23 ديسمبر، 2024 10:50 ص

محاصرة سكان مخيم ليبرتي .. هل ستكسر إرادتهم؟!‎

محاصرة سكان مخيم ليبرتي .. هل ستكسر إرادتهم؟!‎

ركز الإسلام الحنيف على التكافل الاجتماعي بين بني البشر في السراء والضراء، قال تعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) ، وقال نبي الرحمة والهدى محمد (ص) ” ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به “.
ومن هنا ندرك حجم الخطيئة الكبرى والإثم الكبير عندما نعلم أن سكان مخيم ليبرتي ببغداد البالغ عددهم أكثر من ألفي مسلم ومسلمة يكابدون الجوع وشظف العيش ويفتقرون الى أبسط مقومات الحياة الإنسانية في هذا المخيم الشبيه بالسجن، فقط لأنهم معارضون لنظام الملالي الحاكم في إيران .
وقصة هؤلاء المناضلين معروفة للجميع منذ أن كانوا يقطنون في مخيم (أشرف) بمحافظة ديالى، وما تعرضوا له خلال تواجدهم هناك من قتل ممنهج وتعذيب جسدي ونفسي على أيدي المخابرات الإيرانية والميليشيات العراقية المدعومة من إيران، ثم قامت الأمم المتحدة بنقلهم الى المخيم الحالي (ليبرتي) وفيه تعرضوا للقتل أيضاً على أيدي الميليشيات وتم قصف المخيم بشتى أنواع القذائف والصواريخ….
واليوم، ضمن مسلسل التعذيب الجسدي والنفسي، تسعى الحكومة العراقية بالتعاون مع سيدتها (السفارة الإيرانية ببغداد) الى تجويع سكان المخيم من خلال منع إدخال الأغذية والمستلزمات الإنسانية اليهم ، ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، علماً بأن درجات الحرارة في بغداد في هذه الأيام تتراوح بين 45 – 47 درجة مئوية، وكل هذه المعاناة تزامنت مع شهر رمضان ليؤدي هؤلاء المسلمون فريضة الصوم في ظروف شديدة القسوة قد تودي بالانسان الى الهلاك.
هنا لابد أن نتساءل: هل إن الملالي الحاكمين في إيران بإسم الدين مسلمون حقاً؟ هل يؤمنون بوجود الله وهل يخشون غضبه و هم يمارسون أبشع أساليب التعذيب والقتل البطيء بحق سكان ليبرتي؟ والكلام ذاته ينطبق على عملاء الملالي في الحكومة العراقية الذين يتفننون في تعذيب هؤلاء المناضلين الأحرار، فإذا نظرنا الى مأساة سكان ليبرتي ومعاناتهم ونحن في شهر الصوم وفي مدينة تصل درجة حرارتها الى 47 درجة مئوية سيتضح لنا أن الملالي وعملاءهم لايختلفون بشيء عن كفار قريش الذين أعلنوا حصار بني هاشم للانتقام من المسلمين المؤمنين.
ولكن، هل يضعف المؤمنون وهل تنكسر إرادتهم تحت وطأة هذا التعذيب؟ كلا وألف كلا، فمن يعرف سكان ليبرتي يدرك جيداً أن إرادتهم لاتنكسر وعزيمتهم لاتلوى وجذوة نضالهم لاتخبو، فهؤلاء كما قال الله تعالى (إنهم فتيةٌ آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ، هؤلاء المجاهدون رفعوا شعار الإمام الحسين (ع) (هيهات منا الذلة) ، بدليل ما قدموه من قوافل الشهداء على طريق الحرية وكلهم ثقة بأنهم سينتصرون ويحررون إيران من براثن الملالي ويصنعون لشعبهم حاضراً مشرقاً ومستقبلاً زاهراً ويجعلون من إيران بوابة سلام بعد أن جعلها الملالي مصنعاً للإرهاب .
ختاماً، لابد أن تسارع الأمم المتحدة وبعثتها في العراق والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان الى إنقاذ هؤلاء اللاجئين المحاصرين من خلال إجبار الحكومة العراقية على السماح لهم بإدخال المواد الغذائية والوقود والأدوية وكل ما يحتاجونه الى المخيم، وإلا فإن الأمم المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية عن السماح لمخابرات الملالي وعملائهم في الحكومة العراقية بتنفيذ هذا القتل الممنهج بحق سكان ليبرتي .