يا مـن ردت له ذكـاءُ ولمْ يفـزْ*****لنظـيرها من قبـل إلا يـوشـعُ
يا هـازم الأحزاب لا يثنيه عـن ***خوض الحـمام مـدجج ومـدرَّع
يا قـالع الباب الذي عن هـزّها ****عجـزت أكـفٌّ أربعون وأربـع
ما العـالم العـلـويِّ إلا تربـةٌ******فيها لجـثَّتك الشـريفة مضجـعُ
انا في مديحك الكن لا اهتدي ****** وأنا الخطيب الهبزي المصقع
أأقول فيك ســــميع كلا ولا ********** حاشا لمثلك ان يقال سميع
بل انت في يوم القيامة حاكم ******** في العالمين وشافع ومشفع
من المعروف أن الإسلام قام بسيف أمير المؤمنين (ع)، الذي قال فيه رسول الله (ص)لا فتى إلا علي *** لا سيف إلا ذو الفقار** ما الفائدة التي جناها الاسلام من شجاعة علي(ع) وسيفه وما الفرق بين الشجاع والمتهور ..؟{ الشجاعة والتهور}….يتصور البعض ان الشجاعة تتمثل في الاقدام وتنفيذ الارادة , سواء في القول او الفعل. هذا تفسير خاطيْ لمعنى الشجاعة لأنه يقابل التهور ,..
معنى التهور كل من لا يُقدّر عواقب الامور فهو متهور كونه تَنْقُصه الحكمة ولا يقدر النتائج المستقبلية , كثير من النجاحات يتصورها البعض انها تحققت بفضل شجاعة القائد فلان , ولكنها بعد حين تنكشف انها كانت تهور وتسرع وطيش ..اما الشجاعة فهي صبر ساعة يرجع الانسان فيها الى عقله , لان الموقف يحتاج الى تأويل،(اذن الشجاعة منبتها القلب وعروقها في العقل) ، .. النقطة المهمة بين الحالتين ,ان المتهور لا يحسب نتائج عمله , ينظر الى اللحظة التي فيها ثم يدفع ثمنها .
اذن كل تصرف بالقول او بفعل غير مدروس يصبح طيشا وتهورا والشجاعة هي امن يتمكن اخذ القرار في اشد اللحظات ، كون يتم تشغيل العقل والقلب.. ولذا يقال فلان فقد صوابه اي لم يعد يميز ولم يحسب للأمور حساباتها ونتائجها ,. بالتالي عند هدوء اعصابه يقول ليت الذي عملته ما عملته ، اما الشجاعة فهي المبادرة بالوقت اللازم ..بالشكل الذي يناسب الحالة يقول احمد شوقي:
إن الشجاعة في القلوب كثيــــرة.. ووجدت شجعان العقول قليل .
فالشجاع لا يضرب بمجرد العصبية. .ولا يشتم مطلقا, ولا يستغل ضعف الضعيف ولا يستغل المحتاج عكس الطائش الذي يستخدم جسده وقوته ويكون معول هدم في المجتمع , هناك مثل عند العرب عن الشجاعة . يقول: والدي يجبر المكسور .. فرد عليه اخر وانا والدي يجبره قبل ان ينكسر . هنا الفرق بين الاثنين .. الشجاعة ليست حكرا على الرجال فهناك امرأة تصبر على تهور زوجها في القول والفعل, فهي شجاعة واكثر انسانية منه . المرأة الشجاعة من تحوي بيتها وابناءها وتصبر وتنظر بعقلها لنتائج التهور والتسرع. يصفون فلان شجاعا في حربه على ايران ثمانية اعوام ومن ثم غزو الكويت ومن ثم الحرب الكونية على بلادنا وخسارة البلد كل قواته الامنية وتمزق المجتمع وتدخل دول العالم في قراراته , أي شجاعة هذه التي اوصلتنا الى هذه المرحلة .
