بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 91].
ما معنى الوفاء؟ وما هي نتائج الغدر في التعامل الاجتماعي, ولماذا اعتبر القران عدم الوفاء نوعا من الكبائر ..؟ النقطة الثانية ما هي اسباب النزول..؟ ولماذا يهتم الاسلام كثيرا بموضوع الوفاء.؟.
يُعرّف الوفاء بالإنسان حين يكلف بحفظ وصون شيء متفق عليه .. هذا الاتفاق يسمي عهد ووعود (على ان يكون مصحوبا بالحرص على أداء الأمانة والحقوق لأصحابها، فيكون صاحب العهد قمة في الإنسانية بما قدّمه من الأفعال الحسنة،..
ولكن القران يبين وجهة نظره بالعهد يقول :تعالى: (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ.وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ)،وهذه الصفة من صفات الله عزّ وجلّ، كما في قوله تعالى: (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ولكن أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)،هذه من الصفات المشتركة بين الانسان وخالقه , وهناك صفات مشتركة اخرى مثل العفو, والكرم , والرحمة ,والوفاء بالعهد زغيرها.
كما أنّها من صفات الرسل عليهم السّلام، وكذلك من صفات المؤمنين قال تعالى:(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) والوفاء درجات اعظمه الوفاء لله تعالى، يتمثّل بطاعته وعبادته وتوحيده، والوقوف عند حدوده، ، ، وتُطلق على الطاعات والعبادات على المكلف .ومن صور الوفاء بالنذر التي يكلّف العبد نفسه بها حين يلزم بها نفسه فتتحول الى واجب , كذلك يجب الوفاء للرسول وال بيته(ع) كونهم تحمّلوا كلّ أنواع الأذى وصنوف القتل والشقاء.. ومن حالات الوفاء بالعهد {اجتناب النواهي التي نهى عنها الدين،يقابلها التحلّي بالأخلاق التي حثّ عليها} ثم السير على هدي العلماء والتعلّم من علمهم، قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)،ومن الوفاء الواجب الوفاء للوالدين، والوفاء بين الزوج وزوجته. كل هذه العناوين او أخل المكلف بشروط العهد فيها , يحدث خلل في المنظومة الاجتماعية , وتجر عليهم سلبيات وويلات. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“صور من الوفاء ” البيعة تعني العهد على الطاعة؛ كأنّ المبايع يعاهد أميره على أنّ يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين، ولا ينازعه في ذلك، وينفذ ويطيع ما يكلفه به، تسليم تام للدين والشريعة.وأوّل مبايعة حصلت في تاريخ الاسلام تمثلت بمبايعة السيدة خديجة والإمام أمير المؤمنين عليهما السلام للنبي الأكرم(ص) ثم تلَتْها بيعتا العقبة الأولى والثانية في مكة المكرّمة، هاتان البيعتان(بسبب الوفاء بالعهد) اتت ثمارهما : بيعة العقبة حدثت مع مجموعةٌ من الأنصار. عاهدوا النبيَ (ص)على نصرته، وسميت بذلك لأنها كانت في منطقة العقبة بمني،
(معنى العقبة هو الطريق الوعر في الجبال)كانت هذه البيعة من مقدمات الهجرة إلى المدينة المنورة. حين عرض النبي(ص) الإسلام على بعض الحجاج فأسلم ستة رجال من أهل يثرب، وفي العام الذي يليه.
قدم هؤلاء إلى الحج مع قومهم، وكانوا اثني عشر رجلًا من الأوس والخزرج، فأسلموا وبايعوا النبي على الإسلام، فكانت بيعة العقبة الأولى، وبعث النبي مصعب بن عمير معهم يُقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام، وفي شهر ذي الحجة قبل الهجرة إلى المدينة بثلاثة أشهر، خرج ثلاثة وسبعون رجلًا وامرأتان من الأنصار في موسم الحج، وبايعوا النبي على نصرته في السمع والطاعة والعسر واليسر, وألا ينازعوا الأمر أهله، وأن يقولوا كلمة الحق أينما كانوا، وألا يخافوا في الله لومة لائم هاتان البيعتان خاصة الثانية مهدتا الأرضية المناسبة للهجرة إلى المدينة المنورة..!
