18 ديسمبر، 2024 8:49 م

محمد الجواد.. مقوم إجتماعي على مر العصور

محمد الجواد.. مقوم إجتماعي على مر العصور

يشكل تاسع الأئمة المعصومين، في المذهب الجعفري، الإمام محمد الجواد.. عليه السلام، قيمة إجتماعية تقوِّم سلوك الفرد وتسهم في بناء المجتمع؛ لما كرس حياته له من علم كان شاقول الدولة العباسية، إبان خلافتي المأمون والمعتصم.. حثهما على ترجمة آداب الأمم وإنشاء دار الحكمة، التي جمعت المترجمين من ديانات إحتكم في التعامل معهم الى العلم وليس الإنتماء الفئوي.

وبحلول وفاة محمد الجواد 30 ذو القعدة 220 هـ فتشت في سيرته.. عليه السلام، فوجدته تسلم العصمة شاباً، بوصية من والده.. الإمام علي الرضا.. عليه السلام، وجهها الى المأمون؛ عندما عينه والياً على خراسان، وصان المأمون الأمانة بإستقدام الإمام محمد الجواد.. عليه السلام، من المدينة المنورة، الى بغداد.. عاصمة العباسيين، وزوجه إبنته أم الفضل، وأعلنه إماماً معصوماً بعد وفاة الرضا.. عليه السلام؛ إلتزاماً من المأمون بالوصية، في تسليم العصمة للجواد.

أين الضرر وأين الضرار؟ هل زوجه إبنته وأعلنه مستشاراً تلتزم الدولة بعلمه، ورباه على يده.. مع إبنته أم الفضل زوجةً؛ كي يقتله!!!!!

دس أعداء الإسلام مفاهيم خاطئة، إتمنى أن تشهد المكتبة الإسلامية حملة تصحيح لها، تضع الأمور في نصابها… لا أظن عاقلاً يقتنع بأن المعتصم كلف بنت أخيه.. أم الفضل، بدس السم لزوجها في الطعام! ولماذا؟ قبل العباسيين أجبر الأمويون أهل الكوفة على البراءة من الحسين.. عليه السلام، في الطف 61 هـ؛ ليواجه جيش يزيد الذي فاق خمسة آلاف، بإثنين وسبعين.. أولاده وإخوته وأبناؤهم وصحبه.. زجر زياد بن أبيه الكوفة فإزدجرت بلمحة عين؛ وذبحوا الحسين بعد أن يأسوا من البيعة.

الضراوة في تدعيم أركان السلطة بجماجم الأنبياء والأولياء والفرسان، لن تقنع محللاً تاريخياً بأن خليفة بقوة المعتصم، الذي إحتل عامورية المنيعة بخيل بلق.. بيضاء؛ إستجابة لنخوة حرة هاشمية، سلبها جندي روماني، في الثغور.. الموانئ؛ فصاحت: – وامعتصماه!

رجل بهذه الفروسية، يجبر إبنة أخيه على أن تدس السم الى زوج صباها.. حفيد الرسول.. صلى الله عليه وآله، الذي إختاره لها أبوها المأمون، وهما.. كلاهما أم الفضل والجواد، لم يتجاوزنا الحادية عشرة من عمريهما؛ فأي تعلق سينشأ بهذا العمر بين بنت الخليفة وأمام الأمة، حتى سمي محمد الجواد؛ لفرط جوده كرماً لوفرة ماله مرفهاً في كنف السلطة…

إنه رجل علم، كرس حياته لإستعارة علوم الأمم التي إحتلها العرب.. تثاقفاً.. ولم يرَ سيفاً في حياته.. لكن في ما بعد تسللت أدبيات الأمم المناهضة للإسلام والعروبة، وأحالت التشيع الى خلاف سلطوي، في حين الشيعة فئة إجتماعية، إلتفت حول الفكر الجعفري.. نسبة الى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق بن موسى الكاظم.. سادس الأئمة المعصومين، مشكلين مذهباً جدلياً، ذا منهج إستقصائي يصادر عناصر السلطة العربية لصالح أعدائها المعروفين تاريخياً بلوي الحقائق إستغلالاً لإلتباس المعاني وهي تتداخل مع أحداث مضطربة.. سياسياً وإجتماعياً تحت غطاء ديني يشرعن الإثم ويكشف وصولية رجال دين يبرأ منهم الله ورسوله والخلفاء الراشدون والأئمة المعصومون والأولياء المنتجبون.

تلك هي المشكلة الشيعية كمذهب فكري، أسس لفئة إجتماعية إلتفت حوله؛ لأن السلطات تخشاه؛ فتبطش بمن يلتزمه، وملتزموه يخشون سلطة لا حول لهم برد بطشها سوى معابد تقام حول قبور الأولياء، ينفثون في أضرحتها سم ألم يتكيس في الأرواح شائباً العقول، بحثٍ من أمم موتورة.. عداءً للإسلام والعروبة.