** الفرق بين الشجاعة والجبن : لا يمكن لأي شخص غير شجاع مهما كان مستواه العلمي والاجتماعي والوظيفي ان (يحقق ذاته ويحقق الاهداف السامية الا بالشجاعة)والشجاعة تتطلب “الوثوق بالنفس اولا” واهمية الثقة بالنفس تتجسد بالتطبيق والتوافق الفكري للموضوع الذي انت تقدم عليه. واذا لم يؤمن ويستخدم الشجاعة يسمى انتهازي.
النقطة الثانية في الشجاعة :هي الطاعة .. لا زلت انت مقتنع انك تسير الى الحق , فعليك الطاعة , وبدونها ليس هناك ترابط بين الشجاعة وعدم الطاعة. والطاعة الحقة الشجاعة أبرز صفات الرجولة.
واعظم ما في الشجاعة هي الطاعة .. فقد كان علي(ع) شجاعا ومطيعا وحقق بفضل طاعته وشجاعته انتصارات الاسلام ..فقد كان الرسول (ص) يناديه في الحروب: يا علي ردّ عني هذه الكتيبة..! يا علي ادفع عن المسلمين ذاك الجمع فيترك كل شيء ويذهب الى الكتيبة ويفرقها بسيفه دفاعا وطاعة لرسول الله (ص) فكان يجمع في شجاعته { الايمان بالله والطاعة لرسول الله} ويوم بدر واحد والخندق مشهودة له .
هذه الخصال جعلته الرجل الاول في الشجاعة بالعالم ,خصال الطيبة الكريمة فيه خلص ارواح المسلمين من حالات موت مؤكده . حينما كان عمر بن ود ينادي هل من مبارز , كان علي يشوق لقتاله , ولكن اوامر الرسول لم تصدر. فكانت طاعته تفوق شجاعته. حتى اصبحت حالته تلك مدرسة يتعلم منها الاجيال, وحين صدرت الاوامر بالموافقة لقتال ابن ود العامري يوم الخندق كانت ضربته – كما عبر عنها رسول الله(ص) – : “تعادل عمل الثقلين إلى يوم القيامة”، وهكذا كان عليُ (ع) الحاضر الأبرز في بدر وفي أحد وفي حنين وفي سائر المواقف والمعارك..
ثم جاء من بعده تلميذه مالك بن الاشتر ,الذي وصفه عليُ(ع) كان لي مالك كما كنت لرسول الله… اذكر لك حادثة تبين شجاعة الصبر والطاعة. (مكث أصحاب علي (ع)يوما وليلة بغير ماء، اغتم الإمام من عطش أصحابه ،قد حيل بينهم وبين الماء، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: إن عليا لا يموت عطشا، ومعه شيعته من أهل العراق وسيوفهم على عواتقهم ،دعهم يشربون فقال معاوية: لا والله يموتون عطشا كما مات عثمان. يا أهل الشام، هذا أوَّل الظفر، لا سقاني الله ولا أبا سفيان إن شربوا منه حتى يُقتلوا بأجمعهم.وخرج الإمام في تلك الليلة يدور في عسكره فسمعهم يشكون العطش , وفي صباح اليوم الثاني جاءه اصحابه , قالوا:يا أمير المؤمنين أيمنعنا القوم ماء الفرات وأنت فينا والسيوف في أيدينا؟ خل عنا وعن القوم، فوالله لا نرجع حتى نرده أو نموت .فقال الإمام: ذلك إليكم.
وأقبل الأشتر بخيله فحملوا على الفرات حملة رجل واحد وأخذت السيوف أهل الشام،فولوا مدبرين ووصلت خيل أمير المؤمنين الى الفرات واستولوا على الماء، وأزالوا أبا الأعور السلمي عن الشريعة .وارتحل معاوية عن المشرعة، ولما صار الماء بأيدهم قالوا: والله لا نسقيهم، فأرسل إليهم أمير المؤمنين: أن خذوا حاجتكم من الماء وارجعوا إلى معسكركم، وخلوا بينهم وبين الماء فإن الله قد نصركم عليهم بظلمهم وبغيهم، وقالوا له: أنمنعهم الماء كما منعوك، فقال: لا أفعل ما فعله الجاهلون، واستأذنه معاوية في وروده المشرعة فأباح الإمام له ذلك. واصحابه ينظرون .. فأي شجاعة واي انسانية واي صبر واي طاعة في هؤلاء الاصحاب.؟..