ومن البيعات التي شهدها الاسلام بيعة المسلمين للرسول(ص)حينما توجّه نحو منطقة بدر ،لما بلغه خبرُ نجاة القافلة وإصرار زعماء مكة على قتال المسلمين استشار أصحابَه في الأمر يقول البخاري (حينئذ تزعزعت قلوب فريق منهم) خافوا اللقاء الدامي، فنزلت فيهم(وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) حين تزلزلت نفوس بعضهم خوفا من اللقاء . فعرض لهم النبي (ص) البيعة لله والرسول. وعبر المقداد بن الأسود عن رايه قائلا:«يا رسول الله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى(فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) ولكن نقول: امضِ ونحن معك». في رواية عبد الله بن مسعود قال:الذين تكلموا كانوا من المهاجرين، وهم أقلية في الجيش، فأحب الرسول محمد أن يعرف رأي قادة الأنصار، لأنهم كانوا يمثلون ثلثي الجيش، ولأن بيعة العقبة الثانية لم تكن في ظاهرها مُلزمةً لهم بحماية الرسول خارج المدينة، فقال: «أشيروا عليَّ أيها الناس»، وقد أدرك الصحابي الأنصاري سعد بن معاذ (وهو حاملُ لواء الأنصار) مقصد الرسول من ذلك، فنهض قائلاً: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله»، فقال الرسول محمد: «أجل»، قال:لقد آمنا بك وصدقناك، أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك (عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة)، فامض يا رسول الله لما أردت، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله”. هذا عهدي المهاجرين والانصار.
** هناك بيعة تسمى بيعة الرضوان وهي بيعة الشجرة في السنة الثامنة للهجرة في الحديبية،( ي بيعة لجماعة من الصحابة للنبي (ص) وقد ذُكرت هذه البيعة في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾. وصورتها ان خرج النبي (ص) مع عدد من الصحابة لا يحملون السيوف؛ لأداء مناسك العمرة، وقطع عليهم الطريق في الحديبية، حينها انعقدت هذه البيعة تحت الشجرة، وتم صلح الحديبية, واشتهر المبايعون بأصحاب الشجرة.
وهناك بيعة للرجال والنساء بعد فتح مكة سنة 8 هـ وفي السنة العاشرة شهد التاريخ أخر بيعة حصلت في حياة النبي (ص)وهي ببيعة الغدير عند منصرف النبي(ص) في حجة الوداع حيث بايع المسلمون الإمام علي (ع) خليفة ووصيا على المسلمين.
الملاحظ ان أي بيعة اذا ابرمت بين المسلمين او في أي مجتمع وتمسك الناس بشرف كلمتهم فانه تحصل الفائدة .. لان الالتزام من قبل المجتمع بالعهد يدلل على ان المجتمع صادق ولا يتعامل بالكذب , فتاتي النتائج ايجابية , اما اذا اختل العهد, تأتي الكوارث .. بدليل الثبات على العهد العقبة الاولى والثانية .. انتجت هجرة وقيام دولة ..وفي بدر والحديبية تحقق النصر وهنا تحقق الفتح ( اذا جاء نصر الله والفتح).
اما بيعة الغدير لم يلتزم المجتمع المسلم كما هو معروف , حيث تحركت نفوس البعض لنقض العهد الذي اعطوه لله والرسول (ص) وكانت نتيجته قتل عدد من المسلمين ممن خالفوا جماعة السقيفة تحت عنوان ( الارتداد) ولو صح هناك مرتدين بعد وفاة النبي (ص) ولكن قتل جميع معارض للمخالفين لعهد رسول الله بعنوان مرتدين. ولا زال المجتمع الاسلامي يعاني من الانقسام لحد الان بسبب نقض العهد مع الله ورسوله.
