بعض مؤسسات الدولة نتنة بالفعل، وفي المثل: السمكة (خايسة) من رأسها، فلانفع منها، ويرد المتشائمون أكثر بالقول: إن السمكة (خايسة) من ذيلها!
ويقترب معنى (الخياس) أو (الخيسة) من النتانة والجيفة، ويقولون: رجل (خايس) وإمرأة (خايسة) ويذهب المعنى الى الإنحراف والفساد والسقوط.
وماأكثر (الخايسين والخايسات) الذين باعوا شرفهم وضمائرهم من أجل السحت الحرام، ونهبوا ماإستطاعوا من المال العام بذرائع قبيحة كقبح وجوههم ونفوسهم التي ستحرقها نار جهنم في الدار الآخرة، بينما سيكون المرض والإنهيار الأخلاقي وتأنيب الضمير أشد مايعانونه في الحياة، ولن ينفعهم ذلك، فقد تمتع نساؤهم وأولادهم بهذا الحرام، ولم يعد ممكنا التوبة، فالفقراء والمرضى والمحرومين لن يسامحوهم.
وكما وصفهم الرب، فلهم الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة، ولك أن تعود الى التاريخ البعيد، وترى كيف إن الله أخزى الظالمين بفضحهم أمام الملأ، وأضحك منهم العوام، ثم قبضهم إليه ليذيقهم ماعملوا وهم لايرحمون.
الفساد في العراق صار مذهبا من مذاهب الناس، يتعبد به الملايين مثلما يتعبدون بالصوم والصلاة والحج والأفكار، وصار الناس لايستحون منه، ولايأنفون، ويعدونه نوعا من الشطارة.
مسؤول رفيع في وزارة يقول لطالبة منعها مرض والدتها من السفر لأيام إنك (كذابة) ويرفض قبول توسلاتها، بينما يدخل عليه جماعة من حزب إسلامي يمضي لهم معاملتهم دون سؤال، وهي تبكي، وتخرج مكسورة من مكتبه الذي جاء إليه بالصدفة، وحين تخرج يقول لها صاحب مكتبة: راجعي محامي الوزارة، والدفع مقدما، بالطبع فالقانون لايجيز لمسؤول وصم مواطن بالكذب لأن مسؤوليته التحقيق في إدعائه وسؤاله، ثم الموافقة، أو الرفض، وليس الشتم، والإتهام بالكذب.
مع هيمنة قوى تدعي إحترام الشريعة الإسلامية تراجعت قيم الشرف والغيرة والإنسانية، وإنتشرت المخدرات والخمور وبيوت الدعارة والزنا بالمحارم، وعم الفقر وتسبب بظهور جماعات الجريمة المنظمة ولم يعد الناس يشعرون بالسعادة ولايعرفون ماهيتها، ولاكيف الوصول إليها، فثقافة الحزن هي السائدة في الحكم والسياسة والدين والأدب والغناء والتعبد. ممنوع الفرح.