18 ديسمبر، 2024 9:19 م

محادثات أم جدل بيزنط في فيينا؟

محادثات أم جدل بيزنط في فيينا؟

عدم تمکن 6 جولات من المحادثات التي جرت في فيينا بين مجموعة خمسة زائد واحد والنظام الايراني، والغموض الذي يکتنف على موعد الجولة السابعة، أثبت مرة أخرى للعالم عدم جدوى التفاوض مع هذا النظام، ومثلما أکدت وتؤکد المقاومة الايرانية، فإن هذا النظام يستغل عامل الوقت ويوظفه لصالح تطوير برنامجه النووي وإنتاج القنبلة الذرية.
هذا النظام الذي يحاول منذ ثلاثة عقود وعبر طرق ووسائل و اساليب متباينة ممارسة الکذب والخداع والمراوغة مع العالم في سبيل تحقيق أهدافه وغاياته، يعود اليوم من خلال قاضي الموت، إنراهيم رئيسي وحکومته المثيرة للجدل لکي يمارس لعبة جديدة على أمل أن تساهم في خداع المجتمع الدولي وتدفعهم مجددا لکي يقفوا في محطة الانتظار بإنتظار وصول قطار لايأتي أبدا.
المقاومة الايرانية التي أکدت في بياناتها ومواقف قادتها وبشکل خاص مايبدر عن السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بمناسبة المفاوضات العقيمة وغير المجدية التي جرت وتجري في فيينا والتي أثبتت 6 جولات منها بأنها مجرد جدل بيزنطي وسعي عقيم مع نظام لايمکن أن ينصاع للمطالب الدولية من خلال المحادثات والتفاهم، وان هذه حقيقة جلية جسدها هذا النظام لأکثر من مرة سابقا حتى بات طبعا من طباعه، وان تأکيدات المقاومة الايرانية لاتنطلق من فراغ او من لاشئ بل انها مبنية على أساس صلب ومتين ينبع من رؤية ثاقبة للنظام وممارساته وعقليته، ولذا فإن المقاومة الايرانية قد أکدت في الأزمة النووية الحالية إن هذا النظام لايمکن أبدا أن ينصاع ويرضخ للمطالب الدولية مع وجود نوعا من الليونة والتساهل معه ذلك إنه يرى ذلك بمثابة خوف منه ويقوم بإستغلاله على أکمل وجه، الى جانب إن طول فترة المفاوضات وعدم وجود أفق زمني معين لنهايتها من شأنه أن يمنح المزيد من الفرص للنظام الحاکم في ايران للحصول على القنبلة النووية.
لاريب من أن ماقد عبر عنه أعضاء في مجلس الشيوخ الامريکي من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي، عن نيتهم فرض المزيد من العقوبات على النظام الايراني ولاسيما بعد عدم تمکن 6 جولات من المحادثات مع النظام الايراني من حسم الإشکال النووي مع النظام الايراني، هو الموقف العقلاني والامثل للتعامل مع هذا النظام، وإن الاستمرار بالتعامل معه بأسلوب يميل لليونة واالمرونـة يشجعه أکثر على المضي قدما من أجل إنتاج الاسلحة الذرية.
النظام الايراني الذي نجح لحد الان في إستغلال قضية المفاوضات وتوظيفها لصالحه، لابد للمجتمع الدولي من أن ينتبه لهذه القضية جيدا وان يضع لها سقفا نهائيا قريبا ومن دون ذلك فإن ذلك لن يکون في خدمة السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.