أسباب نزول الآية :.. كثيرا من السور والآيات ترتبط بالحوادث التي وقعت ايام الدعوة او نزلت لحاجات ضرورية من الأحكام والقوانين الاسلامية كسورة النساء والأنفال والطلاق وأشباهها . فسمي علم في التفسير القرآني بـ”أسباب النزول”، ومن يعرفها تساعده إلى حد كبير في معرفة الآية وما فيها من المعاني والاسرار.
فاهتم جماعة من محدثي الصحابة والتابعين بأحاديث أسباب النزول، فنقلوا احاديث كثيرة من هذا القبيل .بلغ من طرق السنة عدة آلاف حديث، أما من طريق الشيعة فهي قليلة دون الالف لا تبلغ مئات. والمشكلة أن كل هذه الأحاديث ليست مسندة ولا صحيحة بل فيها المرسل الضعيف مما يدعو الانسان إلى الشك فيها، لأنها: كثير منها يدل على أن الراوي لا ينقل سبب النزول من طريق المشافهة والحفاظ، بل ينقل قصة معينة ثم يحمل الآيات عليها ويربطها بالآية بدون دليل ..مما يعني ان اغلب علم اسباب النزول هو علم اجتهادي نظري وليس بسبب شاهده بالعيان وضبط دقيق.
والشاهد على ما نقول وجود تناقض كثير في الأحاديث , حتى أن الآية الواحدة يذكر فيها عدة أحاديث في أسباب نزولها , ويناقض بعضها بعضا حتى في بعض الآيات يذكر عن ابن عباس اسباب لا يمكن تصديقها.
ــــــــــــ ((” وقد ادخل على علم اسباب النزول روايات لا يمكن تصديقها ” سميت التوافقات العمرية “))
ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء، والهيثمي في مجمع الزوائد كثيراً من الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة في فضل عمر بن الخطاب وسبب نزول الآيات باجتهاد من عمر .ذكر السيوطي موافقات الوحي لكلام عمر فقال: عن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن،!! وأخرج ابن عساكر قال: إن في القرآن رأيا من رأي عمر. وأخرج عن ابن عمر .ما قال الناس في شيء وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر.
اما البخاري ومسلم اخرجا عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى. وقلت: يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي(ص) في الغيرة فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت الاية.
وأخرج مسلم عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث (في الحجاب وفي أساري بدر وفي مقام إبراهيم ففي هذا الحديث خصلة رابعة هي اسرى بدر. حتى وردت روايات في اسباب النزول ان الله انزل واحد وعشرين اية بتوافق اراء عمر .!! حتى ان عمر هو من اقترح تحريم الخمرفحرمها الله.
**ان ورود هذه الأحاديث المتناقضة لا يمكن حملها الا على أحد محملين: اما أن نقول ان اسباب النزول هذه اجتهادية وليست نقلية ياتي كل محدث يحاول أن يربط بين قصة واية ربطا لا حقيقة له, أو نقول هذه الأحاديث كلها أو جلها مدسوسة ليس لها حقيقة من الواقع.مع ورود هذه الاحتمالات تسقط أحاديث أسباب النزول عن الاعتبار، ولهذا لا يمكن الاطمئنان حتى على الأحاديث التي أسانيدها صحيحة منها ولكن احتمال الدس أو أعمال النظر الحب والبغض كانت حاله قائمة.
ثانيا: ثبت تاريخيا أن الخلافة كانت تمنع عن كتابة الحديث، وكلما كانوا يعثرون على ورقة أو لوحة كتب فيها الحديث كانت تحرق، وبقي هذا المنع إلى آخر القرن الأول الهجري، أي لمدة تسعين سنة تقريبا. مما فتح للرواة طريق النقل بالمعنى، وكان الحديث يمنى بتغييرات كلما حدث راو إلى راو آخر حتى أصبحت الأحاديث تروى على غير وجهها. وهذا واضح لمن راجع قصة ورد فيها أحاديث مختلفة، فان الانسان ربما يشاهد حديثين في قصة واحدة لا يمكن اجتماعهما في نقطة من النقاط ..
