سؤال يتردد في ذهني هل أصبحنا عملاء فكريا لأمريكا وإسرائيل , رغم قناعتي ان جميع رؤساء الدول العربية لا يمكن تبرئتهم من العمالة , بحكم الأدلة الثابتة التي يظهرها الإعلام الغربي في نشره لأدبيات لا يخشون كشفها بعد ان أصبحت معروفة , وتبدلت المواقف والرؤى , فهذه الكتب اليهودية تنشر العلاقة بين الفكر العربي والأهداف التي يجاهد من اجلها الغرب , وقد تحققت بفضل العمالة الفكرية بقصد وبدون قصد . الأفكار التي تسمي نفسها تقدمية تلعب دورا رائدا في تفشي ظاهرة العمالة الفكرية للماسونية في العراق والوطن العربي والإسلامي .. ومن ابرز معطياتها أن أصبح دين الإسلام دينا رجعيا ظلاميا, والمتدين متخلف ولا يصلح للعيش في عالم التمدن , والفجور بكل أشكاله مظهر التقدمية والانفتاح , يقابلها الإرهاب والتعصب الديني وعشرات الأمثلة ..
كتب احد الكتاب عنوانا ” معروف الرصافي شاعر «مُتصهين» حين استدعي للاحتفال بمناسبة افتتاح جامعة العبرية في القدس وألقى قصيدة يشيد بها بالمجتمع اليهودي وعلاقته بالعرب .. ويبدو ان المشروع الناعم في استغلال الفكر العربي الإسلامي بدأ منذ ثلاثينيات القرن العشرين , وهو المشروع الممهد لاحتلال فلسطين , وإيجاد أفكار تدافع عن القضية اليهودية وحقها في الوجود على ارض فلسطين …
وأتذكر إني قدمت برنامجا في إحدى المحطات ردا على قرار الرئيس الأمريكي ترامب حين اعلن القدس عاصمة إسرائيل , كان احد الإعلاميين يجلس في أستوديو التسجيل , سألني عن عنوان الموضوع , أجبته سأتكلم عن تاريخ القدس . ابتسم وقال : القدس تاريخيا هي يهودية , هل تريد ان تعتبرها عربية إسلامية .؟
أجبته ان يتريث ويستمع للبرنامج ثم يحكم على الموضوع .. بعدما سمع الادلة من التاريخ العبري نفسه , قال:نحن اغلب طلاب الجامعة نعرف إن أصل القدس يهودية .. هذا نموذج حسي للعمالة الفكرية ..
ولا زلنا نصدق إلى اليوم ما تبثه الإله الإعلامية إن الفرس مجوس , وإنهم كما يقول المتصيهنون والعملاء فكريا بقصد او بدون قصد , ان الفرس منذ ان خلقهم الله هم أعداء العرب .. بينما الفرس في واقعهم التاريخي تركوا أئمتهم الفرس واتبعوا إماما عربيا من بيت ال محمد (ص)
اليوم يشتغل الأعلام الماسوني وأزلامه بأجندات خافية على بعض العقول البسيطة , ويعتبر إعلام اغلب الفضائيات حقيقة تستدعيها الوطنية ومتطلبات مصلحة الوطن , فتم زرع الإعلام العربي والإسلامي بأبواق وفضائيات تبث السموم من خلال برامج تمكنت بها شق وحدة الشعب العراقي , وتمكنت من السيطرة بالكامل على العقل العربي والعراقي , ولا أريد أن أوزع الاتهامات على الناس إذاعيين وإعلاميين وشيوخ عشائر ورجال دين وخطباء منابر ورياضيين , بل أقول جازما ان اغلبهم وقع تحت تأثير الماكينة الماسونية اليهودية التي تم التخطيط لها بتقنية إعلامية وعقلية متمكنة استطاعت ان تغير بوصلة الفكر العربي والإسلامي , فأصبح العدو الإسرائيلي صديقا للعرب ..خاصة أمراء الخليج الذين يعلنون صراحة علاقتهم بإسرائيل .. وأصبح المقاوم الذي يريد تحرير أرضه إرهابيا ظلاميا وخطر يهدد الامة العربية واستقرار المنطقة .. والفكر التكفيري الوهابي حليفا قريبا من الديمقراطية الأمريكية , اليوم المسلمون يناقشون وبقوة قوانين إسلامية نزلت على نبيهم ومثبته في دستورهم القران , يقارنوها بالنظام الأوربي الفرنسي , تحولت الاهتمامات والثقافة إلى ملابس ممزقة وقصات شعر تشبه عرف الديك , هي المودة الشبابية الحديثة ..
ولا بد ان تأتي الصفحة الثانية من الاستعمار الفكري الماسوني للعرب والمسلمين بعد ان تتشرب الأفكار التي ألقاها ” جيمس ارثر بلفور ” عام 1917″ في المؤتمر الذي حدد دولة لإسرائيل وتقسيم الدول العربية .. والمرحلة الثالثة النهائية آتية حين نصبح اسلاميهودية, ونرحب باليهود ونعادي الإسلام ..