***(*) اذكر لك حادثة تبين اهمية الشجاعة مع الطاعة , وان الشجاعة بدون طاعة ضرب من التهور: كان مالك الأشتر على راس كتيبة الخيالة يقاتل اهل الشام والحزب الاموي ويتقدَّم لحظة بعد لحظة، وجيش معاوية ينسحب ويهرب افراده ولو أمهلوا الأشتر ساعة واحدة لانتهت الحرب.
فصاح الخوارج الذين ةخرجوا على امامهم لانهم لم يطيعونه ..كانوا اقوياء بلا طاعة لمولاهم . قالوا: يا أمير المؤمنين، ابعث إلى الأشتر ليأتيك، فبعث الإمام رجلاً إلى الأشتر: أن ارجع فقال الأشتر: ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقفي، إنِّي قد وصلت الفتح فلا تعجلني.رجع الرسول فأخبر الإمام (ع)، وحمل الأشتر على أهل الشام وظهرت علامات الفتح، ولكن القوم قالوا: يا أمير المؤمنين، ما نراك إلاَّ أمرته بالقتال. فقال الإمام هل رأيتموني شاورت رسولي إليه؟،ألم اكلمه علانية وأنتم تسمعون؟! ، فقالوا: ابعث إليه، وإلاَّ اعتزلناك!!، فذهب الرسول إلى الأشتر وأخبره عن اختلاف القوم، وما كان الأشتر يحب مغادرة جبهة القتال في تلك الساعة الحرجة، فقال له الرسول: أتحبُّ أنَّك ظفرت هنا، وامامك محاط بسبعة الاف سيف .. اتقبل ان يسلم إلى عدوه؟؟، فقال الأشتر:لا والله، لا أحب ذلك، فقال الرسول: فإنَّهم قد حلفوا عليه ليأتيك الاشتر او يقتلوه كما قتلوا عثمان، أو نسلمك إلى عدوك!!. رجع مالك الأشتر مغضباً وصاح بالقوم: يا أهل الذل والوهن، أحين علوتم القوم وظنُّوا أنَّكم قاهرون، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها.. ويحكم لا تجيبوهم، أمهلوني فإنِّي قد أحسست بالفتح، قالوا: لا نمهلك.جرى كلام طويل وعتاب بين الأشتر والقوم، وصل إلى السب والشتم ,فصاح بهم الإمام كفوا، فصاح القوم: إنَّ أمير المؤمنين قد رضي المحاكمة بحكم القرآن.
كان الإمام ساكتاً لا يتكلَّم، وهم يتكلَّمون، لمَّا سكتوا قال: أيُّها الناس، إنَّ أمري لم يزل معكم على ما أحب إلى أن أخذت منكم الحرب.ألا إنِّي بالامس أميرا. وأصبحت اليوم مأموراً، وكنت ناهياً واليوم منهياً، انتم أحببتم البقاء ولا أحملكم على ما تكرهون. هذه نتائج عدم الطاعة.
صورة مغايرة حدثت في صدر الاسلام تبين ان المجاهد مخذول ,إذا لم تنصره الشجاعة والطاعة والصبر ،فيحقق النصر.. انقل لك حادثة ذكرها القران الكريم: في قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ بعد منصرف المسلمين في احد وما اصابهم من خسائر وقتل الحمزة وسبعين شهيدا . جاء رجل اسمه نعيم بن مسعود الاشجعي الى المدينة , وكان قد ارسله ابو سفيان واعطاه عشرة من الابل ان يرجف قلوب المسلمين بان قريش يجمعون القبائل لقتالكم . وهم بتلك الحال بعد معركة ( احد) كان أبو سفيان قد ندم على انصرافه من القتال، كان يفكر لو صعد عليهم الجبل راجلين ويقتلوا النبي(ص) وبقية الصحابة الا من يهرب , وكانوا يعلمون ان النبي والامام علي وبعض المخلصين لا يهربون , فتنطفي نار الاسلام بقتلهم .فعاود الكرة وجمع القبائل ,وارسل نعيم بن مسعود فالتقى مع المنافقين من اهل المدينة . وعلم النبي(ص) والمسلمون بمؤامرتهم.