ثم جاءت مرحلة خطيرة وهي الدس في الحديث والكذب على الرسول ودخول الاسرائيليات في الروايات وما صنعه المنافقون وذوو الاغراض كل هذا قلل من قيمة أحاديث أسباب النزول وأسقطها عن الاعتبار.
**عليه سبب النزول الوارد لبعض الآيات لو لم يكن متواترا أو قطعي الصدور يجب عرضه على القرآن، بما يوافق مضمون الآية فيؤخذ به ويعمل عليه. هذه الطريقة تسقط اكثر أحاديث أسباب النزول من الاعتبار، الا أن الباقي منها يكسب كل الوثوق.
**{ الوفاء بالعهد واحترام المواثيق من الصفات الانسانية الكريمة وقد اشتهر بها العرب قبل الإسلام، ولما جاء الاسلام جعل الوفاء بالعهد أمراً إلهياً لا يخالفه مسلم كامل الإيمان، بما في ذلك العهود مع غير المسلمين. فجعل نقض العهد من صفات النفاق والكفر وعده من الكبائر الموجبة للنار وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة ,
العجيب أن نقض العهد والاتفاقات ,ونتائج نقض العهود.(قامت جميع حروب المنطقة في الشرق الاوسط والعالم بسبب نقض العهد) سواء المسلمين او غيرهم جهلاً بتعاليم الدين، وانسياقا وراء دعاوى قومية ووطنية باطلة لتحقيق مصلحة شعب فتجلب انتقام وقتل وتهديم بنى تحتية. **اسوق قصة اليك من رحم التاريخ تبين نتيجة نقض العهد . حين وصل معاوية الى السلطة بعد عقد ميثاق مع الامام الحسن (ع) خطب خطبته الشهيرة . ذكرها المصنف ــ عن سعيد بن سويد قال : صلى بنا معاوية الجمعة بالنخيلة ، ثم خطبنا فقال : ما قاتلتكم لتصلوا ،وتصوموا ، ولا لتحجوا ، وتزكوا ، وانا أعرف إنكم تفعلون ذلك ، ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون. هذا الجانب تغافل عنه اغلب المذاهب الاسلامية وشخصياتهم الدينية .كما اني لاحظت لبعض الكتاب كلاماً يستوجب السؤال والنقد .. فأقول:
(من اللائق للكاتب أو الخطيب حين يتحدث أو يكتب في قضية لا بد ان يكون ملما بكافة جوانبها حتى لا يبقي حالة الا واشبعها للمستمع فهما وعلما. …واهم نقطة ان يطرح المفاهيم الإسلامية بشكل يتناسب مع التطور الحالي حتى يتمكن المثقف والمتعلم والاستاذ الجامعي من فهم المسألة جيداً.
ثانياً: أن يكون الموضوع مفيدا لكافة الطبقات والشرائح، بحيث يتحدث بأسلوب يستفيد منه الجميع، لان الخطابة على المنبر أصعب من الكتابة، الكاتب عادة يكتب إلى طبقة القراء أما الخطيب فإنه يتحدث في بحث يلزم أن يكون بحثه مفهوماً لجميع الطبقات بما فيهم ذوي المعلومات القليلة الذين يستمعون اليه .
وعليه ان يعلم أن أذواق المستمعين مختلفة، مثلاً أحدهم يفكر بطريقة اليوم وآخر يفكر بالطريقة القديمة، وهذا ينتظر النعي والخاتمة.. وذاك يريد ان يسمع مفهوم جديد. في هذه الحالة يتحتم أن تكون الخطابة والكتابة تفيد جميع الأذواق، كما ينزل المطر على الأرض فيفيد كل مكان يمر به حسب نوعية الارض وقد أشار القرآن المجيد إلى هذه الحقيقة: (أَنَزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا).هذا يلزم الخطيب متمكنا علميا مطلعا بما فيه الكفاية عند عرض موضوعه .
