أشرنا في أحد المواضيع بإستغراب إلى ظهور ما سمي بالقراصنة الصوماليين في المياه المحيطة بشرق قارة أفريقا . و نسمع من خلال الأخبار أن هؤلاء القراصنة كلما يسيطرون على أي سفينة (والغريب ان أكثرها محملة بالبضائع التجارية ) من مختلف الدول عدا الأمريكية!! لا يمر وقت طويل حتى يتم الإفراج عنها بعد حصول القراصنة على الفدية المطلوبة مقابل ذلك! ‘ وتسأؤلنا وهو سؤال عابر ليس إلا : هل من المعقول أن قوات القوى العظمى متواجدة في عرض البحر والمحيطات ومن ضمنها الأماكن التي تحصل فيها القرصنة وبعد حدوث أكثر من عملية ‘ لايسطيعون وضع الحد لهكذا عملية تنفذها عناصر من بلد مثل الصومال منهمك بالحرب الأهلية ؟؟ ويقومون بها أناس بهذه القوة ويذهبون بالسفن التجارية العملاقة إالى أماكن مجهولة ويجبرون أصحاب تلك السفن إن كانت لدول أوشركات عملاقة على لإستجابة لمطالبهم (صاغرين ) ؟ وهناك إدعاء أن تجوال تلك القوات البحرية العائدة للدول العظمى مثل أمريكا ودول الناتو مهمتها محاربة الارهاب وضمان الامن في الطرق البحرية والمحيطات ؟ وأشرنا أن هذه الظاهرة تجعلنا نضع علامات الشك والاستفهام على أن القوى العظمى لها يد خفية في تشجيع القرصنة والمافيا أينما يكون ذلك مطلوباَ، لضمان تنفيذ أجندات خاصة بمصالحهم في أية منطقة من العالم ‘ على ان تكون مافيا الأرهاب مصانة من قبلهم ومن خلال أيادي خفية ‘ تذكرت هذه الإشارة بعد مشاهدتي لأحد البرامج في أحدى الفضائيات عن علاقة القوى المتنفذة والمسيطرة على الوضع العالمي وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الدعم الخفي لكل انواع المافيات المؤثرة على مسار الاقتصاد لتكون في امان ومشمولة بثوابت نهج الهيمنة لديهم . فقد أوضحت بعض الدراسات أن أرباح مافيا الاسواق السوداء ومن خلال هذا الدعم في بعض الدول أصبحت تمثل 50% من معدلآت حجم الإقتصاد الوطني، وبينت تلك الدراسات أن حجم الأرباح التي تحققها المافيا من الإقتصاد الخفي بلغت في عام واحد 110مليار دولار مما يوضح سيطرة الإقتصاد الخفي أو الاقتصاد الاسود على مختلف دول العالم النامية والمتقدمة على حد سواء ، ومما يزيد الآمر تعقيداً إنتشار عمليات غسل الأموال للدخل المتحقق من أصل الإقتصاد الخفي في السنوات الاخيره متسارعة في عدد من الدول ‘ وأن القوى الرأسمالية الواقفة وراء كل النشاطات ضمن مايسمى بالإقتصاد الخفي تسارع لخلق أية أزمة في أي بلد إذا وصل أي خطر يَضر بتلك النشاطات متذرعاَ في حده الادنى بمحاربة لإرهاب الذي من غير المستعبد أن أساسه من صناعتهم أيضاً . أن البرنامج الذي أشرنا إليه بدءا بطرح تساءل :هل اولئك الذين يشبهون الإرهاب اليوم بشركات تتضخم أعمالها إلى درجة شمولها لفروع إعلامية ومصرِفية محقون؟ هل هناك ما يربط بين مصالح هكذا هياكل والولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها المكافح الأول ضد الإرهاب؟ ما التغيرات المتوقعة لحجم وأسلوب ما يسمى بالإرهاب العالمي ارتباطا بالأحداث الأخيرة في المنطقة؟ وأشار خبراء مشاركون انه : يرى بعض المحللين ان الجماعات الإرهابية الدولية الحالية باتت اكثرَ شبهاً بشركات كبيرة تضم مؤسسات اعلامية ومصرفية الى جانب الخلايا والمجاميع المقاتلة. فيما غدا الإرهاب في الحال الحاضر مكونا جديدا من مكونات الإقتصاد الرأسمالي فضلا عن كونه عقيدة وسياسة ‘ وبحسب هذه الرؤية يرتبط نشاط الإرهابيين ارتباطا وثيقا بميادين اقتصاد الظل غير المشروع ، مثل تهريب المخدرات وتجارة السلاح والأحجار الكريمة ‘ ولا يقتصر الأمر على ذلك ‘ فإن التفجيرات الإرهابية المدوية تسفر عن تذبذب واضح للأسعار في البورصات ، مما يجعل مدبري العمليات الإرهابية ومن يقف وراءهم يكسبون أموالاً طائلة ‘ كما يؤثر على تصاعد الإرهاب، بصفته مكوناً اقتصاديا، ما يسمى بتجارة الرعب ‘ فبحجة مكافحة الإرهاب والوقاية منه نشأ سوق هائل للخدمات والتقنيات تنشط فيه شركات حكومية وأخرى خاصة ‘ ثم ان مكافحة الإرهاب تغدو بدورها ميدانا مربحا لرجال الأعمال ‘ والدليل على ذلك هو نشاط الشركات الأمنية الأميركية وشركات الحماية الخاصة ‘ ولذا نشأت في الواقع مفارقة عجيبة تتجلى في كون أدعياء مكافحة الإرهاب الغربيين ، وخصوصا اذا كانت التفجيرات بعيدة عن حدود دولهم، يجدون مصلحة لهم ليس في قطع دابر خطر الإرهابيين ، بل في الإبقاء على ذلك الخطر كامناً مغيّباً لحين توفر الإمكانية لمشاركتهم المربحة في عمليات مكافحته ‘ وسمعنا أغرب معلومة من خلال هذا البرنامج حيث أشار أحد الخبراء المشاركين ‘ أنه وخلال متابعة زيادة مساحات زرع المخدرات في أفغانستان بعد الإحتلال الأمريكي ظهر أن 70% من تلك المساحات تقع تحت إشراف المخابرات المركزية الأمريكية وموساد الدولة العبرية و30% فقط تحت إشراف التجار المحليين !
لاشك أن الغرب وبقيادة أمريكا خلق الإرهاب المنظم و مهد له طريقه ‘ وهذا الشيء السيء الذي صنعة ‘ خطوة مدروسة من تخطيط الفكر الرأسمالي الجشع ليكون طريقاً لتنفيذ عمليات أكثر سوءا على الحياة البشرية من أجل الربح وتنشيط ألإقتصاد الخفي من خلال المافيات وتجارة المخدرات ‘ وأن رفع شعار محاربة الإرهاب و ضمان الامن والإستقرار في الحياة البشرية ومن خلال بناء الديمقراطية وحرية الإختيار والعمل الصاخب تحت هذه العناوين ‘ نرى نتائجه الفوضى الخلاقة لهولاء الانسانيين (الاشاوس) ‘ بإختصار ‘ أن ماسميت بالحرب على الإرهاب هي صناعة أمريكية وصناعة غير أخلاقية تحت الغطاء الأخلاقي أصبح العالم مع مرور الزمن يكشف ملابسات هذه اللعبة القذرة وليذهب ملاين من البشر ضحية محارق تلك العناوين البراقة التي بدأت تحتها تلك الحرب و الله في خلقة شؤون .