عن الصادقين (ع) الركْب الذي دسّه أبو سفيان للإرجاف بالمؤمنين، هم المنافقون بالمدينة. الطابور الخامس. القصة وما فيها : لما قتل جمع من المسلمين وفرّ آخرون، واضطربت الصفوف وتداخلت، جَمَع رسول اللّه (ص) من بقي معه من المسلمين ثم حمل(ص) وعلي (ع)وبعض المسلمين معه حملة رجل واحد على القوم، فانهزم المشركون وتشتّتوا نحو مكة ولم يصلوا إلى ما أرادوا مـــن قتل الرسول (ص) وابادة المسلمين، فكان النصر أخيراً للمسلمين وإن قتل منهم جمع كثير. وقف المسلمون على حافة جبل احد , وجرت هتافات متقابلة .. وقف أبو سفيان قريبا من الجبل ،وصرخ بأعلى صوته: ان الأيام دول، وان الحرب سجال، يوم بيوم بدر .فقال رسول اللّه (ص): اجيبوه قولوا: لا سواء، قتلانا في الجنّة وقتلاكم في النار.فقال أبو سفيان : لنا العزّى ولا عزّى لكم.قال: قولوا : اللّه مولانا ولا مولى لكم .فقال أبو سفيان : اعل هبل. فقال قولوا: اللّه أعلى وأجلّ.يبدو ان رسول الله(ص) يأنف ان يكلم شخصا مثل هذا. مجرم متسلط على الناس بعصابات قريش , فمن يكون حتى يكلم رسول الله ويجادله .؟ فكان لا يعلم ان الرسول حي .لما اراد ان ينصرف سال .. أحيّ ابن أبي كبشة؟ فأما ابن أبي طالب فقد رأينا مكانه .فقال له علي (ع): أي والذي بعثه بالحقّ انه (ص) ليسمع كلامك.فقال أبو سفيان : لعن اللّه ابن قمئة زعم انه قتل محمداً، ثم قال: انه قد كانت في قتلاكم مُثلة، وانّ موعدنا وموعدكم بدراً في العام القابل .فقال رسول اللّه (ص) لعلي (ع): قل نعم، هو بيننا وبينكم موعد .بعد عام.
** لما تحرك الجيش بعث رسول اللّه (ص) عليا (ع) في آثارهم لينظر ماذا يصنعون فإن كانوا ركبوا الإبل فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل فيريدون المدينة، فقال :والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم ثم اُقاتلهم …قال علي (ع): فخرجت في أثرهم فرايتهم امتطوا الإبل وتوجهوا إلى مكة، فوقع نظر أبي سفيان على علي (ع) قال له: يا علي ما تريد نحن ذاهبون إلى مكة، فانصرف إلى صاحبك فأخبره.
لما انصرف أبو سفيان وجيش مكة من غزوة اُحد وبلغوا الروحاء، ندموا على انصرافهم عن المسلمين وتلاوموا فقالوا:(لا محمداً قتلتم، ولا الكواعب أردفتم)،يعني ما اسرتم علية القوم ولا قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم، ارجعوا فاستأصلوهم .فبلغ ذلك الخبر رسول اللّه (ص) فأراد أن يرهب العدوّ فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان وقال:(ألا عصابة تتشدّد لأمر اللّه فانتدب جماعة منهم مع ما بهم من القرح والجرح الذي أصابهم يوم اُحُد وامتثلوا ما أمرهم به.
