23 ديسمبر، 2024 2:05 م

محمد الاعدام الكلب

محمد الاعدام الكلب

طالما قالوا عنه انه حيوان وفي ، حتى وصل الامر باحد الشعراء ان استعار وفاء الكلب لخليفة من خلفاء بني العباس، فقال : انت كالكلب في الوفاء، وربما كان الكلب من اقرب الكائنات للانسان، يصادقه ويقدم له فروض الطاعة، وهكذا استخدمه الانسان للحراسة، وحتى الآن احار في اطلاق كلمة كلب، وافكر هل هي مدح ام ذم، ربما اطلقنا على داعش ووصفناهم بالكلاب، وربما قلنا لاحد غدر بنا، انه كلب، فاردنا ان نضعه فرفعناه، الكلاب في البلدان الاخرى تحظى بتقدير واحترام ومداراة، حتى ربما وصل اجر العامل منها الى حد يفوق اجرة الانسان، فالحرس في المنطقة الخضراء ، لايتمتع بما تتمتع به هذه المخلوقات.

الكلب الذي رافق عصابات داعش في تكريت، كان وفيا ايضا، ولكنه اندفع بغريزته بالوفاء للرذيلة، فهو حيوان مسكين لايستطيع التمييز بين الخير والشر، ولا الفضيلة و الرذيلة، هو وفي لاصدقائه، للذين يطعمونه، يحرسهم ويندفع بقوة للدفاع عنهم، هذا الكلب كان وفيا لداعش، وقد استخدموه استخداما سيئا، ودربوه ان يأكل كل شيء، وكان اثيرا لديهم، حتى عاد كالاسد، قبل كل معركة كان ينبح بشكل غريب، وربما نبههم لوجود الخطر الذي يحيط بهم، يهرب بهروبهم، ويتقدم معهم نحو الاهداف، وينسحب بذكاء غريب.

في تلك الليلة نبح كثيرا، ازعجهم بكثرة النباح، اندفعوا في كل اتجاه، تسلقوا الجدران، وارسلوه ليرى العبوات الناسفة التي احاطوا بها المكان، ليس هناك شيء ينذر بالخطر، عادوا ادراجهم وعنفوه، لكنه استمر بالنباح ، انه يشعر بالخطر، بحسب غريزة الكلاب المشهورة، يقولون انها تشعر بالخطر قبل وقوعه بخمس ساعات او اكثر، كانت خطة محكمة من القوات الامنية التي احاطت المكان فجرا، لقد جلبوا معهم كلبا مدربا، ولما كان الكلب العراقي سائبا وتلقى تدريبا بسيطا على يد داعش، فقد كان الكلب المستورد مفتوح الذهن ومدربا بشكل متقن.

استدرج الكلب الذي يرافق القوات الامنية الكلب الداعشي الى مكان منعزل، وتقدمت القوات فجرا لتحيط بالمبنى الذي تحتله داعش، كانوا نائمين، الا واحدا او اثنين، استطاع رجال الشرطة والقوات الامنية والحشد الشعبي ان يلقوا القبض عليهم، ويقتلوا من حاول المقاومة، ومن ثم القي القبض على الكلب الداعشي، وربط بسلسلة حديدية، بدت اعترافات الدواعش غبية ولاترقى الى السمعة الكبيرة التي يتمتعون بها، لم ينتحر اي منهم، ولم يتناول السم، لاقائدهم ولا غيره، كانوا

يحتفظون بالزرنيخ فقط، لم يستخدموه، اعترفوا اعترافات غبية، فهم بلا بناء فكري او عسكري، ليست هناك قوات مرتبطة ببعض، لاسرايا ولاكتائب ولا افواج، عبارة عن مجاميع تقاد من قبل فرد يطلقون عليه الامير.

انصب اهتمام القوات الامنية على الكلب الذي لم يكف عن النباح، لم يتناول اي شيء، فقط ينبح، انبرى له احدهم ورفسه: يكفي نباحا ايها الكلب، واشار بالبندقية الى رأسه، جاءت القوات الامنية بالدواعش وكلبهم معهم، القوا في السجن بانتظار المحكمة، اعدم الكلب، واحتفظ بالباقين للمساومات السياسية.