الرد على من يتساءل لماذا لم ينهض الحسين(ع) ضد معاوية ..؟
تمنى معاوية أن يستغلّ تشويه ثورة الحسين (ع) ـ لو ثار في عهده ـبسبب وجود ميثاق الصلح بينهم .وقد عرف الناس أنّ الحسن والحسين (عل) قد عاهدا معاوية على تسليم السلطة له مادام حيّاً، ولو ثار الحسين (ع) على معاوية، لتمكن معاوية أن يصوّره بصورة الناقض لعهده الذي أعطاه .
وكلنا نعلم أنّ الحسين(ع)ما كان يرى في شخصية معاوية ما يستحق رعاية العهد والوفاء ؛ لأنه تمّ بغير رضا وبالإكراه ، وقد كان عهداً تمّ في ظروف لا بدّ للمرء من تغييرها .وحين نقض معاوية هذا العهد لآنه لا يقيم له حرمة، ولم يلزم نفسه الوفاء به،.. رغم ان العهد انتهى من الناحية الشرعية حين الغى معاوية العهد والميثاق بتلك الخطبة ,
لكنّ مجتمع الحسين (ع)، بعد وفاة الامام الحسن(ع) هذا المجتمع الذي رأينا أنّه لم يكن أهلاً للقيام بالثورة، حيث كان يؤثر السلامة والعافية، كان يرى الحسين(ع) قد عاهد وعليه أن يفي بعهده .
وأكبر الظنّ لو قام بثورته في عهد معاوية ـ كانت ستفشل على الصعيد السياسي والاجتماعي، لان اغلب المجتمع ينظر من الزاوية التي سيسلّط معاوية عليها الضوء (وهي هذا الحسين نكث العهد والميثاق الذي ابرمه لانقاذ الامة وانهاء الفتن والقتال, فتكون ثورته مجرد يظهرها الكتاب للرأي العام وكأنّها تمرّد غير مشروع .
لعلّ هذا هو ما يفسّر جواب الحسين (ع) لسليمان بن صرد الخزاعي، حين فاوضه في الثورة على معاوية والحسن حيّ، فقد قال له: “فليكن كلّ رجل منكم حلساً من أحلاس بيته مادام هذا الإنسان حيّاً؛ فإنّها بيعة كنتُ والله لها كارهاً، فإن هلك معاوية، نظرنا ونظرتم، ورأينا ورأيتم”
فكانت ثورة كربلاء اجمل لوحة في مواقف الوفاء بالعهد.. العشق للحسين(ع) وصفحة أخرى من الوفاء، تشرق للأجيال ,هي الصّفحة الّتي خطّها أصحاب الحسين وأهل بيته، في مواقف أصبحت (أيقونات) يذكرها المؤرّخون ويتناقلها الرواة ويستلهمها الثوّار والمجاهدون.أنبل صور الوفاء، هي الّتي تظهر في الأزمات الصعبة التي تتطلب ان يكون الموقف رجولي فقط ..وقد عبر الحسين (ع) عن اصحابه في ليلة العاشر:{ فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن أنه آخر يوم لنا من هؤلاء، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا. فنهض إخوته وأبناؤه وبنو عمومته لا ابقانا الله لا أرانا الله ذلك أبدا. بدأهم القول العباس واتبعته الجماعة فتكلموا بمثله ونحوه..لبسوا القلوب على الدّروع وأقبلوا,يتهافتون على ذهاب الأنفسِ بعدها تكلم عن النساء ..
قصة زوجة وهب. وزوجة علي بن مظاهر الاسدي .. قالت والله ما انصفتني يا ابن مظاهر انتم تنصرون الرجال ونحن نبقى مع النساء ..
رد للشهيد حسين ودمعه يهلها.. وحب ايده وكله يبن سيد رسلها .. يا مظلوم الحرة ما ترضى اوديها لاهلها .. تكول لازم اواسي بنات الزجية .
يا ريت كل اولادنا فدوة لرضيعه. واحنا ضحايا اللي انذبحج جنب الشريعة والله انفجعتي فاطمة الزهرا فجيعة. في يوم واحد فاكده سبعين واثين , والله يزهره ماغ ذبح بالطف ولدج. ومشى بناتج بالسبا واحرك الجبدج . الا الذين امروا كنفذ بجلدك .