*** لما رجع النبي والمسلمون إلى المدينة، استقبلته فاطمة(ع) ومعها اناء فيه ماء، فغسل به وجهه، فلمّا رأته فاطمة.. قد شجّ في وجهه واُدمي فمه بكت وجعلت تمسح الدم وتقول: اشتد غضب اللّه على من أدمى وجه رسول اللّه (ص).وكان معه (ص) علي (ع) وقد خضب الدم يده إلى كتفه، ومعه ذو الفقار، فناولـه فاطمة(ع) وقال لها: خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم، وأنشأ يقول: أفاطـم هــاك الســــيف غيـر ذميـم / فلســــــت بــرعــديد ولا بـمليم فقال لها رسول اللّه (ص) خذيه يا فاطمة فقد أدّى بعلك ما عليه، وقد قتل اللّه بسيفه صناديد قريش. هذه المواقف والشجاعة جعلت عليا في دائرة الحسد من جميع المشركين والمنافقين , لان عليا اصبح سيفا من سيوف الله وشجاعة وقوة وايمانا واخلاصا . ولذا لا بد ان ينهون هذا النمط من الحياة, ان لا تبقى افكار ومبادئ علي(ع) في الاسلام .
*()* ذكر المؤرّخون أنّ اغتيال الإمام(ع)يعزى إلى الخوارج ، لا لغيرهم بينما هناك اراء تقول ان القتل تم من قبل الاموين ـ والتنفيذ من قبل الخوارج . ويدعم هذا الراي روايات ومواقف تبين ضلوع الاموين .
١ ـ إنّ أبا الأسود الدؤلي وهو من تلاميذ الامام , له قصيدة خالدة القى تبعة قتل الإمام على بني اميّة ومعاوية بالذات في قصيدته التي رثا بها الإمام ، التي جاء فيها :الا يا عين ويحك فاسعدينا.. الا فابكي امير المؤمنينا .. الى ان يقول: ألا أبلغ معاوية بن حرب*فلا قرّت عيون الشامتينا* أفي شهر الصّيام فجعتمونا* بخير الناس طرّا أجمعينا ؟قتلتم خير من ركب المطايا* ورحّلها ومن ركب السّفينا .. الى ان يقول : فلا تشمت معاوية بن حرب * فان بقية الله فينا…..هذه الأبيات تؤكد أنّ معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الإمام وهو خير الناس بعد النبي(ص).
من المؤكّد أنّ أبا الأسود لم ينسب جريمة اغتيال الإمام إلى معاوية إلّا بعد التأكد من ذلك ، بل انه هو سبب كل مصيبة في الاسلام الى يومنا هذا . هو السبب في نشأة الخوارج وتمرّدهم على الإمام ، وجميع ما صدر منهم من جرائم وآثام من سنن معاوية الى يومنا هذا. من سن سنة سيئة ..
٢ ـ القاضي نعمان المصري ، وهو من المؤرّخين القدامى ذكر أنّ معاوية (بعث)ابن ملجم لإغتيال الإمام ، وهذا نصّ كلامه :قال إنّ معاوية عامله ـ أيّ عامل ابن ملجم ـ على اغتيال الإمام ـ ، وجعل له مالا كثيرا ليقوم بتنفيذ جريمة الاغتيال ,هذا اللعين كان يعيش على العطاء ” الراتب” من اين له اموال يشتري السيف بألف ويسمه بآلف.. ويعطي قطام بنت الخوارج ثلاثة الاف .. عدى الاموال التي صرفت في تلك المؤامرة ولم يذكرها التاريخ .
٣ ـ وممّا يدلّل على أنّ للحزب الأموي ضلعاً في إغتيال الإمام أنّ الأشعث بن قيس، كان عيناً لبني اميّة وعميلاً لهم في الكوفة ،وهذا اسس شبكة مراقبة للامام لاغتياله , حتى من بعض النساء العاهرات اللاتي يغرين البعض لمراقبة حركة الامام . واستقر رايهم انهم لا يقدرون على تنفيذ الاغتيال الا وعلي في الصلاة .. وهذا المعنى قال به {ابن الفارض}(ابن الفارض: بآل محمد عرف الصواب * وفي أبياتهم نزل الكتاب وهم حجج الإله على البرايا * بهم وبجدهم لا يستراب*ولا سيما أبو حسن علي * له في الحرب مرتبة تهاب* وضربته كبيعته بخم * معاقدها من القوم الرقاب علي الدر والذهب المصفى* وباقي الناس كلهم تراب”هو البكاء في المحراب ليلا * هو الضحاك إذا اشتد الضراب هو النبأ العظيم وفلك نوح * وباب الله وانقطع الخطاب)* فالوقت الذي يكون فيه علي عبدا ضعيفا حين يقف في الصلاة بين يدي الله .
