18 ديسمبر، 2024 11:23 م

محمد الصدر رحمة الله في زمن الخوف

محمد الصدر رحمة الله في زمن الخوف

بالرغم من كل الأموال التي أنفقها صدام من أجل الصد عن سبيل الله ومن أجل محاربة الشعائر الدينية ومحاربة الدين والمذهب وبالرغم من تجنيد الجيوش من المخابرات والإستخبارات والأمن والجواسيس من النساء والرجال والبعثيين وغيرهم كثير وبالرغم من المعتقلات والسجون والمشانق السرية والعلنية والمقابر الجماعية وتهديم البيوت على ساكنيها بالرغم من ذلك كله فقد بدء صدام وعصابته البعثية القذرة بقيادة إبنه المقبور عدي في نشر الفساد والحانات والخمور والأغاني والأفلام الفاضحة والمسلسلات المدبلجة والتشجيع على السفور والدعارة.. الخ وهذه الحملة الجديدة جاءت متزامنة مع الحصار الإقتصادي الخانق الذي خنق الشعب العراقي جوعاً.. حيث لا غذاء ولا دواء ولا مال يستطيع به المواطن شراء ما يحتاجه لأجل الحفاظ على حياته..

فكان المشهد مكتملاً للظلم الشمولي..

وفي تلك الفترة إنحدرت أخلاق الناس الى درجة عجيبة وغريبة من التسافل فكانت تلك الفترة تمثل الأرقام القياسية في تأريخ العراق في عدد شاربي الخمر وعدد السارقين وعدد المرتكبين للفواحش من زنا ولواط ومن كلا الجنسين وعدد الذين لا يصلون ولا يصومون بل إن الملايين من المؤمنين يجهلون ولا يعرفون التقليد وأبسط أحكام الشريعة..

إنه بحق زمن الأرقام القياسية في التسافل الذي أراد تحقيقها صدام وعصابة البعث القذرة..

وكان المقبور صدام هو من أكبر المتسببين والمريدين لهذا التسافل للشعب العراقي بالرغم أنه في تلك الفترة اطلق الحملة الإيمانية التي كانت مجرد حملة شكلية لأنه يريد ان يغطّي بذلك على الفساد والرذيلة التي كان يموّلها بأموال الشعب المظلوم..

وما أن شعر صدام بالإنتصار على الشعب في القضاء على دينه لأنه بوضوح حارب الشعائر الحسينية التي عجز عن محاربتها الطغاة على مر التأريخ…. ما إن شعر بالنصر وتنفس الصعداء فقد أرسل الله عبده الصالح المؤمن السيد محمد الصدر(قدس) لكي يحطّم كل ما بناه صدام طوال عشرات السنين…

وقد يستغرب البعض و يتسائل كيف أرسل الله السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) منقذاً للشعب العراقي من ذلك الخسران المبين؟

والجواب هو أن المتتبع للسيد محمد الصدر(قدس) خلال حركته المباركة ومن خلال تصريحاته في بعض اللقاءات الصوتية حيث قال ما مضمونه إن السبب الذي جعلني أتصدى للحوزة والمجتمع والمرجعية هو التكليف الشرعي اي وجوب التصدي..

فالهدام حينما بالغ في نشر الفساد والرذيلة كان هذا بحد ذاته موضوع لوجوب تصدي السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) لأداء المسؤولية الشرعية..

وهذا هو معنى إن الله ارسله إلينا منقذاً…

وكان(قدس الله سره) كثيراً ما يقول إننا نعيش في نعمة خاصة……

وهذا الجواب بحسب الظاهر بغض النظر عن كون السيد محمد الصدر(قدس) كان من أعاظم العرفاء كما لا يخفى..

وسبحان مغيّر الأحوال من حال الى حال لقد تربى الشعب العراقي على يد هذا المصلح ولا يستطيع هذا القلم القاصر في وصف تلك الفترة وإعطاء حقها لأن قصص الهداية للأفراد لاتعد ولا تحصى وأنا اتحدى اي إنسان بما فيهم محبي الشهيد محمد الصدر(قدس) والذين أهتدوا على يده أن يكون فيهم واحد قد إطّلع على كل قصص الهداية التي حدثت وقتئذ ولازالت تحدث الى يومنا هذا وستستمر بعون الله تعالى الى ظهور صاحب العصر والزمان أرواحنا لمقدمه الفداء وليت شعري أن يتصدى البعض لأجل توثيق بعضها… والسر في تعذّرالإطّلاع على جميعها لأن عدد هذه القصص تجاوز الملايين فهل يستطيع الفرد الإعتيادي ان يطّلع مثلاّ على أربعة ملايين قصة.. كلا لا يستطيع…
محمد الصدر كان أمة قانتا لله..
إنه تربى على يد محمد وال محمد..