وردني الكثير من الاستفهام والأسئلة والاعتراض من قرّاء وأصدقاء عن سبب التركيز على قائمة العبادي الانتخابية وانتقادها دون غيرها في اول اعلان عن الاسماء التي ضمتها، مما اقتضى القول دون تردد : ان الترحيب الشاسع بحكومة العبادي والاشارات الايجابية التي أرسلها في بداية تسنمه شرف قيادة شوون الدولة ، جعلتنا نتعامل معه بوصفه فرصة تاريخية للاصلاح ، بل ان المؤسسة الاعلامية التي اتشرف بالعمل فيها والانتساب الى مشروعها التنموي الاصلاحي مؤسسة البغدادية الاعلامية التي أغلقها الفاسدون باموال السحت الحرام أطلقت حملة دعم لامحدود للرجل ومشروعه الذي اعلن عنه ، وفي عناوينه الاساسية محاربة الفاسدين الذين لم يسم واحدا منهم بالاسم ، وملاحقة الفضائيين والقصاص من مرتكبي سبايكر والمتسببن بها والذين سلموا الموصل ، وكل من يعرقل مسيرة الدولة ، حتى ارتعدت فرائص جميع الفاسدين وذيولهم من مثقفين واعلاميين وانصاف شيوخ، وغضضنا النظر عن كونه من حزب مسؤول عن تداعي الاوضاع وانعدام التنمية وهدر الاموال دون مساءلة أو حساب ، وبقي هذا الأمل يحدو جميع الناس ممن لاحول لهم ولاقوة الا الأمل بشيء من الشرف السياسي والشجاعة الوطنية و(رضا الله) في الاقل . أُخذ على العبادي التهاون وتسويق الكلام ، واعلان الخلاف الشخصي مع زميله الذي سبقه نوري المالكي على استحياء يتهمه علنا بالتلميح عن افقار الدولة واستغلال المنصب وانه القائد الضرورة ، ثم يعتذر مما يقوله سرا ، كما اوضح المتحدث باسم دولة القانون خلف عبد الصمد . العبادي الذي لعب على جميع الحبال ، ورفع راية النجاح على جثث الاف الشهداء من أبنائنا الذين سحقتهم حماقات زملائه ورفاقه واخطاؤهم ، لم يحاسب فاسداً على الاطلاق، وصبرنا ، ولم يحاسب من سلموا الموصل التي ادعى تحريرها ،وصبرنا ، ولم يتابع فضائيا ، وصبرنا، بل ان فترة حكمه كانت اضعف فترة في تاريخ العراق ، حكم الجميع ُباسمه وسحق الجميعُ سلطاته ، وبقي مثل حصان هزيل في السباق وسط تصفيق المتفائلين والمجتمع الدولي لدوره في اصلاح الوضع المتدهور والتفتت الذي آلت اليه امور البلاد .ومع ذلك صبرنا ، واعطى البعض العذر له ، كونه حبيس الاحتلالين الامريكي والايراني للعراق ، وانه رجل يحاولُ اقتناصَ الفرص ، وممارسة سياسة النفاذ من الثغرات في الازمة العراقية لتحقيق وعوده . لكن الإعلان عن أسماء في قائمته فضحت خواء هذا الرجل وتآمره وتقصيره ، ورضوخه الى حزبه ، حين ادرج اسماء شخصيات أصبحت رمزا للفشل والرذيلة السياسية والفساد . وعليه فان حيدر العبادي متهم هو الآخر بالتواطؤ مع الفاسدين والتستر على الفضائيين واخفاء اسماء المتهمين والمدانين في جرائم سبايكر وتسليم الموصل والتسبب باراقة دماء الالاف من الضحايا .والتغاضي عن الاف المشاريع التي قبض المقاولون والسياسيون اموالها ولم تسلم للدولة ، جميع المدانين والسراق والذين اختفوا وراء مظلة الاستقالة والهروب حماهم العبادي من المساءلة ، بل الأدهى من ذلك أن الذين وعد العبادي بمحاكمتهم يدخلون قفصه السياسي في ترتيب مريب للالتفاف على السلطة مرة اخرى بوجوه كالحة على حد تعبير المرجعية ، وسبب الفشل والفقر حسب تعبير العبادي نفسه . ولذلك فان أول من يجب محاكمته اليوم من قبل القضاء والتحقيق معه عن حقيقة تصريحاته وتورط الشخصيات التي أشار اليها ولم يذكرها بالاسم، والفضائيين الذين يقف وراءهم الفاسدون هو الدكتور حيدر العبادي عضو حزب الدعوة الاسلامي ورئيس مجلس وزراء العراق . لان محاكمة العبادي ستكشف جميع الفاسدين والمتآمرين على العراق ممن عمل العبادي معهم، أو كان حاجزا بينهم وبين القصاص القضائي والشعبي منهم .