في الايام الاخيرة، تم رفع اجراءات عزل الرئيس الامريكي ترامب الى مجلس الشيوخ الامريكي ذي الاغلبية الجمهورية،بعد ان صوت لها 228وضدها 193، كي يتم محاكمته، تمهيدا للاطاحة به. لقد سعت الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب الامريكي لعزل الرئيس الامريكي، خلال سنوات رئاسته للادارة الامريكية، بل في الاشهر الاولى من تولي ترامب رأس هذه الادراة. في البداية كانت حول التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية التى فاز بها ترامب عن طريق المجمع الانتخابي على منافسته هيلاري كلنتن التى فازت في الانتخاب المباشر على ترامب لكنها خسرت في الانتخابات غير المباشرة في المجمع الانتخابي. تواصلت هذه المعركة لفترة معينة ومن ثم خمدت لتنشط بشكل اشد واقوى في الاشهر الاخيرة التى تسبق المعركة الانتخابية الامريكية. لائحة الاتهام التى تبناها مجلس النواب الامريكي، استندت على اتهامين؛ اساءة استخدام السلطة في التاثير على سمعة منافسه، نائب الرئيس الامريكي السابق اوباما، جو بايدن المنافس الاوفر حظا بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، فقد منع الاعانة العسكرية عن اوكرانيا اذا لم تحقق في المخالفات المالية مع ابن الاخير وعرقلة التحقيقات بصددها بالاضافة الى عرقلة التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات التى فاز بها ترامب. من غير المرجح ان تتم أدانة ترامب، عند محاكمته امام مجلس الشيوخ وذلك للاغلبية الجمهورية في المجلس ومن ثم يتم تبرئته، ليخرج ظافرا ومنتصرا في معركته المديدة مع خصومه الديمقراطيين. هذا الامر ان حدث وهو سوف يحدث او من المحتمل جدا ان يحدث؛ يكون قد حقق انجازا انتخابيا مبكرا، فهذا الامر سوف يزيد من شعبيته ومن حظوظه في الفوز في ولاية ثانية، وبهذا ايضا يكون الديمقراطيون قد خسروا الجولة الاولى المبكرة في المسار الى الانتخابات الامريكية التى تجري في نهاية هذه السنة.ترامب يحظى بالتأييد الشعبوي الامريكي بدرجة كبيرة وواضحة؛ فهو يحظى بتأييد اللوبيات الصهيونية التى تمتلك ما تمتلك من تاثير فعال على صناعة القرار الامريكي الرسمي والتاثير الاكبر، اعلاميا، على صناعة الرأي والموقف الشعبوي الامريكي، بالاضافة الى ماقام به ترامب من انعاش واضح للاقتصاد الامريكي وتوفير فرص العمل باساليب تفتقر الى الحد الادنى من السلوك السياسي والدبلوماسي المنضبط والاخلاقي بالاضافة الى الاجراءات الاقتصادية التى لم يعر اية اهمية الى تداعياتها الاقتصادية، المستقبلية، فقد حطم جميع المعايير السياسية والدبلوماسية ومعايير الاقتصاد.. في التعامل مع جميع الدول من الحلفاء والشركاء ومناطق نفوذ امريكا الى الاعداء والاعداء المفترضين. فقد قام بحلب الضرع الخليجي حلبا غير مسبوق بالاضافة الى حرب الرسوم على البضائع الصينية وغيرها في اوربا، حقق بها وفرة مالية، كانت الولايات المتحدة بحاجة لها، لتشغيل مصانع المجمع الصناعي العسكري الامريكي بالاضافة بقية المجالات الصناعية..وغيرها،بالاضافة الى الخدمات الكبيرة التى تبرع بها ترامب على حساب التاريخ والشعب الفلسطيني والشرعية الدولية وقدمها، هدية للكيان الصهيوني. تردد الكثير من الاصوات بان ترامب لم يفز في الانتخابات الامريكية في نهاية هذه السنة او ان فرص فوزه قليلة..من السابق لأوانه القول بان حظوظه قليلة في ولاية ثانية، ربما الامر مختلف تماما. ان حظ ترامب في الفوز في ولاية ثانية كبير بالقياس الى منافسه ايً كان، سوف يعاني صعوبة في الحصول على اصوات الناخبين الامريكيين التى تفتح بدرجة كبرة، الطريق له بالدخول الى البيت الابيض، على الرغم من حملة التشهير والعزل التى قاموا بها لزيادة مساحة التأييد لصالح مرشحهم. ان اهم عقبة قد تواجه ترامب، هو اصوات المجمع الانتخابي، فاذا لم يحصل على 270صوتا، هنا تتبخر جميع جهوده وجهود حزبه بالدخول مرة ثانية الى بيت الافاعي الابيض. ان النظام الديمقراطي الوحيد في العالم الذي فيه هذا المجمع الانتخابي الحاسم في وصول ايً كان الى رأس الادراة الامريكية بالانتخاب غير المباشر، وهذاهو ما يشكل اكبر طعنة تشكيك في الديمقراطية الامريكية.( المجمع الانتخابي يتكون من 538مرشحون من الاحزاب في الولايات بقدر تمثيل تلك الاحزاب في المجلسين، النواب والشيوخ..هنا يأتي الدور الحاسم للديمقراطيين بسبب اغلبيتهم في مجلس النواب واقل من النصف قليلا في مجلس الشيوخ..) ربما لم يحصل ترامب على الاصوات ال270التى تؤهله او تسمح له بالبقاء لأربعة سنوات اخرى على رأس الادارة الامريكية، لكن هذا الامر مشكوك فيه، لجهة ما سوف يأتي به، الدور الفعال والحاسم للوبيات الصهونية في ترجيح كفة الميزان في المجمع الانتخابي لصالح ترامب..