشباب الى خارج العراق..
إن تلك الفترة تمثل إنتصار السماء وإنتصار الإسلام حيث دخل الكثير من الأفراد للاسلام عن قناعة وإيمان وكان دخول هؤلاء للإسلام حجة دامغة على كل من لم ينصر السيد محمد الصدر (قدس) وشهدت تلك الفترة توبة أشخاص عديدين ممن كان الناس يعتقد بإستحالة توبتهم وهدايتهم..
إن إخلاص السيد محمد الصدر (قدس) وعبادته وخوفه من الله وشعوره بالمسؤولية تجاه تكليفه هو الذي (بفضل الله) صنع هذه الثورة المعنوية التي عجزت الكثير من الثورات أن تؤدي وتنتج هذه النتائج العظيمة..
إنها ثورة عظيمة نهلت من معين ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) لأن السيد محمد الصدر (قدس) تصدى لهداية الناس وهو يعلم أن مصيره الشهادة وإن هداية الناس ونفعهم هو السبب وراء عدم تعجيله بالشهادة وقد دام هذا التأخير تسعة عشر عاماً وقد وفقه الله لهداية الناس وللشهادة معا