**(***)تقول العقيلة زينب كان ابي أمير المؤمنين(ع) يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين , وليلة عند عبد الله بن جعفر وكان لا يزيد على ثلاث لقم فقيل له في ليلة من الليالي ما لك لا تأكل؟ فقال: يأتيني أمر ربي وأنا خميص وكانت ليلة التاسع عشر افطاره عندي ,فقدمت له طبقا فيه ماء وخبز شعير وملح ولبن, فقال بنيه اتريدين ان يطول وقوفي بين يدي الله تقول فرفعت الملح , فامسك يدي واشار ان ان ارفع اللبن , ففطر بالماء وخبز الشعير والملح .. ولما انتهى من طعامه قام الى مصلاه وصلى شطرا من الليل ثم خرج الى صحن الدار ينظر في النجوم وهو يمسك لحيته ويقول ” والله ما كذبت ولا كُّذبت هي الليلة التي وعدني فيها رسول الله(ص) ثم أوى الى فراشه , ثم نهض وهو يكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . سالته ابه اراك مضطرب هذه الليلة .
قال بنية هومت عيناي فرايت كان ملكا اخذ حجرين من جبل ابي قبيس ووقف على الكعبة وضرب احدهما بالاخر , فصارا رمادا , لم يبق بيت من بيوت المؤمنين الا دخله من ذلك الرماد . قلت وما تاويل ذلك , قال ان صدق ظني فان اباك مقتول هذه الليلة .. ثم جدد وضوءه لما أراد الخروج من بيته خرج إلى صحن الدار استقبلته الإوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردوهن، فقال دعوهن فإنهن صوايح تتبعها نوايح، ثم جاء الى الباب ليفتحه فانحل مآزره , فصار يشده ويسويه وهو يقول:
اشدد حيازيمك للموت فان الموت لاقيك ..وَلا تَجزع مِنَ المَوتِ إِذا حَلَّ بِواديكا* كَما أَضحكَ الدَهرُ**كَذاكَ الدَهرُ يُبكيكا .ـــــــ وخرج من داره متوجها نحو المسجد , ما رفع قدما ووضعها الا ذكر الله تعالى . وكان من عادته ان يرفع الاذان لايقاض الناس قبل موعد الصلاة .فارتقى الماذنة ورفع صوته مكبرا .. الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله .. اشهد ان محمدا رسول الله , لما فرغ من اذانه دخل المحراب وانزل ذوابة من عمامته , وشرع في الصلاة, سجد السجدة الاولى ورفع راسه ثم سجد الثانية لما رفع راسه واذا بسيف اللعين يهوي على راسه .. فخر الى الارض مضرجا بالدم وهو ينادي فزت ورب الكعبة .. وسمع هاتف في السماء ينادي تهدمت والله اركان الهدى . انفصمت والله العروة الوثقى .. قتل اتقى الاتقياء , قتله اشقى الاشقياء ..
فقام الناس اليه ينظرون الى الدم يشخب من راسه فصاروا ينادون وا اماماه .. وا علياه ..ثم قال لأنباءه احملوني الى داري .. فحمله ابناءه الحسن والحسين والعباس وابن الحنفية . ثم قال ابنائي انزلوني , لانه رأى زينب واقفه بباب الدار ..
صدت او نادت يالمجبلين هالشايلينه اوياكم امنين
اسمع هظل واصياح صوبين خاف انقتل عودي يطيبين
لمن سمعها الحسن واحسين صاحو يزينب زيدي الونين
ابوچ انطبر والراس نصين صاحت او هملت دمعة العين
عگبك يبويه اوجوهنه وين
ونحن نخاطب صاحب العصر والزمان
يبن الحسن جتك مصيبة هزت الدين .. ماجور في جدك غياث المستغيثين
ماجور في جدك علي بالفرض منصاب ..قالع الصخرة من محلها وداحي الباب شكوا راسه بالصلاة داخل المحراب.. وخله بناته وشيعته كلهم ينوحون