سامراء ربما مستوفية لإستحقاقات وشروط المحافظة , ويعززها توصيفها الإداري والتأريخي والحضاري , ومن المفروض أن تكون محافظة منذ عقود , لكن حقها تم نقله إلى غيرها.
والموضوع لا يُطرح بآلية عاطفية , فالمدينة عانت من الظلم الإداري على مدى سنوات الحكم الجمهوري , وما حظيت بالإهتمام المطلوب , فمعظم المعالم المشيدة فيها بعد تأسيس دولة العراق بالعهد الملكي , ويشذ عن ذلك معمل الأدوية والقليل غيره.
فالحقيقة المغيبة أن فترات الحكم الجمهوري أهملت المدينة , ولا يوجد ما يشير إليها بوضوح , سوى الخراب وتغيير معالمها بين فترة وأخرى.
ومنذ أكثر من عقدين وهي في محنة كبيرة , بعد أن تحولت إلى ما يشبه الثكنة العسكرية بذريعة أو بأخرى , وبموجب أحداث وأضاليل مسوّقة , وتصرفات مؤدلجة ومروَّجة.
وهي مدينة مقدسة , وما نالت العناية الكاملة مثل باقي مدن البلاد المقدسة , التي تتوفر فيها مستلزمات الرعاية والإقامة والإطعام للزائرين من أنحاء الدنيا.
فما هي الإنجازات التي تمت فيها على مدى عقدين؟
إن الخراب الذي أصابها أكثر من الإعمار , وما تبدو عليه هو بجهود أبنائها وإجتهاد أهلها.
ورغم معاناتها , فأنها ذات ثقل سكاني وإقتصادي وحضاري وديني , وتتفوق في مميزاتها على عدد من المحافظات , وعليه فمن الواجب الوطني دراسة إمكانية توصيفها كمحافظة , لكي تتلقى الإهتمام اللائق بها , وتكون مزدهية العمران ومعاصرة البنيان .
أما أن تترك على أنها قضاء منسي, فذلك إجحاف وجور عليها , فهي من أكبر أقضية البلاد منذ إنشاء الدولة العراقية.
فكيف تتدهور أوضاعها إلى هذا الحال؟
والمفروض أن تنمو وتتطور , فهل ستكون محافظة؟!!