ظاهرة التسكين لدى بعض المذيعين
لتسكين ظاهرة مألوفة منذ زمن طويل … فاللغة العربية تجيز الوقف والتسكين وقد حذفت حركة الاعراب في بعض الكلمات في القراءات القرانية وورد كذلك الكثير من التسكين في الشعر العربي …… لكن ما ورد من التسكين في وسائل الاعلام ولدى بعض المذيعين في القنوات التلفزيونية والاذاعات بلغ حدا غير مقبول لفظا وسمعا لانه يقع في مواقع لا يحسن الوقوف عندها مثل تسكين كلمة وسط مكون جملي كالمضاف والمضاف اليه والموصوف وصفته والاسم والضمير المتصل به كما في عبارات مثل ( رئيس° الوفد° ) و ( البناء° الكبير° ) …. وصرنا احيانا نسمع السكون في كلمات تعودنا على سماعها محركة مثل( ليس ) سمعناها ( ليس° ) و( نحن ) سمعناها ( نحن° ) و( سوف ) سمعناها ( سوف° ) و ( مع ) سمعناها ( مع° ) … بل في بعض الاحيان صرنا نسمع جملا تقرأ كل كلماتها او معظمها ساكنة. الاخر وهذه جريمة كبرى بحق اللغة ما يستدعي قراءتها مقطعة الاوصال وتحويل همزات الوصل فيها الى قطع ….. ربما يظن بعض المذيعين انهم يستخدمون ظاهرة ( سكن° تسلم.° ) كوسيلة للتخلص من الوقوع في الاخطاء اللغوية ولكنهم راحوا يبالغون في استخدام هذه الظاهرة ما اوقعهم في اخطاء كثيرة ساقت بهم الى الاساءة للغة العربية الفصحى بعلم او دون علم ….. ولكن للتسكين اثار جانبية كبيرة ابعد ما تكون عن السلامة . ومن هذه الاثار ان الافعال
المضارعة المرفوعة والمنصوبة تبدو مجزومة دون ان تكون مسبوقة بما يستدعي جزمها مثل ( الوزير الفلاني ينطلق° غدا الى عمان ولن يحضر° اجتماعات مجلس الوزراء ) ..وكذلك فان الاسماء المرفوعة والمنصوبة تبدو مجرورة اذا اضيفت كسرة لمنع التقاء الساكنين . مثل ( قال رئيس – بكسر السين – الوزراء انه سيقوم بجملة اصلاحات جديدة . وهذا من الاخطاء الشائعة جدا …..احيانا يقوم المذيع بحذف التنوين الدال على النصب والالف التي تحل محله عند الوقف مثل قولهم { ليس جميل° } والصحيح ( ليس جميلا ) او ( كان الرئيس حاضر° ) والصحيح( كان الرئيس حاضرا ) او ( تم انشاء جسر كونكريتي ) والصحيح ( تم انشاء جسر كونكريتي بتنوين الكسر تحت جسر وتنوين الكسر تحت كونكريتي ) …… هذا ما عليه اغلب مذيعينا ليس من العراقيين فقط بل ومن المذيعين العرب ايضا .. وما يدعونا الى مراجعة شاملة في تدريب المذيعين على اللفظ الصحيح والتوقف عن المبالغة في استخدام ظاهرة التسكين التي اساءت الى اللغة العربية ….. ولي معكم اصدقائي حديث اخر………. .’