وانا اتصفح مقاطع الفديو الكثيرة المنتشرة على المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي واذا بي اعثر على مفاجاة مدوية وهائلة لايمكن لاحد توقعها خصوصا ونحن نعيش عالم اللامبالاة والعجز والكسل ,ظهر لي فديو يضم منظرا رائعا وجميلا يتحدث عن شاب عراقي يبلغ من العمر سبعة عشر عاما يسكن في السويد في وجهه سمرة العراق وفي معالمه نسائم دجلة والفرات ومن لسانه يخرج العسل العراقي وهو يعبر عن حناء البلد الرخيم ,يقول المقطع ان هذا الشعب النحيل البنية توصل الى حل لغز استعصى على اكبر علماء الرياضيات والفيزياء واهمهم اينشتاين صاحب النظرية النسبية هذا اللغز هو ارقام برنولي نسبة الى عالم الفيزياء السويدي جاكوب برنولي الشهير والتي مضى عليها اكثر من 350 عام بلا حل ,يقول عندما عرض الحل على اساتذته لم يقتنعوا ولكن عندما عرض على جامعة اوبسالا وهي احدى اعرق الجامعات في السويد عندها عرف اساتذة الجامعة صحة الحل وعرضوا عليه الانضمام الى الجامعة لكنه قال لهم انه يريد التركيز على دراسته في الوقت الحاضر .
هنا اتساءل هل ان محمد التميمي وحيد عصره من الشباب العراقي ام انه طفرة علمية لايجود بها الزمن الا قليلا ؟ اقول انه يوجد اكثر من التميمي مئات المرات من الشباب العراقي المتحمس والراغب في اكتساب العلوم بمجرد توفر الرعاية الابوية والاجتماعية وان تلعب الدولة دورها في احتضانهم وتوفير المستلزمات الضرورية لتحقيق النجاح .
انني اذ احيي هذا الشاب الرائع وابارك لعائلته مافعلته له اقول ان تجربة العراق مع العلماء من ابناءه سابقا وحاليا وفي المستقبل تجربة غنية مليئة بالعظماء من العلماء وانا وفي سن حياتي عاصرت مجموعة من العلماء المبدعين وخاصة في مجال الرياضيات فذاك العالم عادل شعلان المشهور في الستينات والسبعينات من القرن الماضي وكيف احتضنه المرحوم كامل الدباغ صاحب البرنامج الشهير العلم للجميع وكيف طور امكاناته العلمية وجعله من اشهر علماء الرياضيات في العالم اجمع وايضا الشاب الموصلي ظافر شاكر الذي استطاع اثبات خطا الحاسبة الالكترونية في حلها للمسائل الرياضية بينما هو حل المسائل بجهده الخاص وبسرعة كبيرة دون الرجوع الى الحاسبة وتعقيداتها ايضا عالم السيارا سمير بطي الذي اذهل جامعة هارفد في كيفية تطوير حركة محرك السيارة وفق تقلب الجو ,عموما المجال لايسمح لي بذكر الكثير من علماء بلدي ومااريد قوله هنا هو ظهور هذا العالم محمد التميمي في وقت استثنائي يمر به العراق وهو بحسب قوله يود ان يصبح عالما في الفيزياء والرياضيات وان يخدم الانسنية ويقدم لها مايساعدها في التقدم والتطور ,هذا الظهور يدل على قوة الشخصية العراقية وتاثيرها في حركة الحياة الانسانية وانها من النوع الذي يحب التحدي ويعمل ويعيش لاجل الغير ولايوقفه عن النجاح شيء ,وان ماتعرض له علماءنا من قتل وسجن وتغييب سواء داخليا او خارجيا لن يثنيهم عن اغتراف العلم والنهل منه وان يضعوا اسماءهم ويكتبوها بماء الذهب لتبقى سفرا خالدا تقتدي به الانسانية والامم .